وقع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، الخميس، مرسوما يقضي بحل البرلمان، بما يفتح الطريق أمام إجراء انتخابات جديدة في إيطاليا غداة استقالة رئيس الوزراء ماريو دراجى. وقال ماتاريلا “دائما ما يكون حل البرلمان آخر خيار”، مشيرا إلى أن “الوضع السياسي أفضى إلى هذه الخطوة”. وأعلن مكتب الرئيس في وقت سابق أن “حكومة دراجي ستبقى في الوقت الراهن لتسيير الأعمال”. وأفاد مصدر حكومي بأن الانتخابات العامة المبكرة في إيطاليا ستجرى في الخامس والعشرين من سبتمبر. وفي العادة تجرى الانتخابات في إيطاليا يوم الأحد. و25 سبتمبر هو الأحد الأخير قبل حلول هذا الموعد النهائي. وتأتي هذه الخطوة بعدما رأى دراجي أنه ليست هناك احتمالية للاستمرار في تولي الحكومة على إثر عدم تلقيه الدعم في تصويت لمجلس الشيوخ على الثقة الأربعاء. وانهار التحالف الحاكم الأربعاء عندما رفضت ثلاثة من الأحزاب الرئيسية المتحالفة مع دراجي المشاركة في تصويت على الثقة كان قد دعا إليه في محاولة لإنهاء الانقسامات وإنقاذ تحالفهم المتصدع. سيلفيو برلسكوني: لم يعد ممكنا الاعتماد على حركة خمس نجوم مستقبلا وتنهي الأزمة السياسية استقرارا دام شهورا في إيطاليا حيث ساعد دراجي، رئيس البنك المركزي السابق الذي يحظى باحترام كبير في الأوساط الإيطالية، في تشكيل معالم الرد الأوروبي الصارم على الغزو الروسي لأوكرانيا وعزز مكانة البلاد في الأسواق المالية العالمية. وشهدت السندات والأسهم الإيطالية عمليات بيع سريعة الخميس في الوقت الذي تتأهب فيه الأسواق لأول رفع لسعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي منذ 2011. وكان دراجي قد قدم بالفعل استقالته الأسبوع الماضي بعد أن امتنعت حركة خمس نجوم، شريكته في ائتلاف الحكم، عن دعمه في تصويت على الثقة بشأن إجراءات التصدي لارتفاع تكاليف المعيشة. ورفض ماتاريلا الاستقالة وطلب منه مخاطبة البرلمان لمعرفة ما إذا كان بإمكانه الإبقاء على التحالف الموسع حتى النهاية المقررة لفترة المجلس التشريعي في أوائل عام 2023. وحدد دراجي سلسلة من المشكلات التي تواجه البلاد تتراوح من الحرب في أوكرانيا إلى عدم المساواة الاجتماعية وارتفاع الأسعار، وقال إن “الأحزاب السياسية بحاجة إلى دعمه إذا واصل قيادة البلاد إلى انتخابات مقررة في النصف الأول من 2023”. وتساءل دراجي في كلمة أمام الغرفة العليا في البرلمان “هل الأحزاب وأنتم (البرلمانيين) على استعداد لإعادة بناء هذا الاتفاق؟”، مضيفا "هذا ما يطالب به الإيطاليون". وفي خطاب ألقاه أمام مجلس الشيوخ، وجه دراجي نداء من أجل الوحدة وحدد سلسلة من المشكلات التي تواجه البلاد تتراوح من الحرب في أوكرانيا إلى عدم المساواة الاجتماعية وارتفاع الأسعار، لكن حركة خمس نجوم قررت مرة أخرى العزوف عن دعمه، قائلة إنه “لم يعالج مخاوفها الأساسية”. بالإضافة إلى ذلك، قرر حزب فورزا إيطاليا (إيطاليا إلى الأمام) اليميني وحزب الرابطة عدم المشاركة في التصويت وقالا إنهما يريدان التزاما من دراجي بأنه على استعداد لتشكيل حكومة جديدة من دون حركة خمس نجوم مع تحديد أولويات سياسية جديدة. وكان جوزيبي كونتي زعيم حركة خمس نجوم الإيطالية قد صرح بأنه طالب دراجي بتبديد مخاوف الحزب في الوقت الذي يتأرجح فيه الائتلاف الحكومي على حافة الانهيار. وكان كونتي يشير إلى قائمة من الطلبات لحزبه الشعبوي والتي سلمها إلى دراجي قبل أسبوع ونصف أسبوع مضى، وأحدها يطالب بوضع حد أدنى قانوني للأجور. ◙ التحالف الحاكم انهار عندما رفضت ثلاثة أحزاب رئيسية المشاركة في تصويت على الثقة كان قد دعا إليه دراجى في محاولة لإنهاء الانقسامات ويرأس دراجي ائتلافا يضم شريحة عريضة من الأحزاب منذ فبراير 2021 وهي أحزاب غالبا ما لا تتعاون معا، لكنها تجمعت لإظهار الوحدة أثناء جائحة كورونا. ومع ذلك تعرض هذا التعاون لضربة عندما رفض حزب حركة خمس نجوم الشعبوي التصويت على إجراء بشأن مساعدات للشركات والأسر التي تضررت جراء الحرب في أوكرانيا. وواجه دراجي ضغوطا ليعيد النظر ويغير رأيه وسط تحذيرات من أن إيطاليا تخاطر بخسارة تمويل من الاتحاد الأوروبي لدعم التعافي لما بعد الجائحة يبلغ المليارات من اليورو وستواجه مشكلات جمة من بينها احتواء تكلفة الطاقة الآخذة في الارتفاع إذا ما غابت حكومة كاملة الفاعلية عن المشهد. وقالت الأحزاب اليمينية الرئيسية في إيطاليا الجمعة إنها ترى أن هناك فرصة ضئيلة للمزيد من التعاون مع حزب حركة خمس نجوم خلال المرحلة المقبلة. وفي بيان مشترك، قال حزب الرابطة اليميني المتطرف بزعامة ماتيو سالفيني وحزب "فورزا إيطاليا" المحافظ بزعامة سيلفيو برلسكوني إنه من الواضح أنه لم يعد من الممكن الاعتماد على حزب حركة خمس نجوم. وحتى وقت قريب، كانت حركة الخمس نجوم هي أكبر حزب في البرلمان الإيطالي، ولكن ذلك انتهى عندما ترك وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي م ايو الحزب الشهر الماضي لتشكيل مجموعة أخرى، وأخذ معه عددا غير محدود من نواب الحركة.
مشاركة :