للعيد في بادية تبوك إطلالته الخاصة، وتقاليده التي تعد جزءا من ذاكرة المنطقة، وزادا للأجيال الناشئة جيلا بعد جيل، حيث يبدأ "الهجانة" في أيام العيد بمسيرة معتادة فوق ظهور الهجن بمعايدة سكان البادية على شكل جماعات وهم يرددون ألوان "الهجيني"، في مظاهر تثري لمة العيد بالذكريات الجميلة التي كانوا يعيشونها قديما بطابعها الخاص. وتتسم مباهج العيد، كما رصدتها "واس"، لدى سكان بادية تبوك بعادات قل نظيرها، تنم عن الأصالة والمعاصرة والطابع الرصين، الذي اعتادوه من خلال إيقاع حياتهم المنبسطة في الصحراء، وارتباطهم بالإبل، التي يزينونها، وينطلقون بها في كل عيد ومناسبة، مرددين لونهم الشعبي الخاص، بعبارات يملؤها الفرح لإحياء أيام العيد. ويشتق لون "الهجيني" اسمه من الهجن المروضة الصافية المخصصة للركب والسباق، يردد من خلاله الهجانة أبيات الشعر الغنائية التي تتناول شتى مناحي الحياة، ويغلب عليها الفخر بالنسب والغزل، بصوت يتناسب مع حركة سير الإبل وتنقل أخفافها.
مشاركة :