الشاعرة مريم الصايغ: الشعر تعبير إنساني يعكس قضايا الواقع وهمومه

  • 7/18/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صقلت الشاعرة السورية مريم الصايغ تجربتها الشعرية من خلال اهتمامها بقضايا وطنها وما واجهه من صراعات وحروب مدمرة حاولت أن تكرس لها نصها الشعري بصوت أنثى، لكنها لا تتوقف عند قضايا النساء فحسب، بل تنفتح على قضايا شعب كامل. تكرس الصايغ قصائدها لوطنها سوريا بكل ما مر به من أحداث ترقى إلى رتبة التراجيديا البشرية المتجسدة، وتطرح رؤاها حول واقعها في قوالب شعرية تعطي الحق للقضية الوطنية بطريقة حضارية يفهمها الكل، محاولة رصد الواقع الحياتي الذي تشاهده وتسمعه وتعيشه لتحوله إلى نبضات بلاغية وتشكيلية بما تقتضيه الرؤية التي تؤمن بها. مريم الصايغ: تقييم الحركة الشعرية الشبابية أمر صعب في وقتنا الحاضر وفي حديث معها توضح الصايغ أن الأدباء خصصوا مساحة كبيرة لتعريف الشعر إلا أنها تجده تعبيراً إنسانياً يعكس ما يهم الإنسان ويخصه في حين يأتي لا يمكن التنحي جانباً وتركه يمضي دون أن ندون تراتيله ودون أن يترك فينا أثره. وعن رأيها في أشكال الشعر تبين الصايغ أنه بنظرها شعر سواء أكان حديثاً أم فصيحاً قديماً إلا أنها وجدت نفسها في تراتيل الشعر الحديث وبالأخص قصيدة النثر (الشعر المنثور) تلك المساحة التي لا قيد لها ولا إلزام بالتفعيلة أو البحور والعروض فهي عاشقة للحرية وهي ما يتيحه أكثر الشعر الحديث. وتتابع “قصيدة النثر أقرب إلى قلبي لقلة قيودها وبساطة أركانها، فأنا عندما أكتب عن الحب أو عن الوطن أكتب ما أشعر به وبالنتيجة الجمال ليس حكراً فكل مؤسسة شعرية لها مقاييسها الخاصة بالجمال”. ورغم أنه لكل نوع من أنواع الشعر جماله ومريديه، فإن الكثير من الشعراء والشاعرات العرب اليوم يجدون أن قصيدة النثر علاوة على أنها تتسم بالغموض وكثافة الصور الشعرية العميقة والشفافة ودهشة المجاز والرؤية الجديدة للفكرة وخلوها من القافية، فهي غير الخاطرة التي ليس بالضرورة أن تحوي غموض النثر، بل ربما مباشرة الإيضاح حول الفكرة، كما أن هذه القصيدة تختلف عن اليوميات وما فيها من سرد وتوثيق لحدث أكثر منه شعراً. وتبين الصايغ أن التزاماتها في مجال تخصصها بالرياضة وعملها يجعلانها متحفظة قليلاً في خوض تجربة مغايرة لتجربة الشعر، إلا أنه في أجندتها الخاصة هناك تجربة الكتابة الأدبية في مجالات أخرى وخاصة فيما يتعلق بالعمل على كتابة سيناريو مسلسل. تلك الفكرة التي راودتها منذ فترة ولكن الظروف لم تسمح بعد بخوض تلك التجربة. وعن رأيها في الحركة الشعرية الشبابية تلفت إلى أن الشعر له حركة ديناميكية قديما وحديثاً لم تتوقف أبداً تحت أي ظرف حيث أصبح الشعر لدى الشباب وسيلة ناجعة للتعبير، لذا مهما كان مستوى ما يكتب لا يمكن إنكار أنه جهد بذل من إنسان شاعر بسلبياته وإيجابياته مشيرة إلى أن تقييم الحركة الشعرية الشبابية أمر صعب في وقتنا الحاضر لأنها حركة تندمج في الواقع الذي نعيشه. ◙ المجموعة كانت مخاض تجربة خاصة وجدت تلاحمها التام مع كيان الشاعرة الروحي والنفسي أما فيما يتعلق بالواقع الثقافي فترى الصايغ أنه منطو على ذاته لأن المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي العام أثر كثيراً عليه. وتتابع أن الحرب، رغم تأثيراتها المدمرة، إلا أنها كانت منذ القدم رافدة للشعر والأدب، لكن في وقتنا الحالي اختلف الأمر لذلك لا يمكن إخراج المشهد الثقافي من دوائر ظروف البلد وما يمر به، لافتة إلا أنه على المثقفين أن يكونوا على أتم الاستعداد لتحمل المسؤولية لأن الأجيال القادمة ستعرف بلدها وتاريخها من خلال أفكارهم وإبداعاتهم الأدبية. وعن جديدها الأدبي تلفت الصايغ إلى أن مجموعتها الشعرية الأخيرة “في حضرة الحب نحيا” كانت مخاض تجربة خاصة وجدت تلاحمها التام مع كيانها الروحي والنفسي والشعوري سواء من خلال النصوص التي تجددت فيها معالم المشاعر الذاتية أو تلك التي تجلت فيها معالم الوطن، فالشعر عندها كان ولم يزل انعكاساً لما يدور في المجتمع ونفس الشاعر. وتتابع “من خلال تجربتي الشعرية اطلعت عن كثب على التجارب الشعرية لشعراء آخرين لأستطيع مواكبة قطار الشعر الحديث، منهم نزار قباني وبدر شاكر السياب وأنسي الحاج ومحمد الماغوط وجبران خليل جبران وكوليت خوري”. يذكر أن للشاعرة الصايغ ديوانين بعنوان “ترانيم أنثى دمشقية” و”في حضرة الحب نحيا” إضافة إلى ديوان شعري آخر قيد الطباعة وشاركت في العديد من المهرجانات والأنشطة الثقافية.

مشاركة :