احتجاجات غاضبة لقبيلة الهوسا في السودان بعد نزاع دام

  • 7/20/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم‭- (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تظاهر‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬قبيلة‭ ‬الهوسا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬طرفا‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬قبلي‭ ‬أوقع‭ ‬79‭ ‬قتيلا‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬أسبوع،‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬لطلب‭ ‬‮«‬القصاص‭ ‬للشهداء‮»‬‭ ‬في‭ ‬تحرك‭ ‬يبرز‭ ‬هشاشة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬متعدد‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬الخرطوم،‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬المطار،‭ ‬أحد‭ ‬الشرايين‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬العاصمة‭ ‬السودانية،‭ ‬أطلقت‭ ‬الشرطة‭ ‬قنابل‭ ‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬لتفريق‭ ‬عدة‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬الذين‭ ‬رفعوا‭ ‬لافتات‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬لقتل‭ ‬الهوسا‮»‬‭ ‬و‮«‬الهوسا‭ ‬مواطنون‭ ‬ايضًا‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬صحافي‭ ‬من‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭.   ‬بدأت‭ ‬الاشتباكات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬النيل‭ ‬الأزرق،‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬اثيوبيا،‭ ‬بسبب‭ ‬النزاع‭ ‬على‭ ‬الاراضي‭ ‬بين‭ ‬قبيلة‭ ‬ألبرتي‭ ‬وبين‭ ‬الهوسا‭. ‬والهوسا‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬القبائل‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وتعد‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬ويعيش‭ ‬أفرادها‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬تمتد‭ ‬من‭ ‬السنغال‭ ‬الى‭ ‬السودان‭. ‬وأفادت‭ ‬نشرة‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ (‬أوتشا‭) ‬أمس‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬أن‭ ‬أعداد‭ ‬النازحين‭ ‬بمحليات‭ ‬ولاية‭ ‬النيل‭ ‬الأزرق‭ ‬بلغت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬ألف‭ ‬شخص،‭ ‬بينهم‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬نازح‭ ‬شردوا‭ ‬من‭ ‬محلية‭ ‬الرصيرص‭ ‬فقط‭. ‬ ‭ ‬تعد‭ ‬المسألة‭ ‬القبلية‭ ‬حساسة‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬الذي‭ ‬خرج‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬عسكري‭-‬اسلامي‭ ‬دكتاتوري‭ ‬استمر‭ ‬30‭ ‬عاما‭ ‬وكان‭ ‬يلعب‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬حبل‭ ‬الانقسامات‭ ‬القبلية‭ ‬والاثنية‭. ‬فطوال‭ ‬سنين‭ ‬حكمه،‭ ‬ألب‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬الميليشيات‭ ‬القبلية‭ ‬ضد‭ ‬بعضها‭ ‬بعضًا‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬دارفور‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وقعت‭ ‬السلطة‭ ‬الانتقالية‭ ‬المشكلة‭ ‬من‭ ‬مدنيين‭ ‬وعسكريين‭ ‬اتفاقات‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬متمردي‭ ‬دارفور‭ ‬ووعدت‭ ‬بإرساء‭ ‬الديموقراطية‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬ربوع‭ ‬السودان‭. ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬ينه‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬النزاعات‭ ‬القبلية‭ ‬التي‭ ‬أوقعت‭ ‬خلال‭ ‬الشهور‭ ‬الأخيرة‭ ‬مئات‭ ‬القتلى،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬اقليم‭ ‬دارفور‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬تشاد‭. ‬ ‭ ‬أوقعت‭ ‬الاشتباكات‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬يوليو‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬النيل‭ ‬الأزرق‭ ‬79‭ ‬قتيلا‭ ‬و199‭ ‬جريحا،‭ ‬وفق‭ ‬آخر‭ ‬بيانات‭ ‬رسمية‭. ‬تندلع‭ ‬هذه‭ ‬الاشتباكات‭ ‬عموما‭ ‬بسبب‭ ‬نزاعات‭ ‬حول‭ ‬الاراضي‭ ‬والمياه‭ ‬الموردين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬للزراعة‭ ‬والرعي‭ ‬وهما‭ ‬النشاطان‭ ‬الرئيسيان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭. ‬وفيما‭ ‬عاد‭ ‬الهدوء‭ ‬الى‭ ‬النيل‭ ‬الأزرق،‭ ‬انتقل‭ ‬العنف‭ ‬الى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬وخصوصا‭ ‬إلى‭ ‬ولاية‭ ‬كسلا‭ ‬الواقعة‭ ‬إلى‭ ‬الشمال‭ ‬من‭ ‬النيل‭ ‬الأزرق،‭ ‬حيث‭ ‬أحرق‭ ‬المتظاهرون‭ ‬الاثنين‭ ‬عدة‭ ‬منشآت‭ ‬حكومية‭.   ‬وأمس‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬الخرطوم،‭ ‬تظاهر‭ ‬آلاف‭ ‬الهوسا‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬كردفان‭ (‬وسط‭) ‬وفي‭ ‬كسلا‭ ‬والقضارف‭ ‬وبورتسودان‭ (‬شرق‭)‬،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬صحافيون‭ ‬من‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬وفي‭ ‬الأبيض‭ ‬عاصمة‭ ‬كردفان‭ ‬الى‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬الخرطوم،‭ ‬وفي‭ ‬بورتسودان‭ ‬شرقا‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬توجه‭ ‬آلاف‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬الوالي‭ ‬هاتفين‭ ‬‮«‬الهوسا‭ ‬سينتصرون‮»‬‭.   ‬وسلم‭ ‬المتظاهرون‭ ‬حاكمي‭ ‬الولايتين‭ ‬رسائل‭ ‬احتجاج‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬النيل‭ ‬الأزرق‭ ‬ورددوا‭ ‬شعارات‭ ‬تطلب‭ ‬‮«‬القصاص‭ ‬للشهداء‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬الشواك‭ ‬بولاية‭ ‬القضارف،‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬600‭ ‬كيلومتر‭ ‬شرق‭ ‬الخرطوم،‭ ‬وحيث‭ ‬يقيم‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬قبيلة‭ ‬الهوسا،‭ ‬‮«‬أغلق‭ ‬قرابة‭ ‬500‭ ‬منهم‭ ‬الطريق‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬الخرطوم‭ ‬وكسلا‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬صالح‭ ‬عباس،‭ ‬أحد‭ ‬السكان‭.   ‬وفي‭ ‬بيان‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬دعت‭ ‬قوى‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير،‭ ‬ائتلاف‭ ‬المعارضة‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تسيير‭ ‬مواكب‭ ‬السودان‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬والولايات‭.. ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬24‭ ‬يوليو‮»‬‭. ‬اتسع‭ ‬نطاق‭ ‬الاشتباكات‭ ‬القبلية‭ ‬بسبب‭ ‬الفراغ‭ ‬الأمني‭ ‬الذي‭ ‬نشأ‭ ‬منذ‭ ‬انقلاب‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬في‭ ‬اكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬شركائه‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬الانتقالية‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬عقب‭ ‬اسقاط‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭.   ‬ويقول‭ ‬الناشطون‭ ‬المدافعون‭ ‬عن‭ ‬الديموقراطية‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬النزاعات‭ ‬القبلية‭ ‬تخدم‭ ‬العسكريين‭ ‬وحلفاءهم‭ ‬من‭ ‬الحركات‭ ‬المسلحة‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬الذين‭ ‬يستغلون‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأمني‭ ‬للضغط‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‭.‬

مشاركة :