بغداد - د. حميد عبدالله: كشفت مصادر سياسية في كردستان العراق أن رئيس فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني أمضى يومين من المفاوضات في أربيل والسليمانية من غير أن يحقق الهدف الإيراني في تمرير برهم صالح رئيسا للعراق في ولاية ثانية. وبينت المصادر أن قاآني زار كردستان بتوجيه من المرشد الإيراني علي الخامنئي بهدف إقناع مسعود بارزاني بسحب مرشحه لمنصب رئيس الجمهورية ريبر أحمد خالد لصالح برهم صالح، إلا أن بارزاني ظل متمسكا بمرشح حزبه مصرّا على أن الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الأحق بمنصب رئيس الجمهورية. وغادر قاآني كردستان بنتيجة واحدة مفادها أن مرشحين اثنين سيتنافسان على منصب رئيس الجمهورية هما برهم صالح وريبر أحمد، وأن البرلمان هو من يقرر اختيار أحدهما بالتصويت المباشر عبر جلسة حاسمة ستعقد بعد عطلة عيد الأضحى. وأشارت المصادر إلى أن خامنئي سيصدر تعليماته لنواب الإطار التنسيقي بالتصويت لصالح برهم صالح بسبب أن طهران ترى فيه رجلها المناسب الذي جرّبته في مواقع ومناصب مهمة في الحكومات التي أعقبت احتلال العراق. أما على صعيد اختيار رئيس للحكومة العراقية المقبلة فقد أصبح واضحا الخلاف العميق بين قادة الإطار التنسيقي بعد انسحاب مقتدى الصدر من البرلمان. وأعلن رئيس منظمة بدر هادي العامري انسحابه من تشكيل الحكومة بسبب خلاف مع نوري المالكي الذي وجد في انسحاب الصدر فرصة لن تتكرر للقفز إلى رئاسة الحكومة. ويقف الى جانب العامري في عدم السماح للمالكي بترؤس الحكومة القادمة كل من رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم. وقال الباحث المقرب من الإطار جمعة العطواني الذي حضر اجتماعا ضم العامري والحكيم والمالكي إن هادي العامري انسحب من الترشح لرئاسة الحكومة ولم ينسحب من المشاركة فيها. أما عمار الحكيم فقد لمح خلال خطبة العيد إلى أنه ليس من الضروري إجراء تغييرات جوهرية في الحكومة القادمة، ما فهمه قادة الإطار بأنه دعم لإبقاء مصطفى الكاظمي في منصبه تفاديا لمزيد من الانشقاقات داخل قوى الإطار بسبب التنافس على منصب رئيس الوزراء. تبقى الكلمة الأخيرة لطهران في موضوع اختيار رئيس الوزراء العراقي القادم إذا كان سيأتي من قوى الإطار لأنه بدون الرأي الإيراني لن يجرؤ أحد على المضي في تشكيل حكومة ربما ستكون الأقصر عمرا.
مشاركة :