الاتحاد.. وموسم لا يرحم الضعفاء!

  • 7/10/2022
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

جماهير الاتحاد في الموسم الأول استوعبت حجم التضحية التي بذلتها إدارة أنمار في كل الجوانب سواء الجانب المادي أو الإداري أو المعنوي، لذا كانت هذه الجماهير العظيمة في الموعد ولم تخيب ظنون الإدارة، فكان الدعم شاملاً لكل خطوات الإدارة إلى جانب الدعم المادي من خلال بطاقة العضوية والحضور بكثافة للمباريات وبأرقام قياسية في هذا الموسم. وإجمالاً كانت الجماهير الاتحادية الأكثر حضور ليس فقط بمدينة جدة بل غالب مدن الوطن الغالي لأنها كانت تدرك أن السنة الأولى لإدارة أنمار كانت سنة انتشال للكيان من مرحلة الضياع إلى مرحلة الاستقرار التي كانت تنشدها جماهير المونديالي ومنذ سنين طويلة غرق فيها الاتحاد في الديون والقضايا التي أصبحت مؤرقة لأي إدارة اتحادية. بالفعل تجاوزت الإدارة تلك المرحلة وبنجاح ولم تطالب حينها الجماهير ببطولة أو منافسة حتى، لكن وبعد ضياع الدوري في هذا الموسم وبشكل غريب عجيب، استفز ذلك جماهير الوفاء وجعل سقف مطالبه للموسم المقبل يرتفع إلى المطالبة بالدوري ولا شيء غيره، فمسألة الوصافة بعد 3 مواسم لم تعد مغرية لجماهير الاتحاد خاصة بعد التفريط بالدوري في مراحل الحسم الأخيرة وعجز الإدارة عن التعامل مع تلك المرحلة وبشكل لم يستوعبه مدرج الوفاء إلى لحظة كتابة هذه السطور، فلم تكن هناك جدية للمحافظة على الصدارة، بل ما حدث هو «التفريط» بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ما استفز الجماهير الاتحادية خاصة ذلك البرود في التعامل الإداري مع فترة التوقف والتي لم يكن هناك برنامج مخطط لها مسبقاً، خاصة خوض مباريات ودية قوية تمكن اللاعبين من المحافظة على الرتم الفني العالي الذي كانوا عليه منذ بداية الموسم والذي مكنهم من تصدر الفرق وبفارق كبير حتى عن أقرب ملاحقيه الهلال، ولكن الإدارة بدأت بالتراخي والاحتفالات بالبطولة والاعتقاد بأن الفارق النقطي أصبح مؤهلاً لاقتناص البطولة وانتقل ذلك الإحساس إلى اللاعبين ليبدأ مسلسل التراجع في المستوى شيئاً فشيئاً، وبالتالي خسارة النقاط مباراة تلو الأخرى ليصبح وفجأة الفوز بالدوري مجرد حلم نتيجة سوء التعامل الإداري مع مرحلة الحسم وذلك أوصل الجماهير إلى مرحلة الاقتناع بأن الفوز بالدوري ليس مجرد أمنية بل تخطيط مدروس قبل بداية الموسم خاصة وأن سقف طموح جماهير الاتحاد أصبح دوري الموسم المقبل! بحيث تكون هناك خطة من الآن وأن لا يترك الوضع للصدفة والحظ، خاصة وأن استعدادات أغلب الفرق الطامحة بالدوري بدأت وبشكل مبكر على مستوى استقطاب الجهاز التدريبي أو استقطاب اللاعبين الأجانب الذين يخدمون أسلوب وخطط المدربين، وكذلك الاهتمام باستقطاب لاعبين محليين في مستوى يخدم المنظومة بحيث لا يتأثر الفريق في حال إيقاف لاعب أساسي أو إصابته، كل هذه الخيارات والاحتمالات لا بد أن تأخذها إدارة أنمار في الحسبان إذا ما كانت تطمح في مصالحة مدرج الوفاء الذي يستحق من هذه الإدارة بطولة نظير دعمها ومساندتها منذ البداية، فهل تتحرك إدارة أنمار مبكراً للاستعداد لموسم كروي على ما يبدو بأنه سيكون «مولع نار نار» ولن يرحم الضعفاء! في المقص: الأندية الكبيرة وعلى مستوى العالم تعالج مشكلاتها سريعاً وتعود لحصد البطولات فغالباً جماهيرها تطمح للبطولة وليس مجرد وصافة لن تضيف لسجل تاريخها إنجازاً، فهل تكون سنة أنمار الرابعة سنة بطولة دوري أم سنة وداع؟ إبراهيم عسيري - جدة

مشاركة :