احتاج فريق العين إلى إبراز شخصية البطل من أجل عبور اختبار الفجيرة الصعب، ليضمن الحصول على ثلاث نقاط جديدة عزز بها موقعه في جدول ترتيب دوري الخليج العربي، ليقترب من الحصول على لقب بطل الشتاء، لو قدر له الفوز في الجولة الأخيرة من المسابقة أمام فريق الإمارات. تزامن فوز العين في المرحلة 12 من عمر المسابقة، مع السقوط المفاجئ لفريق الأهلي على أرض ملعب النار في الشامخة امام بني ياس، في لقاء ظهر به الفرسان دون مستوى الطموحات والآمال التي رشحتهم ليكونوا فرسانا للمسابقة هذا الموسم. وتسببت الخسارة في تجمد رصيد الأهلي الذي لايزال يمتلك مباراتين مؤجلتين امام الإمارات والوصل، لكنه بات عاجزا عن اللحاق بالقمة حتى لو قدر له الفوز بالعلامة الكاملة من المؤجلتين، والتتويج بلقب بطل الذهاب لو فاز العين على الإمارات في المرحلة الأخيرة. وحملت الجولة 12 الكثير من الجوانب التي تستحق التوقف عندها، ذلك أن رباعي المقدمة لم يكن في المستوى المأمول، فجاء فوز العين تراجيديا، بينما تعثر الأهلي في الشامخة، وفاز النصر على الشعب بالخمسة في مباراة الأخطاء الفردية الفادحة من الضيوف، في الوقت الذي خسر الشباب امام الظفرة ليترك مقعده إلى الوصل الذي عاد من الفجيرة بثلاث نقاط ثمينة على حساب دبا الفجيرة. لم يكن فوز العين على الفجيرة سهلاً أو مفروشاً بالورود، بعدما واجه الزعيم صعوبات كبيرة من اجل تجاوز الضيف الذي قدم مباراة جيدة كان خلالها نداً لأصحاب الأرض. وجاءت المباراة متكافئة بين الفريقين، رغم تقدم العين في الشوط الأول عبر دياكيه، ذلك ان الزعيم فشل في زيادة الغلة، أو حسم المباراة بتسجيل الهدف الثاني، ليصطدم بخصم اعتمد على الهجمات المرتدة، وحرم من الحصول على ركلة جزاء، وأخرى كانت مستحقة ايضا لأصحاب الأرض!. وتمكن الفجيرة من اقتناص احدى الفرص لتسجيل هدف التعادل عبر الفرنسي مانداني، غير أن شخصية البطل وروح الزعيم تجلت في الدقائق الأخيرة من زمن المباراة ليسجل المحارب الكوري الجنوبي لي ميونغ هدف الفوز الذي كان الأهم والأصعب للزعيم هذا الموسم. أما الأهلي فقد سقط للمرة الثانية هذا الموسم، حين شرب كأس الخسارة المرة في ملعب الشامخة امام بني ياس الذي نفض عنه غبار الهزائم والنتائج المتواضعة في الجولات الستة السابقة، ليفجر مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز على الفريق الذي وصف بدريم تيم كرة الإمارات في المرحلة الأولى للدوري. لم يقدم الأهلي ما يشفع له في الحصول على النقاط الثلاث، بعدما وضح تأثر الفريق بغياب إسماعيل الحمادي، بينما استسلم البرازيلي ليما لكماشة الدفاع التي فرضت عليه، ولم تظهر لمسات البرازيلي الآخر ريبيرو بالشكل الذي كان عليه في الجولات السابقة، بينما واصل السنغالي موسى سو مسلسل التراجع في مستواه، حتى انه كان أقرب إلى ضيف شرف، لم يصنع الفارق المتوقع منه، رغم الضجة الكبيرة التي صاحبت انضمامه إلى صفوف الفرسان. وعمد بني ياس إلى اللعب بثلاثة لاعبين في المحور، ما عقد من مهمة الضيوف على مستوى صناعة اللعب، خاصة بعدما بدا الأهلي كالفريق الأعرج من خلال اللعب دائما على الجانب الأيمن، بينما بدا الطرف الايسر أقرب إلى طرف مشلول في تشكيلة المدير الفني الروماني كوزمين. ولم يجد القيصر كوزمين سوى كرة السلة لوصف مباراة الفريق امام بني ياس، قياساً إلى مرات التوقف العديدة التي شهدتها المباراة، خاصة وانها شهدت الكثير من الاحتكاكات البدنية بين اللاعبين. ولم تكن التغييرات التي قام بها المدرب الروماني لتشفع في إنقاذ فريقه من شبح الخسارة، ذلك أن الدفاع السماوي تألق ومن خلفه حارس المرمى عادل أبوبكر الذي كان نجماً للقاء بعدما تكفل بصد كل المحاولات الحمراء، ليخرج فريقه فائزا وليضع نقطة النهاية لسلسلة من المباريات السلبية التي لعبها الفريق. وحقق بني ياس الفوز بعد غياب 6 مباريات وهو لعب بقلبه وروحه من اجل تحقيق هذا الانتصار المميز. وشكل عامر عبدالرحمن مصدر الثقل في وسط الميدان، وبدا اللاعب كأنه يريد أن يوجه رسالة شديدة اللهجة إلى مديره الفني الذي وصف اللاعب عقب مباراة الشارقة بأنه لاعب غير مؤهل للعب 90 دقيقة. وبعيدا عن انتقادات الروماني كوزمين لتحول المباراة إلى كرة السلة، ودفاع غارسيا ووصف المباراة بلقاء كرة قدم تبقى الحقيقة الأبرز أن بني ياس نهض من جديد، بينما سقط الأهلي للمرة الثانية في آخر 3 مباريات محلية لعبها في المسابقة، وفي مباراة عجز بها عن هز شباك المنافس، بعدما كان لاعبوه قد صاموا عن التسجيل امام الزعيم، ليتجمد رصيد الفرسان عند 24 نقطة، وسط تساؤلات عدة حول متى يعود الأهلي إلى سابق مستواه، ومتى سينسى لاعبوه خسارتهم التاريخية امام غوانغزهو الصيني في نهائي دوري أبطال آسيا؟. برمجة الكأس كان تصريح الشيخ عبد الله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس شركة العين لكرة القدم حول برمجة الدور الأول لمسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، تأكيداً على حالة اللا رضا التي تشعر بها الأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا من الموعد الجديد. وانضم الشيخ عبد الله إلى المدير الفني لفريق النصر الصربي يوفانوفيتش الذي انتقد بدوره البرمجة الجديدة. وبات السؤال الأبرز، هل ستعكف لجنة المسابقات على إعادة جدولة مباريات المسابقة، أو أن الأندية المشاركة قارياً ستجد نفسها ما بين ناري المشاركة القارية والبطولة التي يسعى الكل إلى التتويج بلقبها الغالي.
مشاركة :