واشنطن/بيروت - نفت شركة أميركية يطالبها متضرّرون من انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع أكثر من مئتي قتيل بتعويضات قدرها ربع مليار دولار، أي مسؤولية لها عن الكارثة. وأعلنت مجموعة "تي.جي.اس" الأميركية-النرويجية للخدمات الجيوفيزيائية أنها على علم بالدعوى القضائية المقامة ضدّها أمام محكمة في ولاية تكساس والتي تقدّم بها تسعة أشخاص كلّهم أميركيون، لكنّها قالت إنها لم تتبلّغ رسميا بعد بالشكوى. وجاء في بيان أصدرته "تي.جي.اس" ليل الأربعاء "ننفي صحة كل المزاعم المدرجة في الدعوى ونعتزم الدفاع بقوة عن هذه المسألة في المحكمة". وتملك المجموعة شركة "سبكتروم جيو" للمسح الزلزالي التي استأجرت قبل عقد من الزمن سفينة روسوس التي أقلت شحنة نيترات الأمونيوم قبل إفراغ حمولتها في مرفأ بيروت حيث انفجرت في الرابع من أغسطس/اب 2020. وبالإضافة إلى الخسائر في الأرواح أدى الانفجار إلى إصابة آلاف الأشخاص وتدمير أحياء عدة. ووُصف الانفجار بأنه أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ الحديث. وأعلنت منظمة "المحاسبة الآن" التي تعرّف عن نفسها بأنها مؤسسة سويسرية تعمل على دعم المجتمع المدني اللبناني لوضع حدّ لثقافة إفلات المسؤولين من العقاب، تقديم الشكوى في وقت سابق هذا الأسبوع في تكساس. وبحسب المنظمة، فإن شركة سبكتروم "أبرمت سلسلة من العقود المربحة للغاية إنما المريبة مع وزارة الطاقة في لبنان" لنقل معدات تُستخدم في المسح الزلزالي، يُعتقد أنها كانت في طريقها إلى الأردن على متن السفينة روسوس. وكان الوزير السابق جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني ميشال عون، يتولى حينها وزارة الطاقة، لكن محاميه نفى في بيان آنذاك أي علاقة له بها. واستأجرت "سبكتروم" السفينة روسوس التي كانت ترفع علم مولدوفا، من دون أن تبحر من لبنان. ويواجه التحقيق الذي يجريه القضاء اللبناني في قضية انفجار المرفأ عراقيل منذ اليوم الأول. ويراوح مكانه منذ أشهر نتيجة دعاوى رفعها مُدعى عليهم يشغلون مناصب سياسية. وفي بيانها أعلنت "تي.جي.اس" أنها أجرت تحقيقا شاملا لملابسات دخول روسوس مرفأ بيروت خلص إلى أن "سبكتروم" لا تتحمل أي مسؤولية عن الانفجار. وشددت على "ثقتها بأنها ستكون الرابحة في هذه القضية". قال محامو ضحايا انفجار مرفأ بيروت عام 2020 اليوم الخميس إن موكليهم أقاموا دعوى قضائية ضد شركة تي.جي.إس للخدمات الجيوفيزيائية في الولايات المتحدة لمطالبتها بمبلغ قدره 250 مليون دولار قائلين إن الشركة "مسؤولة" عن الأضرار التي سببها انفجار شحنة نترات الأمونيوم في العاصمة اللبنانية. ووصلت المواد الكيميائية شديدة الانفجار إلى ميناء بيروت في 2013 على متن السفينة روسوس التي ترفع علم مولدوفا وظلت في الميناء حتى انفجرت في الرابع من أغسطس/آب 2020، مما أسفر عن مقتل أكثر من 215 شخصا وإصابة الآلاف. واستأجرت شركة 'سبكترام' لدراسات الزلازل السفينة من الباطن في 2012 ثم استحوذت عليها شركة 'تي.جي.إس' بعد ذلك بسبع سنوات. والشركة، المدرجة في بورصة أوسلو، لديها مقرات في هيوستن بولاية تكساس. ووفقا لملخص عن الدعوى قدمته مجموعة "أكونتابيليتي ناو" أو (المحاسبة الآن) السويسرية اللبنانية للمحاماة، يقاضي تسعة من ضحايا الانفجار شركة 'تي.جي.إس' في محكمة بولاية تكساس، قائلين إنها مسؤولة عن أي "سلوك غير مشروع" لشركة سبكترام. وعبرت زينة واكيم من مجموعة "أكونتابيليتي ناو" عن أملها في أن تكشف الشكوى الجديدة عن تفاصيل ربما تحيي التحقيق المتعثر الذي يجريه لبنان في الانفجار. وفقدت تانيا ضو علام زوجها، الذي يحمل الجنسية الأميركية وكان قد رافقها إلى طبيب في بيروت. وأدى الانفجار إلى تحطم زجاج النوافذ في العيادة وتطايرت شظايا كبيرة في حلق زوجها. وقالت تانيا، إحدى المدعين في تحقيق لبنان "تأخرت العدالة في لبنان لمدة عامين وهذا مجال قانوني آخر لنا ولجميع الضحايا"، مضيفة "لا يمكننا تجاهل حقيقة أن هذه الشركة يجب أن تتحمل المسؤولية". وقالت سارة كوبلاند التي كان ابنها إسحاق، وهو مواطن أميركي، أصغر شخص يموت في الانفجار، إنها شعرت أن من واجبها تجاه الضحايا الآخرين أن تسعى إلى تحقيق العدالة حيثما كان ذلك ممكنا. وأضافت أن أي مكاسب مالية سيتم تقاسمها بين جميع الضحايا وليس المدعين فقط، لدعم العائلات اللبنانية التي تعاني من الأزمة المالية. وقالت "لا يمكن لحكم بالسجن أو مبلغ بالدولار أن يحسن الوضع". وتابعت "إذا أتيحت لي الفرصة لرؤية إسحاق مرة أخرى، أريد أن أقول لقد فعلت كل ما في وسعي للتأكد من محاسبة الأشخاص الذين فعلوا بك ذلك".
مشاركة :