لم يألف الرياضيون في السنوات الماضية أن يسود الهدوء معسكري الهلال والنصر قبل مواجهتهما المرتقبة غدا في ديربي الحسابات الخاصة، إذ أن لغة التصعيد التي ما انفك الطرفان تبنيها قبل كل مواجهة تضاءلت بشكل تدريجي جعل من لقائهما المقبل أقل حدة، رغم أهميته المتباينة بين طرف وآخر، ولعل أحداث نهائي كأس الملك الموسم الماضي وما أعقبها من ردود فعل مختلفة استهلكت الكثير من الحديث، سيما بعد أن تلقى النصراويون ضربة موجعة في مستهل الموسم بعثرت الكثير من الأوراق بين الزعيم والعالمي، إلا أن مدربي الفريقين دونيس وكانافارو يعملان في سرية تامة وبعيدا عن الأضواء لتحضير اللاعبين بما يتفق وتحقيق الانتصار. يعود القطبان غدا ليقدم أحدهما الآخر إلى مقصلة الإقصاء، فإما يستعيد دونيس ثقته بنفسه ويفلح في الانتصار على الفرق الجماهيرية، أو سيجد نفسه أمام عاصفة انتقادات قد تنال منه كثيرا في حال تعثر وفقد الصدارة، فيما كانافارو غير المقنع سيضع نفسه على أبواب الرحيل وسيرمي بفريقه إلى المجهول إن خسر، في حين أنه سيكون في وضع قوي في حال رد اعتبار النصر من أمام الغريم العنيد، ولن تكون المواجهة أيا كانت المعايير كغيرها، بل إنها تحديدا لا تحتمل الخسارة ولا التفريط لحسابات التاريخ المحتدم بينهما ومنذ عقود طويلة. يتحصن الهلال بأفضلية فنية وتاريخية وعلو كعب في الديربي، ويبدو هذا العام تحديدا سببا في ما حدث للنصر من تراجع وخيبات فنية بعد أن رمى به إلى المجهول منذ خسارة كأس الملك، ليفرض عليه واقعا أكثر إيلاما حين اقتلع من أمامه أولى بطولات الموسم من عاصمة الضباب لندن التي كانت شاهدة على أن نصر كيحلان بدأ في الغرق مبكرا، ما يعني أن سقوطه بالثالثة ستكون قاضية وربما قاصمة لإدارة النصر التي أملت تحقيق مزيد من المكاسب المهمة. أما النصر الذي يتباهى مسيروه بالعودة إلى ساحة البطولات من بوابة الزعيم بعد غياب يزيد على العقدين عن البطولات، فحقق لقبي الدوري وكأس ولي العهد من أمام الأزرق، وينشد محبوه الثأر لفقدان لقبين مهمين على يد الهلال لم يسبق للأصفر تحقيقهما هي كأس الملك بنسخته الجديدة وكأس السوبر. فوارق زرقاء على مستوى دوري المحترفين، تبدو الفوارق واضحة، فالهلال يتصدر الترتيب بـ 30 نقطة، ويقبع النصر في المركز السابع، وكانت آخر مرة فاز فيها النصر على الهلال الموسم الماضي بهدف محمد السهلاوي، وآخر مرة فاز فيها بفارق أكثر من هدفين كان في ديربي الرياض بنتيجة 3-0 في الدوري السعودي لموسم 96-97 في الجولة رقم 20، أما آخر مرة فاز فيها الهلال على النصر بفارق أكثر من هدف واحد كانت 3-1 في الجولة الخامسة للدوري موسم 2012-2013، فيما فاز آخر مرة برباعية مقابل 3 أهداف الموسم قبل الماضي. آخر مباراة للفريقين شهدت خمس حالات طرد، بينها 4 للاعبين هلاليين هم عبدالله الزوري ومحمد جحفلي وسعود كريري وسالم الدوسري، وواحدة للنصر لمحمد حسين، وكانت آخر 3 نهائيات في 3 بطولات مختلفة وفاز الهلال بآخر اثنتين 1-0 في نهائي كأس السوبر مطلع الموسم، ونهائي كأس خادم الحرمين الموسم الماضي، حيث تعادلا 1-1، وفاز الهلال 7-6 بركلات الترجيح، أما النصر ففاز قبلها بنهائي كأس ولي العهد في الموسم قبل الماضي 2-1. محمد السهلاوي لاعب النصر الحالي هو هداف مباريات الديربي من اللاعبين الموجودين حاليا برصيد 14 هدفا في مرمى الهلال بجميع البطولات، فيما يحتفظ اللاعب محمد جحفلي بكون اسمه الأكثر بين نجوم الفريقين تداولا في الفترة الماضية بعد هدفه القاتل الذي توج الأزرق أخيرا بكأس الملك. الفريقان تلقيا نفس العدد من الأهداف منذ انطلاقة الموسم الحالي بواقع 6 أهداف لكل منهما، ويتساويان في عدد الهزائم برصيد هزيمة لكل فريق من فريقي مدينة جدة، النصر أمام الأهلي والهلال أمام الاتحاد، وسجل النصر 8 أهداف في 6 مباريات خاضها بنسبة 1.3 هدف في المباراة، بينما سجل الهلال 12 هدفا في 6 مباريات بمعدل هدفين في كل لقاء.
مشاركة :