حمدا لله على تمام الحج بنجاح، وتقبل الله من ضيوف الرحمن طاعاتهم وحجهم، إن الحج خلال العامين الماضيين كان بمثابة تحدٍ كبير خاصة في ظل تداعيات الجائحة العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا ومحاولة الدول في العالم أجمع أن تطوقه وتحد منه، إذ أثبتت المملكة العربية السعودية جدارتها في هذا النطاق عبر إدارة الأزمات، والحشود، ومكافحة العدوى، وحفظ الأمن والأمان لضيوف الرحمن، وأكثر من ذلك بكثير، فكانت النتيجة مذهلة، وصفر في حالات العدوى، مثل جدري القردة الذي سمعنا عنه وعن انتشاره في بعض الدول، فحمدا لله على تمكن المملكة من تقديم كل ما سبق بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية بشكل إنساني لحجاج بيت الله، إذ أجرت وزارة الصحة منذ بداية وصول حجاج هذا العام في مدينة الملك عبدالله الطبية وحدها ما يزيد على مائة عملية قسطرة قلبية، وإن دل ذلك فيدل على حرص المملكة على تقديم تجربة مثالية لضيوفها، كما لا يسعني في هذا الموطن أن أصف فخري بهذا الإنجاز، في ذات الوقت الذي تعاني فيه دول وكيانات من تداعيات الأزمة الصحية التي خيمت على العالم في مجالات عديدة، ومن هنا، يبرز دور الإعلام المتخصص والإعلاميين في إلقاء الضوء على مثل هذه الأحداث الاستثنائية والتي تسهم في تكوين أو إعادة تشكيل هوية تتواكب مع التطلعات الوطنية لمستقبل مشرق ورائد في مختلف الأصعدة.