جنيف في 19 يوليو / وام / استعرضت دولة الإمارات جهودها المبذولة في تطوير المنظومة التشريعية للملكية الفكرية وفق أفضل الممارسات العالمية، والتي شملت تحديث ثلاثة قوانين هي، تنظيم وحماية حقوق الملكية الصناعية، والعلامات التجارية، وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، حيث ساهمت هذه الجهود في الارتقاء ببيئة الملكية الفكرية وتحفيز الاختراع والبحث والتطوير في الدولة إلى مستوى ريادي، وتوفير حماية متكاملة للعلامات التجارية وللمؤلفين والمبدعين، وإتاحة الفرص والممكنات لجذب المشاريع الريادية والمبتكرة من جميع أنحاء العالم، وتشجيع الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد، بما عزز مكانة دولة الإمارات في مصاف دول العالم الرائدة في مجالات الابتكار واقتصاد المعرفة. جاء ذلك في كلمة الإمارات، التي ألقاها سعادة عبد العزيز النعيمي، الوكيل المساعد لقطاع تنظيم الشؤون التجارية بوزارة الاقتصاد، خلال مشاركته ممثلاً عن الدولة في اجتماعات الجمعية العامة للدورة الـ63 للمنظمة العالمية للملكية الفكرية /الويبو/، التي انطلقت يوم الخميس الموافق 14 يوليو، بمقر المنظمة بمدينة جنيف السويسرية، وتستمر حتى 22 يوليو الجاري. وفي هذا الصدد، قال سعادة النعيمي: " إن دولة الإمارات قطعت أشواطاً كبيرة في تطوير منظومة حماية حقوق الملكية الفكرية باعتبارها مرتكزا أساسيا لدعم الابتكار والإبداع على مستوى الأفراد والمؤسسات داخل المجتمع وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، بما ساهم في إحداث تطور شامل ونوعي لتشريعات وقوانين الملكية الفكرية، وخلق بيئة خالية من جرائم التعدي على الملكية الفكرية، بما يتماشى مع مستهدفات ومبادئ الخمسين ومحددات مئوية الإمارات 2071 " . وأضاف سعادته : " تثمن الدولة جهود منظمة "الويبو" في المباحثات والمناقشات حول الملكية الفكرية في القطاعات التكنولوجيا الرائدة ومنها الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ودورها في تعزيز نمو المجالات الرقمية على المستويين الإقليمي والعالمي، بما يعزز من التنمية المستدامة لاقتصادات العالم المبنية على المعرفة والابتكار والإبداع". ودعا سعادته الدول المشاركة في الاجتماعات في جنيف إلى أهمية النظر في التعدد اللغوي لجميع الأنظمة الخاصة بـ"الويبو" وأبرزها نظام مدريد لتسجيل العلامات التجارية الدولية بهدف إزالة العوائق اللغوية وتحسين جودة الخدمات التي تقدمها المنظمة لأعضائها. وأشار إلى حرص الدولة على العمل سوياً مع شركائها الدوليين من أجل الاستفادة من الفرص والتعامل مع التحديات التي طرأت على المبدعين والمؤلفين في قطاعات الصناعات الإبداعية والثقافية، وتوفير كافة سبل الدعم التي تمكنهم من الارتقاء والنمو مجدداً، بما يرسخ من الجهود العالمية والإقليمية الداعمة لبيئة الابتكار والإبداع. وأوضح سعادته أن الدولة شهدت تطورا نوعيا لمنظومة الإدارة الجماعية في النسخ والموسيقى والقطاعات الإبداعية الأخرى في الآداب والعلوم والفنون المختلفة، فضلاً عن قطاعات الاقتصاد الجديد والعالم الرقمي، مثل البرمجة والتطبيقات الذكية، حيث تمتلك الإمارات حالياً جمعية إدارة حقوق النسخ وهي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والتي تهدف للحفاظ على حقوق المؤلفين والناشرين، وذلك في إطار جهود الدولة الرامية إلى تعزيز نمو قطاع الاقتصاد الإبداعي، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، وترسيخ مكانة الإمارات وجهة عالمية رائدة للصناعات الإبداعية والثقافية. وأطلع سعادته الدول المشاركة في الاجتماعات على رؤية دولة الإمارات في التحول للنموذج الاقتصادي الجديد القائم على المعرفة والابتكار، وذلك من خلال تنفيذ حزمة مشاريع ومبادرات الخمسين التي أطلقتها الدولة مؤخراً والتي تهدف تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للدولة على مدى العقود الخمسة المقبلة. وعلى هامش اجتماعات الويبو، عقد سعادة عبد العزيز النعيمي اجتماعاً ثنائياً مع سعادة دارين تانغ المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، والذي أشاد بجهود دولة الإمارات في تنمية مجالات الابتكار والإبداع والمعرفة وتطوير بيئة ريادة الأعمال وتعزيز جاذبيتها، حيث تحتل المرتبة الأولى عربياً في المؤشر العالمي للابتكار. وناقش الجانبان أوجه التعاون بين دولة الامارات و"الويبو" في عدد من الموضوعات وعلى رأسها استراتيجية دولة الإمارات لتنمية الملكية الفكرية والتي تهدف إلى تحقيق النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية في الدولة والتركيز على استخدام الملكية الفكرية كعامل تمكين لنمو الأعمال والتجارة والاستثمار والاقتصاد والمجتمع، وسبل تعزيز استخدام الملكية الفكرية في الصناعات الإبداعية في العصر الرقمي. - مل -
مشاركة :