بكل صدق لم ينقص الفنان عادل إمام سوى هذه الخطوة.. أحيانًا الذكاء الشديد جدًا هو البوابة الوحيدة للغباء. الآن يخرج عادل إمام من جلباب الغلابة (بتوع الشارع)، ليلبس جلباب الغلابة (بتوع شرم الشيخ)! أول اندلاع الثورة المصرية في ميدان التحرير، ارتبك عادل إمام من هول المشهد، أشاد بالشباب، ولم ينتقد النظام، وغاص في الصمت، وهو يعلم أن ذاكرة المصريين مثل لحود الفراعنة، تُحنِّط المواقف وتستدعيها، وتصريحه أنه سينتخب جمال مبارك، وعلاقتة المالية مع علاء مبارك ليسا محل نسيان أو إثبات! عادل إمام الذي حارب معارضي نظام حسني مبارك في بعض أفلامه، والذي كان للغلابة «المُتسوِّل»، والذي لُقِّب بالزعيم/ «المسرحية التي ذكر فيها كل شيء» إلا اسم حسني مبارك. هو عادل إمام المُتسوِّل والزعيم، والذي لن يذكر أي شيء إلا اسم حسني مبارك بفيلمه الجديد، الضربة الجوية! يريد أن يُثبِّت شيئًا في وجدان الشعب، الذي ملَّ سماع خبر أول ضربة جوية؛ قام بها الطيار الشاب محمد حسني مبارك ضد إسرائيل، سواء من فم الرئيس السابق نفسه، أو من أفواه إعلامييه بماسبيرو «مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري»! يريد عادل إمام أن يُقدِّم توثيقًا بصريًا للمشهد الذي سمعتموه؛ ولم تروه أبدًا للرئيس السابق، مع أن الشعب لا يُنكر ذلك، ومع أنه أيضًا قال: لم يقم الطيار بغير واجبه، والكثير من جيله استُشهد، فلم يصبح أحدًا منهم رئيسًا، ولم يعمل لهم أفلامًا! الحقيقة لو كان يُبصرها عادل إمام أن (بتوع شرم الشيخ) لو كان الفن يُبصرهم بالواقع، فقد قالت السينما كل شيء عن نظامه من (طق طق.. للضربة الجوية)، ولكن الأفلام لم تقل للرئيس ارحل، تركت ذلك لبتوع الشارع، وبدون سيناريو وبلاتوه أو مخرج. الضربة الجوية واقع مضى، وهو فيلم لم يُكتب الآن، هو سيناريو قديم أراد تقديمه أحمد زكي كثالث بروفايل سينمائي يُقدِّمه لحُكَّام مصر من الضباط الأحرار، بعد ناصر 56، وأيام السادات.. ولم يتم له ذلك. عادل إمام الآن يلف بهذا الفيلم تاريخه مع الناس والفن ليشنق به نفسه.. يظن عادل أن هذا الفيلم سيُعيد للقلوب أكسير الحب (وأنه يُؤرِّخ لحقيقة، أكثر مَن ينتظرها أبناء الرئيس)، وسيراها جمهور منزوع الذاكرة؛ إلا من إخلاصه للزعيم عادل إمام!!! الضربة الجوية فيلم لن يتعاطف معه أحد سوى المعنيين، مثل بتوع الإعلانات! «الضربة الجوية» ليس فيلمًا سياسيًا بل إعلان مدفوع الأجر!. Twitter:@9abdullah1418 Asalgrni@gmail.com
مشاركة :