في ظل استمرار ارتفاع مستويات التضخم.. وبحسب دراسة «إنفيسكو» الصناديق السيادية في الشرق الأوسط تتجه إلى الأسواق الخاصة

  • 7/19/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أشارت‭ ‬شركة‭ ‬إنفيسكو‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬السنوية‭ ‬العاشرة‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬الأصول‭ ‬السيادية‭ ‬العالمية‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬التضخم‭ ‬دفع‭ ‬المستثمرين‭ ‬السياديين‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬توزيع‭ ‬أصولهم‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬وكانت‭ ‬الأسواق‭ ‬الخاصة‭ ‬هي‭ ‬المستفيد‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭. ‬وتناول‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬آراء‭ ‬ووجهات‭ ‬نظر‭ ‬139‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬مسؤولي‭ ‬الاستثمار‭ ‬ورؤساء‭ ‬فئات‭ ‬الأصول‭ ‬وكبار‭ ‬استراتيجيي‭ ‬المحافظ‭ ‬الاستثمارية‭ ‬في‭ ‬81‭ ‬صندوق‭ ‬ثروة‭ ‬سيادية‭ ‬و58‭ ‬بنكاً‭ ‬مركزياً‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬يديرون‭ ‬أصولاً‭ ‬بقيمة‭ ‬تبلغ‭ ‬23‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭.‬ بعد‭ ‬أن‭ ‬استمتعوا‭ ‬بفترة‭ ‬طويلة‭ ‬اتسمت‭ ‬بأسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬المنخفضة‭ ‬ومعدلات‭ ‬التضخم‭ ‬المنخفضة،‭ ‬اضطر‭ ‬المستثمرون‭ ‬السياديون‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيما‭ ‬كانوا‭ ‬يفترضونه‭ ‬بشأن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الكلي،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتعديل‭ ‬استثماراتهم‭ ‬وفقاً‭ ‬للمستجدات‭. ‬وقامت‭ ‬غالبية‭ ‬الصناديق‭ ‬السيادية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ (‬55‭%‬‭) ‬بإعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬محافظها‭ ‬تحسباً‭ ‬لارتفاعات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التصحيح‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الأسهم‭ ‬وفشل‭ ‬السندات‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المحافظ‭ ‬الاستثمارية‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬خيارات‭ ‬صعبة‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬الصناديق‭.‬ وقالت‭ ‬زينب‭ ‬فيصل‭ ‬الكفيشي،‭ ‬مديرة‭ ‬قسم‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأفريقيا‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬إنفيسكو‭: ‬‮«‬أنهت‭ ‬معظم‭ ‬الأسواق‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬وهي‭ ‬تنظر‭ ‬بتفاؤل‭ ‬حذر‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬جاءت‭ ‬بعاصفة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الهائلة‭ ‬على‭ ‬المستثمرين،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬التضخم‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬الارتفاع،‭ ‬مع‭ ‬تباطؤ‭ ‬النمو‭ ‬العالمي،‭ ‬وتزايد‭ ‬التوترات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬نسبياً‭ ‬التنبؤ‭ ‬بالبيئة‭ ‬الكلية‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬الأمر‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬غموضاً،‭ ‬مما‭ ‬يدفع‭ ‬الصناديق‭ ‬السيادية‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬ترتيب‭ ‬محافظها‭ ‬الاستثمارية‮»‬‭.‬ ويؤكد‭ ‬تقرير‭ ‬شركة‭ ‬إنفيسكو‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬مخصصات‭ ‬الدخل‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬الصناديق‭ ‬السيادية‭ ‬العالمية‭ ‬بشكل‭ ‬مطرد‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ (‬الشكل‭ ‬1‭)‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إعادة‭ ‬توجيهها‭ ‬لاستثمارها‭ ‬في‭ ‬أسهم‭ ‬الشركات‭ ‬المدرجة،‭ ‬بل‭ ‬تم‭ ‬توجيهها‭ ‬إلى‭ ‬البدائل‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الأسواق‭ ‬الخاصة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬قطاع‭ ‬العقارات‭ ‬والأسهم‭ ‬الخاصة‭ ‬والاستثمارات‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭. ‬ولا‭ ‬يشذ‭ ‬المستثمرون‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القاعدة،‭ ‬إذ‭ ‬يتفق‭ ‬معظم‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬استطلاع‭ ‬الرأي‭ (‬82‭%‬‭) ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأصول‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬وسيلة‭ ‬تحوط‭ ‬فعّالة‭ ‬ضد‭ ‬التضخم‭ ‬والعوائد‭ ‬المرتفعة‭.‬ وأضافت‭ ‬زينب‭ ‬كفيشي‭: ‬‮«‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬تدفق‭ ‬الصفقات‭ ‬والإمدادات‭ ‬تدفع‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬التقييمات،‭ ‬تظل‭ ‬الأسواق‭ ‬الخاصة‭ ‬جذابة‭ ‬للمستثمرين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬وذلك‭ ‬لأنها‭ ‬توفر‭ ‬ملاذاً‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬وحماية‭ ‬من‭ ‬التقلبات‮»‬‭.‬ ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأصول‭ ‬الخاصة‭ ‬سيستمر‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬إذ‭ ‬أشارت‭ ‬50‭%‬‭ ‬من‭ ‬صناديق‭ ‬الثروة‭ ‬السيادية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إلى‭ ‬نيتها‭ ‬زيادة‭ ‬مخصصاتها‭ ‬للأسهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتخصيص‭ ‬20‭%‬‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬العقارات‭ ‬و20‭%‬‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الـ‭ ‬12‭ ‬القادمة‭. ‬أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي،‭ ‬فإن‭ ‬الأصول‭ ‬الخاصة‭ ‬تشكل‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬22‭%‬‭ ‬من‭ ‬محافظ‭ ‬الصناديق‭ ‬السيادية،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬مسجلة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬وفي‭ ‬المجمل،‭ ‬يمتلك‭ ‬المستثمرون‭ ‬السياديون‭ ‬الآن‭ ‬أصولاً‭ ‬خاصة‭ ‬بقيمة‭ ‬تبلغ‭ ‬719‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬205‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭*‬‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬المتزايد‭ ‬بالأسواق‭ ‬الخاصة‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬انخفاض‭ ‬مخصصات‭ ‬الصناديق‭ ‬السيادية‭ ‬في‭ ‬الدخل‭ ‬الثابت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المشاركين،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬المشاركون‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يتطلعون‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬تصحيح‭ ‬سوق‭ ‬الأسهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬الدخول‭ ‬المناسبة‭ ‬لاستثمارات‭ ‬الدخل‭ ‬الثابت‭ ‬عندما‭ ‬تبدأ‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬الارتفاع‭.‬ من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬رود‭ ‬رينغرو،‭ ‬رئيس‭ ‬قطاع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬إنفيسكو‭: ‬‮«‬هيمن‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬التيقن‮»‬‭ ‬على‭ ‬محادثات‭ ‬المستثمرين‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬فبعد‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬فيها‭ ‬التنبؤ‭ ‬نسبياً‭ ‬بمجريات‭ ‬الأمور،‭ ‬انهار‭ ‬الإجماع‭ ‬حول‭ ‬اتجاه‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭. ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬النهاية‭ ‬المحتملة‭ ‬للاتجاه‭ ‬التصاعدي‭ ‬لأسواق‭ ‬الدخل‭ ‬الثابت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬عدة،‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬ظروف‭ ‬جديدة‭ ‬أمام‭ ‬الصناديق‭ ‬السيادية‭. ‬وبينما‭ ‬يتطلع‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الخاصة‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬مناسبة‭ ‬للوضع‭ ‬الجديد،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المناسب‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬وتيرة‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭. ‬وبما‭ ‬أنها‭ ‬تعد‭ ‬مستثمراً‭ ‬طويل‭ ‬الأجل،‭ ‬تمضي‭ ‬الصناديق‭ ‬السيادية‭ ‬بحذر‭ ‬شديد،‭ ‬ويقوم‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬بإجراء‭ ‬تغييرات‭ ‬تدريجية‭ ‬على‭ ‬محافظها‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬وفق‭ ‬نهج‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬الانتظار‭ ‬والترقب‮»‬‭.‬

مشاركة :