عقيل الحلالي (صنعاء) واصلت قوات الشرعية اليمنية المكونة من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس عبد ربه هادي منصور والمدعومة من التحالف العربي تقدمها أمس على حساب ميليشيات المتمردين الحوثيين وحلفائهم من أنصار المخلوع صالح التي تصر على انتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلن تمديده الأحد الماضي في ختام محادثات سلام بين طرفي النزاع أفضت إلى تشكيل لجنة للإشراف على الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ 15 ديسمبر الجاري. واستمرت أمس انتصارات قوات الشرعية في المعارك على الأرض في بلدة «نهم» على بعد 40 كيلومترا شمال شرق العاصمة التي يحتلها المتمردون الحوثيون منذ أواخر سبتمبر 2014. وقال مصدر بالمقاومة في «نهم»: هناك تقدم للمقاومة التي تواصل استعداداتها وجهوزيتها الكاملة لطرد المتمردين والتقدم صوب العاصمة. وخلق تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محيط محافظة صنعاء وسيطرتها على عدد من الجبال والمعسكرات والمواقع الاستراتيجية، حالة من الهلع لدى ميليشيات الحوثي وصالح في صنعاء، وذكرت مصادر يمنية أن العاصمة تشهد انتشارا أمنيا كثيفاً، كما استنفرت الميليشيات كل قواتها. وتشير المصادر إلى أن المتمردين استحدثوا نقاط تفتيش عسكرية جديدة، ونشروا مدرعات عسكرية في شوارع ومداخل صنعاء، في ظل حالة استنفار قصوى داخل المعسكرات التي يسيطر عليها الحوثيون الذين ينقلون الأسلحة من داخل المعسكرات إلى أماكن مجهولة، ويضعون المتاريس عند مداخل العاصمة. وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل المواجهات في مديرية نهم القريبة من صنعاء، وتفرض المقاومة والجيش حصارا على معسكر 314 في منطقة فرضة نهم، وأعلن قيادي في المقاومة السيطرة على منطقتي جبل اللوز في مديرية خولان، وجبل القرود الاستراتيجي في مديرية نهم على تخوم صنعاء، في خطوة تهدف لقطع الإمدادات العسكرية عن الحوثيين في صنعاء، والتحضير لمعركة العاصمة. إلى ذلك أفادت مصادر يمنية مطلعة عن وجود خلافات كبيرة في الصف الأول لقيادات ميليشيا الحوثي ومن يواليها من قوات تابعة للرئيس المخلوع، جراء الانكسارات التي لحقت بقواتهم مؤخرا في محافظتي مأرب والجوف ووصلا إلى محيط العاصمة صنعاء. وذكرت المصادر «أن احتداما وتصدعا كبيرا يدور بين قيادات ميليشيا الحوثي وصالح، مصحوبا بانهيارات شاملة لقواتها المتواجدة في كل من مأرب والجوف وصنعاء مؤخرا، مع اقتراب قوات الجيش الوطني مسنودة برجال المقاومة الشعبية من العاصمة صنعاء آخر معقل للميليشيا ومركز إمداداتها». ويأتي ذلك مع التراجع الكبير لقواتها في جبهات القتال، التي تكبدت وما تزال تتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد جراء ضربات قوات الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية، المدعومة بمقاتلات أباتشي تابعة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية. في ظل حشد رجال القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء، وإعلانها بشكل رسمي عن استعدادها لخوض معركة التحرير إلى جانب قوات الجيش الوطني، ومنع تمدد قوات ميليشيا الحوثي وصالح، التي قاربت على الانهيار الشامل والتراجع. وفي إطار انتهاكها المستمر للهدنة الإنسانية التي تم تمديدها أسبوعاً إضافياً قامت ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بقصف الأحياء السكنية بمدينة تعز (جنوب غرب) بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى مقتل مدني وعنصرين من المقاومة الشعبية وجرح 41 آخرين. وقتل ثلاثة مدنيين وأصيب آخرون بينهم امرأة أمس برصاص قنّاصة المتمردين في مدينة تعز حيث دارت اشتباكات عنيفة في مناطق متفرقة أفضت إلى سيطرة المقاومة الشعبية على مواقع جديدة، بحسب مصادر عسكرية ومحلية موالية. وذكرت المصادر أن الحوثيين فجروا صباح أمس مبنى تابعا للتلفزيون الحكومي ومدرسة في المدينة، وقصفوا بالمدفعية الثقيلة أحياء سكنية في منطقتي وادي الدحي وحبيل سلمان. وتواصلت المواجهات المسلحة في معظم جبهات القتال في محافظة تعز، واشتدت ضراوتها في بلدة الاعبوس بمديرية حيفان جنوب شرق المحافظة حيث كثف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية غاراته على مواقع متمردي الحوثي وصالح. واستهدفت أكثر من 14 ضربة جوية للتحالف العربي مواقع المتمردين في الشريجة و الراهدة، وفي منطقة كرش التابعة لمحافظة لحج الجنوبية على الحدود مع تعز. وقال سكان محليون إن ست غارات استهدفت تجمعات لميليشيات الحوثيين وصالح في كلية المجتمع ومواقع أخرى في بلدة القبيطة في لحج. وأرسلت القوات الحكومية المرابطة في منطقة العبرعلى الحدود بين محافظتي حضرموت (جنوب شرق) ومأرب (شرق)، أمس، تعزيزات عسكرية بشرية وآلية لدعم المقاومة الشعبية في شبوة. وقتل 14 متمرداً حوثياً بينهم قيادي، أمس، في اشتباكات وكمين للمقاومة الشعبية في مدينة دمت شمال محافظة الضالع الجنوبية. وأكدت مصادر عسكرية موالية للحكومة مصرع 13 حوثياً حاولوا التسلل إلى قرية الحقب بمنطقة مريس في دمت، مشيرة إلى أن رجال المقاومة أفشلوا هجوم المتمردين وغنموا عتادا وأسلحة كثيرة. كما قتل قيادي في الجماعة الحوثية وأصيب خمسة من مرافقيه في كمين للمقاومة الشعبية استهدفهم في قرية القدام بالمنطقة ذاتها. وتبادل المتمردون والمقاومة إطلاق النيران والقذائف أمس في بلدة حزم العدين بمحافظة إب وسط البلاد، فيما قصفت مقاتلات التحالف العربي مواقع للحوثيين في بلدة صرواح الواقعة غرب مأرب وتعد آخر معاقلهم في هذه المحافظة الغنية بالنفط بعد دحرهم من معاقلهم الشمالية الغربية الأسبوع المنصرم. وبدأت فرق فنية تابعة لوزارة الكهرباء أمس إصلاح خطوط نقل الطاقة في شمال غرب مأرب المتضررة منذ أبريل الماضي ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة صنعاء ومعظم مدن البلاد منذ ذلك التاريخ. وتفقد وكيل محافظة مأرب، محمد الفاطمي، صباح أمس سير عملية الإصلاح التي قال مسؤول بمؤسسة الكهرباء في صنعاء إنها قد تستغرق من أربعة إلى خمسة أسابيع إذا استمر العمل دون عوائق. ... المزيد
مشاركة :