معقل سابق للجهاديين في سوريا يتحول إلى أستوديو تصوير سينمائي

  • 7/18/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد سنوات من طرد تنظيم الدولة الإسلامية منه، استعاد الحجر الأسود، الحي المدمّر والمهجور في ضاحية دمشق، بعضاً من مظاهر الحياة إذ تحوّل إلى أستوديو في الهواء الطلق لتصوير فيلم صيني ينتجه نجم الألعاب القتالية جاكي شان. وفيلم “هوم أوبرايشن” الذي تجري وقائعه في دولة وهمية اسمها “بومان”، مستوحى في الواقع من عملية إجلاء جماعي نظمتها الصين في العام 2015 لمئات المواطنين الصينيين والأجانب من اليمن، فأخرجتهم على متن سفن للبحرية الصينية من البلد الغارق في حرب مدمرة منذ العام 2014. ووجد المشرفون على الفيلم الذي تساهم شركة إماراتية أيضاً في إنتاجه، أن اليمن مكان غير آمن للتصوير، فارتؤوا تصوير بعض مشاهده في سوريا. وبعد أكثر من 11 عاماً من نزاع مدمر، تحولت مناطق واسعة في سوريا إلى موقع لتصوير مشاهد الدمار والحرب. وضجّ حي الحجر الأسود شبه الخالي من السكان بفريق العمل الصيني وممثلين ثانويين سوريين، ارتدى بعضهم الزي اليمني. وحضر افتتاح التصوير سفير جمهورية الصين التي حافظت على علاقة متينة مع السلطات السورية المعزولة دولياً. الشركة الصينية اختارت تصوير المشاهد في سوريا باعتبارها جاهزة للتصوير حتى لا تتكلف ديكورات دمار وغيره ووسط أبنية مهدّمة، انهمك أعضاء الفريق في نصب أجهزتهم ونشر الدبابات في مواقعها تمهيداً لانطلاق التصوير. وإن كان جاكي شان المنتج الرئيسي للعمل، إلا أنه لن يحضر إلى سوريا للمشاركة في تصوير الفيلم الذي يقدّم على أنه يسلّط الضوء على دور السلطات الصينية في عملية الإجلاء الكبيرة من اليمن. وهذا ما أكده المخرج ينشي سونغ إذ قال للصحافيين إن الفيلم “ينطلق من وجهة نظر الدبلوماسيين من الحزب الشيوعي الذين تحدوا وابل الرصاص في بلد تمزقه الحرب، واستطاعوا نقل جميع المواطنين الصينيين سالمين على متن سفينة حربية”. وقال موقع أي إم دي بي المتخصص في الأفلام والمسلسلات إن القصة مستوحاة من أحداث حقيقية لإجلاء طارئ لمواطنين ودبلوماسيين صينيين وأجانب خلال الحرب في اليمن عام 2015. وبث المخرج الصيني سونغ يينكسي وحسابات سورية محلية عبر منصات التواصل لقطات من تصوير الفيلم في سوريا بين المنازل المدمّرة وكتل الركام في منطقة الحجر الأسود بالعاصمة السورية دمشق التي تعرضت لقصف مكثف سابقًا. وخلال حفل الافتتاح، رفعت لافتة حمراء كتب عليها بالعربية “أول فيلم صيني يبدأ تصويره في سوريا”. وأثار تصوير مشاهد الفيلم غضب السوريين على المنصات بسبب اختيار الشركة الصينية منطقة سورية دمرها النظام السوري – على حد وصفهم – لتصوير مشاهدهم، معتبرين أنها “استهزاء بدماء السوريين”. Thumbnail وقال آخرون إن الشركة اختارت تصوير المشاهد في سوريا باعتبارها جاهزة للتصوير حتى لا تتكلف ديكورات دمار وغيره. ووفقاً لموقع ديجيتال أستوديو مي، فإنّ الفيلم من إنتاج الممثل الصيني جاكي شان وشركة الإنتاج آرت ميكر برودكشن التي أسسها الممثل والمخرج السوري الراحل حاتم على، وتتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها. وقد زار السفير الصيني لدى سوريا، فنغ بياو، موقع تصوير الفيلم. يستند الفيلم إلى المرحلة المبكرة من الحرب في اليمن عام 2015. ويركز على كيفية إجلاء الصين لأكثر من 600 مواطن، فضلاً عن أكثر من 200 مواطن من دول أخرى خلال هذه الفترة، ويستكشف عملية الإجلاء من الخارج. وفي عام 2015، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء من حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاذي له في جنوب دمشق. القصة مستوحاة من أحداث حقيقية لإجلاء طارئ لمواطنين ودبلوماسيين صينيين وأجانب خلال الحرب في اليمن عام 2015 وفي مايو 2018، وعلى إثر عملية عسكرية واسعة وإجلاء مئات المقاتلين، تمكن الجيش السوري من استعادة كافة أحياء العاصمة الجنوبية حيث كان يتواجد التنظيم المتطرف. واستعادت القوات الحكومية بذلك كامل دمشق ومحيطها للمرة الأولى منذ عام 2012. كما استعادت قوات النظام السوري السيطرة على حي استراتيجي يقع جنوب دمشق من تنظيم الدولة الإسلامية، في إطار سعيها إلى إنهاء وجود الجهاديين في آخر جيوبهم في العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وشن الجيش السوري في 19 أبريل من عام 2018 عملية عسكرية برية وجوية واسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب العاصمة، في إطار سعيه إلى استعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها. وذكر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس “تمكنت قوات النظام من فرض سيطرتها على كامل حي الحجر الأسود”. وكانت قوات النظام قد تمكنت من السيطرة على حي القدم المجاور إلا أن المعارك العنيفة الهادفة إلى السيطرة على حي الحجر الأسود اتسمت بصعوبة كبيرة. وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية منذ 2015 على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية، فضلاً عن أجزاء من حي التضامن المحاذي له.

مشاركة :