لا يمكن أن نحقق مستويات عالية في الإدارة والإنتاجية والتقدم على صعيدي القطاعين العام والخاص إلا بتقدم مستويات التعليم، سواء كان ذلك في مراحل التعليم الأساسي أو المتوسط أو التعليم العالي. ويسعى المهتمون بالتعلم والتعليم إلى ابتكار برامج جديدة تهدف إلى تحسين الظروف التي تؤثر في كيفية تعلم الطلبة، وقد أسهمت بحوث الدماغ في كشف الكثير من الأسرار عن كيفية أداء الدماغ لوظائفه، وبناء على تلك البحوث انبثقت نظريات حديثة ومفاهيم جديدة بدأت تغزو ميدان التربية والتعليم، كطريقة «عصر الدماغ» التي ظهرت في تسعينات القرن العشرين و «الخرائط الذهنية» التي بدأت في السبعينات وابتكرها المفكر العالمي العملاق (توني بوزان) وهي وسيلة بصرية غير خطية لتنظيم المعلومات وحفز قوة التفكير، وسيلة تساعد على التخطيط والتعلم والتفكير البناء وهي طريقة لترتيب المعلومات وتمثيلها على شكل أقرب للذهن. وفي ظل التطور المعرفي وبحوث الدماغ تأتي أهمية التعلم النشط، فأسلوب التعلم وهو طريقة المتعلم في فهم وتذكر المعلومات والتي يصبح بواسطته المتعلم أكثر فاعلية في إدراك ومعالجة وتخزين واسترجاع ما يحاول تعلمه، فالمعلم الذي يرتكز في تعليمه على الأساليب الحديثة يمكنه الوصول إلى أكبر عدد من الطلبة محققاً أهدافه، مقارنة بالمعلم الذي يستخدم أسلوب تعليم تقليدي يصل إلى الطلبة ذوي التفضيل السمعي والذين تقل نسبتهم عن 30 في المئة والبرنامج التعليمي القائم على الخرائط الذهنية يعمل على تقديم نظرة شمولية للموضوع ويمكّن من تنظيم الذاكرة وترتيبها بحيث يسهل استرجاع المعلومة، وابتكار أفكار إبداعية تُفعِل كل أجزاء المخ وتشجع على حل المشكلات بطرق إبداعية جديدة، عوضاً عن الطريقة التقليدية في التعليم والتفكير. وقد سعى المفكر العالمي العملاق توني بوزان إلى تصميم برنامج تعليمي وذهني عالمي يهدف إلى تطوير العملية التعليمية باستخدام أدوات تعليمية سباقة مع مزجها بالتكنولوجيا والترفيه. وسيُمكن هذا البرنامج الذي أُطلق عليه اسم «فراشات الكون» (Butterfly Universe) أطفال العالم من أن يستخدموا كل إمكانياتهم وقدراتهم ويطلقوا العنان لذكائهم الداخلي. ويزور الخبير توني بوزان البحرين في (18 يناير/ كانون الأول 2016) ليتحدث في مؤتمر القوة الكامنة 2 تحت عنوان: «الإبداع في العمل» والذي سيكون تحت رعاية وزير الطاقة عبدالحسين علي ميرزا. وفي تصريح للرئيس التنفيذي لمجموعة أوريجين – الجهة المنظمة للمؤتمر – أحمد البناء قال فيه: «لا تقاس الأمم إلا بما تملكه من ثروات مالية أو موارد طبيعية، كالمياه والنفط أو البنية التحتية، بل بمواردها البشرية المتميزة علميّاً وعمليّاً وتربويّاً. وتسعى معظم دول العالم لتكون السباقة في حقل التعليم ولذلك نلاحظ أنه في هذا العام 2015 احتلت سنغافورة المركز الأول في العالم من حيث جودة التعليم تلتها معظم الدول الاسكندنافية بحسب المؤشرات الدولية». وأضاف «وعليه، فإن تواجد مفكر وخبير عملاق في البحرين بحجم المفكر توني بوزان يجعل من الضروري لكل فرد في المجتمع أن ينتهز هذه الفرصة لحضور فعاليته والالتقاء به والاستفادة من كل ما سيقدمه من معلومات ونظريات ومفاهيم قيمة. وأحث بذلك على ضرورة تواجد المعلمين والتربويين وأخصائيي التعليم وتطوير المناهج فالخرائط الذهنية تساعد المعلم والمتعلم على تنظيم البناء المعرفي والمهاري لكل منهما، كما تساعد على مراجعة المعلومات السابقة من خلال منح المعلم والمتعلم فرصة مراجعة المعلومات السابقة عن الموضوع؛ فترسخ البيانات والمعلومات الجديدة في مناطق تعرجاتها الذهنية، تسهل المراجعة السريعة والمتكررة للمواضيع، تمكن من مراعاة الفروق الفردية لدى كل طالب، تساعد على تنمية مهارات الإبداع لدى المعلم والمتعلم وغيرها الكثير مما يعود بالنفع على الطالب والمعلم ما يرفع من مستوى التعليم في مجتمعاتنا».
مشاركة :