سلمت السلطات الجزائرية تونس مسؤولا سابقا في المخابرات بعد ضبطه بإحدى المدن الحدودية، إثر اجتيازه للحدود بطريقة غير شرعية، وفق ما أفاد به مصدر بوزارة الداخلية التونسية الخميس، ما يشير إلى وجود تنسيق أمني بين الأجهزة المختصة في البلدين. وقالت مصادر أمنية تونسية إن المسؤول السابق في المخابرات لزهر لونغو، الصادرة ضده بطاقة جلب من القضاء التونسي، هو الآن بأيدي السلطات التونسية. وتتحدث مصادر إعلامية تونسية عن أن لونغو صادرة بحقه عدة تتبعات قضائية، من بينها قضية انستالينغو المدرج بخصوصها في التفتيش، إضافة إلى 33 متهما آخرين. وتعود أطوار قضية “شركة انستالينغو” إلى أكتوبر الماضي، بإيقاف عدد من موظفيها بتهم بينها “ارتكاب أمر موحش (جسيم) ضد رئيس الدولة”، والتآمر ضد أمن الدولة الداخلي والجوسسة. وشملت التحقيقات عددا من الصحافيين والمدوّنين وأصحاب أعمال حرة وسياسيين، بينهم رئيس مجلس نواب الشعب المنحل راشد الغنوشي، وابنته، وصهره رفيق عبدالسلام والمتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية الأسبق محمد علي العروي. إسراع السلطات الجزائرية بتسليم الرئيس السابق للمخابرات التونسية محاولة لاستباق طلبه اللجوء السياسي ويرى مراقبون أن إسراع السلطات الجزائرية بتسليم هذا المسؤول الأمني البارز إلى تونس دون عرضه على التحقيق في تجاوز للإجراءات القضائية، محاولة لاستباق طلب اللجوء السياسي من قبل لزهر لونغو. وليست هذه المرة الأولى التي تلقي فيها قوات الأمن الجزائرية القبض على شخصيات تونسية مؤثرة دخلت الحدود خلسة، حيث ألقت السلطات الجزائرية القبض على رجل الأعمال ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي وشقيقه النائب السابق في البرلمان المنحل غازي القروي، بعد أن دخلا الجزائر بطريقة غير شرعية في أغسطس 2021. لكن الفرق بين الأمرين هو أن السلطات الجزائرية لم تقم بتسليم نبيل القروي وشقيقه، حيث تم نقلهما إلى سجن الحراش قبل إطلاق سراحهما ليغادرا الجزائر نحو أوروبا. ولونغو الذي عمل أيضا في مكتب سفارة تونس بباريس في 2019، كان خاضعا للإقامة الجبرية في أغسطس الماضي، بعد إعلان الرئيس قيس سعيد التدابير الاستثنائية في البلاد في الخامس والعشرين من يوليو الماضي. وكان الرئيس التونسي قيس سعيد تعهد بعد اتخاذه الإجراءات الاستثنائية بالتصدي لما قال إنه محاولات تسلل إلى الأجهزة الأمنية في بلاده لـ”خدمة مصالح جهات معينة”. ويوصف لزهر لونغو من قبل الكثير من المراقبين بأنه الذراع القوية لحركة النهضة الإسلامية في وزارة الداخلية. ولم تتضح بشكل واضح الفترة التي غادر فيها لونغو التراب التونسي نحو الجزائر، ولكن مصدرا أمنيا أفاد بأن بطاقة جلب قضائية ومحضر تفتيش صدرا ضده من أجل التحقيق قبل مغادرته تونس خلسة. وينظر إلى لزهر لونغو كأحد المسؤولين المقربين من رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي، الذي أقاله الرئيس قيس سعيّد إبان إعلان التدابير الاستثنائية.
مشاركة :