عندما يتوفر لدى الموظف الإخلاص في العمل والطموح والرغبة في التطوير فهل هذا احتراق وظيفي؟ وهل نقول له، ارفق بنفسك، لن تجد أي تقدير، أنت تحترق وغيرك لا يبالي، أنت تحترق والتقدير والترقيات تذهب لغيرك! إذا كان ما سبق هو ما نقوله للمخلصين الطموحين فنحن نمارس الإحباط والتفكير السلبي وكأننا نقول: لا للطموح، لا للتطوير، لا للإبداع، لا للإخلاص. الإخلاص في العمل والحماس والانتماء والولاء هو شعور بالمسؤولية وليس احتراقاً وظيفياً. من يفعل ذلك لا يبحث عن الشكر والتقدير والترقيات وإذا نالها فهو يستحقها وإذا لم يحصل عليها فقد أرضى ضميره بالقيام بمسؤولياته وواجباته الوظيفية. من الخطأ إصدار حكم مسبق على المنظمة بأنها لا تستحق سوى الحد الأدنى من الجهد وأن بيئة العمل فيها سلبية لا تقدر الإخلاص والإنجاز والأداء المتميز. هذه النظرة السلبية قد تبدأ من شخص واحد ثم تنتقل عدواها إلى أفراد المنظمة فيصبح الإنسان المخلص منبوذاً ويقال له، أنت تحترق وظيفياً فيسحبونه إلى مقاعد الكسل والسلبية والثرثرة. إن الخوف من الاحتراق الوظيفي يعني توقف الطموح والتطوير والإبداع. ولهذا يمكن أن نغير في مفهوم الاحتراق الوظيفي فنقول إن من يحترق وظيفياً هو الموظف الذي يكتفي ببطاقة الانتماء لمنظمة معينة ويحرص على مصالحه الخاصة فقط ولا يكترث بمصالح المنظمة وأهدافها وتطويرها ومستقبلها. الاحتراق الوظيفي هو السلبية والانسحاب ونشر الإحباط والتذمر وجر الآخرين إلى مقاعد المتفرجين. هذا هو الاحتراق الوظيفي، أما الإخلاص والطموح والإبداع والمشاركة في التطوير وتقدير المسؤولية فهي التميز الوظيفي والإبداع الوظيفي والانتاج الوظيفي والمستقبل الوظيفي وليس الاحتراق الوظيفي. نشر وتعزيز هذا المفهوم في بيئة العمل من مسؤوليات القيادة الإدارية التي وصلت إلى مراكز القيادة لأنها لم تكن تخاف من الاحتراق الوظيفي.
مشاركة :