أمام إحتياجاتنا لزيادة الإنفاق والتشغيل يحب أن تعدل بعض مؤسساتنا من توجهاتها ومن تركيبتها العضوية في السوق أو في الأقتصاد في زمن الرغد والراحة والطمائنينة فهذا هو وقت الحرب الإقتصادية حرب مع أنفسنا ومع غيرنا من المنافسين من أجل إطالة زمن تصديهم أو قدرتهم علي تحمل الأثار المترتبة عن هذه الأزمة العالمية ومن تلك المؤسسات المطلوب تعديل وضعها هو الصندوق الإجتماعي للتنمية ولا بد أن نراعي أخر كلمة في أسم الصندوق ( للتنمية ) وهو عكس مايتم العمل به أمس واليوم فى هذه المؤسسة حيث تحول إلي وسيط بين طالبي المعونة أو المساعدة الفنية والمالية من الصندوق وبين البنوك التجارية أي أن الصندوق يعمل " كسمسار" بين الطالب والمانح للقرض من أموال الصندوق أي أن الصندوق تخلي عن أنه هو القائم بدور المنمى تاركًا من يلجأ إلية لكي يبيع "هدومه" بعد أن يبيع مدخرات أهلة ضمانًا لقروض البنوك من أموال الصندوق!! وإن كان هذا مقبولا في زمن الرغد، فاليوم نحن في إحتياج لدور الصندوق الحقيقي المنشأ من أجله يجب عودته لفلسفة إنشائه. وهي أن لم تكن كما أتصور أنا فيمكن وضع هذا التصور الجديد وأقترح أن يقوم الصندوق مباشرة مع هؤلاء الطالبين لإنشاء صناعات أو وحدات أنتاجية صغيرة أو منتاهية الصغر بأن يكون الصندوق من خلال خلاياه شريكًا متضامنًا مع هؤلاء الطالبين لهذه الخدمة أو هذه الوسيلة الإنتاجية خاصة ونحن أمام كم بير جدًا عائدين من الدول العربية سواء مهندسون أو مدرسون أوحرفيون أو حتي أطباء وصيادلة وغيرهم وعلي هذا فالمشروعات يجب أن تكون جاهزة ( بروتو تايب ) وفي أماكن محددة جغرافيا حسب إحتياجات كل محافظات مصر وأرجائها ولعل الصندوق النائم في العسل سنوات طوال يعمل من خلال مكاتب مكيفة ونوافذ جامدة يجب أن يحرك روافده وموظفية ويستعين بالخبراء من الشباب في كل المحافظات لكي تكون هناك حالات جاهزة للدخول والمشاركة مع الطالبين لمساعدة الصندوق الإجتماعي للتنمية ولايمكن ابدًا أن نتجاهل بأن محافظة مثل الوادي الجديد 46.8% من أرض مصر نشاطها الأساسي الزراعة والصناعات الداجنة، والمراعي لا يوجد بها وحدات تجفيف أو تعبئة وتغليف ( الصناعات الزراعية ) لا يمكن أبدًا أن أتخيل محافظة مثل أسوان بها أكبر مسطح ماء عزب في الشرق الأوسط ( بحيرة السد العالي ) لايوجد بها أساطيل صغيرة من "مركبين أو ثلاث مراكب" حديثة جدًا للصيد والمجهزة بثلاجات وبالتالي سيارات نقل ( مبردة ) لنقل الأسماك طازجة من أسوان إلي بقية محافظات مصر لا أتخيل أن لدينا أكبر كم من تماسيح النيل في تلك البحيرة ولا يوجد لدينا وسيلة للصيد أو إستخراج الجلود المحترمة للصناعات الصغيرة من تلك الحيوانات البحرية هذا من بعض الأحلام أقدمها للمؤسسة المحترمة المسماة الصندوق الإجتماعي للتنمية !!
مشاركة :