الدوحة - انسحب السبت قسم من المتمرّدين التشاديين والمجموعات السياسية من المحادثات مع المجلس العسكري التشادي التي تستضيفها قطر، متّهمين الحكومة بالسعي لزعزعة جهود السلام. وجاءت الخطوة التي قامت بها حوالي نصف المجموعات المشاركة في المحادثات بعد أقل من 24 ساعة على إعلان حكومة الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو بأن حوارا وطنيا للسلام هدفه التمهيد للانتخابات سينطلق في 20 آب/اغسطس. وفي بيان، اتّهمت مجموعات متمرّدة تشارك في المحادثات التي تجري في الدوحة برعاية قطر الوفد الحكومي بـ"المضايقات والترهيب والتهديد ونشر المعلومات المضللة". وذكرت أنه تم تحديد موعد الحوار الوطني من دون أي مشاورات، منددة بما اعتبرتها محاولة لـ"إقصاء" العديد من المجموعات المسلحة وحلفائها السياسيين من المحادثات. ونُصّب ديبي رئيسا للمجلس العسكري في نيسان/أبريل 2021 بعيد إعلان مقتل والده على الجبهة في مواجهات مع المتمردين، بعد أن حكم تشاد بقبضة حديدية لأكثر من 30 عاما. ووضع جدولا زمنيا مدّته 18 شهرا لتنظيم انتخابات وطنية، لكن محادثات الدوحة تعرقلت مرة تلو الأخرى بينما لم تعقد المعارضة محادثات مباشرة بعد مع ممثلين عن الحكومة منذ انطلاق المحادثات قبل اربعة اشهر. وطالبت مجموعات معارضة بأن يمتنع ديبي عن الترشح في الانتخابات كشرط لأي محادثات، لكن الحكومة تصر على أنه لا يمكن مناقشة هذا المطلب إلا أثناء الحوار الوطني. وبدأت المحادثات في الدوحة بين المجلس العسكري الحاكم في تشاد والمتمردين في 13 مارس/اذار للتحضير "للحوار الوطني الشامل" الذي من شأنه أن ينتج دستورا جديدا وانتخابات "حرّة وديمقراطية". ويقيم أكثر من 250 مسؤولا من المعارضة والحكومة، يمثلون حوالي خمسين مجموعة، في فندقين فاخرين في الدوحة. وتتراوح قوى المعارضة التشادية بين متمردين في معسكرات معزولة إلى نشطاء سياسيين غير مسلحين. لكن الخلافات الشخصية والسياسية تشكل تحديا إضافيا. وتعد تشاد من بين أفقر دول العالم وتفيد الحكومة بأن المحادثات تهدف لطي صفحة عقود من الاضطرابات وعدم الاستقرار في البلد الذي يعد 16 مليون نسمة.
مشاركة :