سليمان العساف salassaf2@ يعد سوق الأسهم السعودي تاسع أكبر بورصة في العالم، وأكبر بورصة في الشرق الأوسط بقيمة تقارب 9 تريليونات ريال، علما أن بورصة نيويورك هي الأضخم عالمياً بقيمة تقارب 100 تريليون ريال. ومع أن تاريخ إنشاء هيئة سوق المال يعود إلى عام 2003 إلا أن أول سوق أسهم في السعودية كانت عام 1932 أي قبل 90 سنة! وأول تداول للأسهم جرى على الشركة العربية للسيارات، ووصل عدد الشركات 14 شركة مساهمة عام 1975، ويتم التداول بشكل غير منظم إلى أن صدر عام 1984 أمر ملكي بتنظيم عملية التداول، مع إسناد مسؤولياتها إلى مؤسسة النقد السعودي -البنك المركزي مر السوق السعودي بهبوط وارتفاع بعضه حاد وبعضه مؤلم جداً، ففي عام 2005 (يسمى عز السوق) لأنه حقق عوائد بلغت 103% وهي نسبة غير معهودة، وتعطي مؤشراً على حدث ما، والشيء بالشيء يذكر فقد تهاوى سوق العقارات في تلك السنة، واتجه الناس بكليتهم تقريبا للتداول مهما كانت درجة معرفتهم بالسوق وأسسه. ثم جاءت الطامة فانهار سوق الأسهم في فبراير الأسود 2006، حينما وصل المؤشر إلى 20966 نقطة، وفقد السوق 52% من قيمته واستمر التذبذب والخسائر حتى وصلت لأدنى حد في 2009 بوصول المؤشر إلى 4068 نقطة، وبعد ذلك استمر التذبذب صعوداً و هبوطاً حتى الآن. وفي عجالة فإن للحدث أسبابه، منها أن كثيرين بعد أحداث سبتمبر 2001 فضلوا الاستثمار داخليا، وتزامن ذلك مع زيادة مداخيل الدولة من النفط، وارتفاع متوسط دخل المواطن، مما سبب توسع الإنفاق وانخفاض الفائدة، وبوجود فوائض تشجعت البنوك على الإقراض متساهلين بشروطه، علاوة على دخول كثير للتداول بناء على إشاعات وتوصيات، طمعاً بالربح السريع، وزاد في الخطورة ضعف التشريعات ذلك الوقت. ما يهمنا هنا هو أن أقول لكم، إنه على المتداول في السوق أن يحذر من المضاربة إن لم يكن عالماً بأصولها الفنية والمالية، ويجيد قراءة السوق «قطاعات وشركات»، وهو مطلع على ما يدور حوله في العالم سياسيا واقتصاديا، إضافة إلى ملاحظة الاقتصاد المحلي، والحذر من التوصيات لأنها قد لا تبنى على قواعد، أو يكون لها مصلحة. وللعلم، فمن الثابت بحسب الدراسات أن أكثر من 90% من المضاربين يخسرون، لذا فالأفضل لك قارئي العزيز أن تتجه نحو الاستثمار وشراء أسهم قوية موثوقة ذات عوائد وليست أسهم مضاربة، إلا إذا كنت خبيرا متابعا متفرغا، قوي القلب، حاضر السيولة. قصة ذات عبرة: أخبرني صديق أن رجلاً تقدم لخطبة أخته وقدم لها مهراً فأخذه والده ووضعه في محفظة باسم العروس، واشترى لها أسهم شركة قيادية في التسعينيات الميلادية، وقال لها: يا ابنتي لديك جميع ما تحتاجينه فالأفضل أن تشتري أسهماً بهذا المهر (70 ألف ريال). وبعد سنين عديدة باعت أخته تلك الأسهم بنحو 2.5 مليون ريال (توزيعات وأسهم مجانية أدت لتضاعف القيمة كثيراً)، فالاستثمار الصحيح يحتاج إلى تفكير ودراسة واستشارة أهل الاستثمار الثقات– إن لم تكن عارفا بأصول الاستثمار- مع طول بال، وقبلها أغلق الشاشة، وأغلق أذنيك معها عن أقوال وآراء ليس لها أثارة من علم، ولا سند من تجربة.
مشاركة :