عبقرية الشخصية المصرية بين الماضي والحاضر بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب

  • 4/1/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أقيمت على هامش فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، اليوم الأحد، ندوة بعنوان الشخصية المصرية الحضارية وآفاق المستقبل بالتنسيق مع مؤسسة البناء الإنساني والتنمية، قدمها الدكتور خالد الحلبي رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات.وشارك في الندوة، مريم ياسين ماجستير علم الاجتماع بالجامعة الأميركية وباحثة بمجال العلوم الإنسانية والتنمية الذاتية، وسماح سمير خريجة كلية الآثار وعملت لفترة بالمتحف المصري ومرشدة سياحية ومشاركة في مشروع "أصل ووصل"، الذي تقدمه مؤسسة البناء الإنساني والمهندسة ولاء علي التي عملت بالعمارة ومشاركة بمشروع أصل ووصل.تحدث الدكتور الحلبي عن مؤسسة البناء الإنساني للتنمية التي تهدف إلى بناء الإنسان ليكون قادرا على مواجهة الحياة التي يعيشها وألا يكون وصل الدنيا وخرج منها بلا أثر، لأن الإنسان هو القادر على استغلال الموارد والموقع المحيط به لبناء حضارته التي تؤثر تأثير كبير على المدى الطويل.وأوضح الحلبي أن الحضارة الفرعونية هي الوحيدة الموجودة على مستوى العالم ولها تأثير باقي ومازالت الدراسات قائمة عليها وعلم المصريات هو العلم الوحيد الذي ارتبط باسم دولته.وأكد الحلبي أن المؤسسة ومشروع "أصل ووصل" يركز على الإنسان لأن الاستثمار في البشر هو ارقى أنواع الاستثمارات وبحكم ملاحظته لعمله في المكتبات والمعلومات وجد أن أول ما يتم تدميره من قبل الغير هو المكتبات والمراكز الثقافية، ففي العراق دمرت مكتبة الأمة التي تحفظ ذاكرة الأمة وفي اليمن الباكستانيين أتوا بالمخطوطات التي تحكي التراث العربي وكانوا يبيعونها للمكتبات بالخليج.وأُحرقت في لبنان بعض المكتبات كمحاولات لهدم الحضارات لأن الإنسان الذي ليس له حضارة ليست له هوية وهو غير موجود.وتحدثت مريم ياسين عن الشخصية المصرية الحضارية حين كانت الأرض غابات وليست صحراء والإنسان كان يصطاد ما يجده من حيوانات وحدثت تغيرات مناخية وقلت الغابات فصعبت عملية الصيد وزاد التصحر فزحف الناس حول مياه النيل وتلك لم تكن عملية سهلة لأنه كان عبارة عن مدرجات مليئة بالوحوش، فبدأ الإنسان بتكوين الجماعات واكتشف الإنسان الزراعة وبدأ النظام والعمل المخطط.وقالت ياسين: "وجد الإنسان قيمة الهرم في رسالته والمنظومة الكاملة التي كانت خلفه لأنها نفس المنظومة التي وحدت المصري في جماعته ولم تكن هناك أعظم حضارة في تلك اللحظة بل كان الإنسان القديم ينفذ رؤيته وينفذ ما يعرفه بصدق وأصبح نتاج عشرات آلاف السنين من التحول حضارة يدرسها العالم حتى الآن".وأضافت "الهرم رسالة لأنه عندما تتوحد القلوب والجهود على هدف ما فلا يوجد مستحيل، إن كان الهرم عظيم فكيف بالذي صنعه فهذه الشخصية الحضارية المصرية تعبر عن نفسها في العصور المختلفة".وأكدت سماح سمير أن دائما هناك نفع من دراسة التاريخ لأننا حين نكتشف التاريخ نساعد أنفسنا على الرؤية بشكل جديد، وبالعودة إلى حريق مكتبة الإسكندرية نجد أن من حماها كان الشعب ذاته وعملوا درع بشري؛ كان هناك شعب واع بضرورة الثقافة".وعبرت سمير عن إعجابها بعبقرية الشخص الذي قرر بناء المكتبة في هذا الموقع لأنها أصبحت بوتقة للعلم والمعرفة وتربط بين الشرق والغرب، وهذا يوضح ان الإنسان القديم كان محدد الهدف ودائما حين يكون لدى الإنسان هدف يقدر أن يسيطر على العقبات.وقالت "تجمع الشعب سنة 1973 وفكر في ازاحة الساتر الترابي بخراطيم المياه، فخلف هذه الخراطيم كان الدافع وهو الأهم في قرار لأن التسلح بالدوافع والقدرة على العمل يشير إلى عبقرية الشخصية المصرية عبر العثور".وأضافت: "دائما هناك القدوة والمثل الأعلى وأنا أعتبر حامد سعيد الذي تحدث كثيرا عن الشخصية المصرية وأسس دراسة الفن والحياة ولخصها في كيفية أن تكون حياتك فن وكيف يكون الفن حياتك وهو ما فعله المصري القديم عاش في بيت بسيط ولكنه استعمل الطبيعة كلها وسخرها لراحته".وأكدت أن المصري القديم احترم البيئة وأصبحت أحد مقومات الشخصية الحضارية المصرية ومنها كان بناء الحضارة.وتحدثت المهندسة ولاء عن برنامج "كن نفسك" الذي تقدمة مؤسسة البناء الإنساني الذي يساعد كل إنسان أن يبحث عن نفسه والأصالة في شخصيته الأصلية وامكانياته التي يمكن ان يعبر بها عن نفسه من خلال التواصل الذي يحدث ومن بعده البحث في حياة الآخر وكيف كنا نتحدى الصعوبات الطبيعة اليومية القاسية جدا.واتخذت المهندسة ولاء من كلمات الدكتور جمال حمدان "مصر ملكة الحل الوسط" وأكدت "أن الإنسان دائما يصل للمعنى لأن لكل إنسان ذات متفردة وحين يكتشف أن هناك عوائق ويبحث بداخله عن الأشياء التي تحجب عنه انطلاقه يصل دائما للحلول".وقالت "في دراسة التاريخ نقسم مصر ونرى الفن مختلف نحن نتتبع الفن لأننا نرى فيه تراكيبنا والتراث المصري قيمته ليس في السياحة وأرباحها فقط بل هو فرصة عظيمة لاكتشاف جزء من قدراتنا الكامنة لأننا حين نكشف عنها تتحرك وتنتج ونعيد إنتاجها بشخصياتنا.

مشاركة :