معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب يفتح آفاقا بين الكتب والدراما

  • 7/19/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحت شعار “الوعي وبناء الإنسان” انطلق معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في دورته السابعة عشرة يوم الاثنين الثامن عشر من يوليو بمشاركة 75 دار نشر وأكثر من 300 متحدث ومحاضر يلتقون ضمن 75 فعالية ثقافية. ويقام المعرض بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين ويستمر حتى الثامن والعشرين من يوليو الجاري. وتستضيف التظاهرة مجموعة من الكتاب والنقاد والمفكرين أمثال إبراهيم عبدالمجيد وريم بسيوني وعمر طاهر ومحمد صادق وشريف عارف، إضافة إلى عدد من الضيوف العرب. وقال محمد سليمان رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية إن “النسخة الحالية من المعرض ستشهد عودة الجمهور إلى الفعاليات الثقافية، على عكس النسخة الماضية التي كانت فعالياتها عبر الإنترنت بسبب جائحة كورونا”. وأضاف أنه سيتم تسليط الضوء على الإبداع السكندري بشكل خاص من خلال ندوة لتكريم عدد من المبدعين الحاصلين على جوائز الدولة مؤخرا من أبناء الإسكندرية وكذلك تخصيص مساحة منفصلة لفنون وإبداعات الطفل. وسيحتفي المعرض يوم الحادي والعشرين من يوليو بالكاتب والروائي الراحل خيري شلبي في ندوة تشارك فيها ريم خيري شلبي والناقد إيهاب الملاح ومحمود الضبع أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. كما سيخصص المعرض جلسة للحديث عن الترجمة الأدبية في الثالث والعشرين من يوليو، وسيتحدث فيها المترجم هشام فهمي والكاتبة خميلة الجندي والمترجمة رولا عادل. ويتضمن البرنامج أيضا لقاء مع أبطال ومنتجي مسلسل “جزيرة غمام” الذي عرض في شهر رمضان للمؤلف عبدالرحيم كمال وإخراج حسين المنباوي. ونسج الكاتب كمال عالما متكاملا في مسلسله الذي عرضه عدد من الفضائيات المصرية، إذ رسم شخصياته وأحداثه بعذوبة بالغة، واستخدم لغة رمزية وصوفية جذبت الانتباه، ولجأ إلى توظيف إسقاطات سياسية ودينية واجتماعية على الواقع الراهن. ولم يكتف كمال بذلك، بل سلّط الضوء على الصراع الأزلي بين رجال السلطة ورجال الدين وأصحاب المصالح ومعاناة سكان إحدى القرى أو الجزر المأهولة بالسكان في مصر من الصراع بين رجال السلطة وبين المتشددين، ما جعل العمل بشخوصه وأفكاره صالحا لأيّ زمان ومكان، وينطبق على كل سلطة سياسية أو دينية. الأمر الذي يجعل من هذه الدراما عملا فنيا متكاملا، وهو ما سيتحدث عنه أصحابه مع جمهور المعرض الذي لا يكتفي بعرض الكتب بل يناقش أهم القضايا الثقافية والفكرية والفنية الراهنة سواء انطلاقا من الكتب أو غيرها من المحامل الإبداعية. وفي إطار فتح الآفاق الضروري اليوم بين الكتب والفنون البصرية وغيرها من أساليب التعبير الفنية، ينظم المعرض جلسة بعنوان “من الكتاب إلى الشاشة” وتعنى بمسألة تحويل الأعمال الأدبية إلى دراما تلفزيونية وسينمائية ويتحدث فيها الصحافي أحمد الدريني والباحث والمراجع التاريخي أيمن عثمان والشاعر والكاتب سامح عثمان. ذلك أن الدراما عادت -شأنها شأن السينما- إلى الاقتباس من الروايات والأعمال الأدبية، واعتبرت الأعمال المقتبسة في السنوات الأخيرة هي الأفضل وقد حققت نجاحا لافتا سواء لدى الجمهور أو عند النقاد. وتتطرق الجلسة إلى العناصر العديدة التي يتوجب أن تتوفر في العمل الدرامي المأخوذ عن عمل أدبي لكي يخرج بشكل جيد، ويتناول خلالها المتدخلون أمثلة من أعمال درامية نجحت في اقتباس الأدب، وتمكنت من أن تخلق ذلك التكامل المطلوب بشدة اليوم لتطوير الفنون والآداب. ويشهد معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، الذي يتواصل على امتداد عشرة أيام، إقبالًا كبيرًا من جميع الفئات العمرية لمتابعة كل جديد تقدمه دور النشر، إذ يعتبر مناسبة سنوية راسخة وتقليدا مستمرا. ويؤكد المعرض بتعاقب دوراته على التناغم والعيش المشترك الذي تنعم به مصر في الوقت الحالي والذي تسعى إلى تكريسه، لذلك نجد مشاركة بارزة لمؤسسة الأزهر التي تحرص على لعب دور محوري وريادي في تحقيق التنوير والتعايش بين مختلف الأديان في بيئة قائمة على التسامح. ويعي منظمو المعرض أهمية الكتاب ودوره في محاربة الفكر المتشدد؛ فهو المصدر الرئيسي للمعرفة رغم الطفرة التكنولوجية وتعدد الوسائل الحديثة، كما أنه الضامن الأساسي لخلق فكر منفتح على كل المشارب والتوجهات، ونبذ التطرف والعنف والتشدد الذي عانت منه مصر بشكل خاص في السنوات الأخيرة على غرار الكثير من البلدان العربية. ويحاول المعرض أن يكون مساحة مفتوحة سواء بين العناوين المعروضة بمختلف أنواعها أو بين الأدب والفنون وبين الأفكار والتوجهات الفكرية المختلفة، إذ يمثل مجالا ثقافيا متكاملا يتحلق حول الكتاب الذي يبقى الركيزة الثقافية الأولى.

مشاركة :