في عام ونصف منذ تولي الرئيس الأمريكي، جو بايدن منصبه، اشتدت المنافسة بين الولايات المتحدة والصين بدلا من تفكيك سياسات سلفه دونالد ترامب المتشددة تجاه بكين. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> المنافسة بين واشنطن وبكين فعلى عكس ما كان متوقعا، واصل بايدن هذه السياسات، مؤكدا أن القوتين الدوليتين تتجهان إلى فترة طويلة من التنافس الاستراتيجي الحاد والخطير حتى على المستوى العسكري. فعند انتخاب بايدن، كان قادة الصين قلقين للغاية من إعادة تنشيط التحالفات الأمريكية في كل من المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي. وسرعان ما فوجئوا بالارتقاء السريع للمجموعة الرباعية “كواد” والتي تتكون من أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة، إلى مستوى القمة في عهد بايدن، إلى جانب ظهور شراكة أمنية جديدة بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا تحت مسمى “أوكوس”، تشمل بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية للجيش الأسترالي. قلق صيني، عززه تبني اليابان سياسة عسكرية جديدة، مع توسيع إنفاقها الدفاعي ، وانتهاجها موقفا مدافعا عن تايوان. وسجلت الصين كذلك مخاوف بشأن الموقف الاستراتيجي والدبلوماسي الجديد لكوريا الجنوبية في عهد الرئيس يون سوك يول، والذي وعد خلال حملته الانتخابية بالانضمام إلى تحالف “كواد”. في المقابل، أضرت الشراكة الاستراتيجية اللامحدودة بين بكين وموسكو في أعقاب حرب أوكرانيا، بمكانة الصين في أوروبا، لدرجة التشكك في طموحاتها الاستراتيجية طويلة المدى. ورغم ذلك التنافس الحاد الذي قد يتطور إلى صدام أو حرب، هناك من يرى أن الصين والولايات المتحدة يتخذان الترتيبات للاستقرار، والتي يمكن أن تحد من مخاطر التصعيد المفاجئ، ولكن لا تقضي عليه. تغير في العلاقات ومن واشنطن، قال السفير ستيفن ياتس، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، إن العلاقات الأمريكية الصينية تغيرت كثيرا عن ما كانت عليه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وأضاف ياتس خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن إدارة بايدن ورثت توترات أو احتكاكات تجارية مع الصين بسبب تدهور العلاقات في السنوات الماضية، موضحا أن بكين هي من تستفز الولايات المتحدة وليس العكس. كما أوضح ياتس أن السياسات المحلية هي التي أدت إلى تفاقم الأمور وتدهور الأوضاع في للاقات الدولية، كما تسببت في صدمة للجميع حول العالم خاصة وأن تفشي فيروس كورونا كان مصدره الصين. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> الاستفزازات الأمريكية من جانبه، قال جانج شين، الباحث الصيني في معهد تشنجو للعلاقات الدولية، إن الصين تواجه استفزازات من الولايات المتحدة الأمريكية، وملف تايوان خير دليل على ذلك. كما أوضح شين أن الصين تسعى للحفاظ على السلام مع كل دول العالم، والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن تايوان لا تريد سياسة الصين الواحدة. وأشار إلى أن الصين تعمل في إطار الدبلوماسية على حل هذه المسألة سلميا حتى لا تضطر بيكن في الدخول في صراع مماثل كالنزاع الروسي الأوكراني. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> الشراكة الصينية الروسية ومن بودابست، يرى السفير ديفيد موريس، أستاذ العلاقات الدولية وكبير الباحثين في جامعة بكين للدراسات الأجنبية، أن الشراكة اللا محدودة التي اتفقت عليها الصين وروسيا ساعدت في الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها أضرت بموقف الصين في أوروبا. وأكد موريس أن أوروبا قوة ثالثة في العالم، وليست قوة عظمى كالولايات المتحدة والصين، موضحا أنه يجب على الدول الأوروبية تنظيم شراكات أكبر مع بكين وواشنطن. كما أكد أيضا أن الموقف الأوروبي في أي صراع مهم للغاية، لا سيما وأن الدول الأوروبية دائما ما تبحث عن حلول عقلانية، في ضوء السلام وكل أزمات العالم. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> الشرق الأوسط مهد الحضارات وقالت الكاتبة الصحفية الصينية، سعاد ياي شين، إن سياسات الصين حول الشرق الأوسط تختلف كثيرا عن ما تلتزم به الولايات المتحدة الأمريكية. واستشهدت بتصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته للشرق الأوسط الأسبوع الماضي والتي قال فيها إن واشنطن لن تترك فراغا تملاءه الصين أو إيران”. وأوضحت أن دول الشرق الأوسط دول صاحبة سيادة، وأن الشرق الأوسط مهد الحضارات، وليس حديقة خلفية لكي يقوم أحد بملئ الفراغ فيه. كما أكدت أن الصين ترحب وتلتزم دائما بالتعاون المشترك مع الدول الخليجية والعربية. وتابعت:” الصين بحاجة إلى النفط والغاز الطبيعي من منطقة الشرق الأوسط، وأن العلاقات مع دول الشرق الأوسط تقوم على مبدأ التعاون والشراكة”. التعامل بتوزان في الشرق الأوسط من جانبه، قال محمد خلفان الصواف، الكاتب والباحث السياسي، إن الصين لم تقترب كثيرا من الدول العربية لتشكل نفوذا، لكنها تتعامل بتوازن. وأضاف الصواف أن الصين لا تغرق نفسها في الملفات الأمنية كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية. وأكد الصواف أن الصين لو ركزت على الملف الاقتصادي لنجحت في تقريب وجهات النظر مع الدول الخليجية إيران ولكن هذه عملية ومعادلة صعبة. واستكمل:” الصين تعمل على إحداث توزان في العلاقات، وتعمل أيضا على المساهمة في التنمية بما فيها مع السعودية والإمارات والعراق وإيران”.
مشاركة :