نظم المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ضمن فعاليات صالون الشارقة الثقافي، جلسة فكرية تحت عنوان «ثقافة كاتب الأطفال بين لغتي الطفل واليافع»، استضافت الجلسة الأديبة المعروفة أمل فرح، وأدارها د.سعيد العمودي، وبدأت الجلسة بفيديو تعريفي بالكاتبة أمل فرح، المتخصصة بالكتابة للطفل، والحاصلة على عدد من الجوائز والتكريمات، ومنها جائزة اليونسكو الدولية للتسامح في كتب الأطفال. وبدأت أمل فرح حديثها مشيرة إلى أن عنوان الجلسة يوحي بأن هناك تصنيفاً يقسم المتلقي لطفل ويافع، بينما في الواقع تعتبر الطفولة المرحلة العمرية المتبقية في كل الأعمار. قيمة وأكدت أن أدب الطفل جزء رئيسي في كل عمل يخاطب العقل والوجدان، ويكون بمثابة مساحة التحرر من قيود الضغوط ويمنحنا القدرة على تحمل العالم والتعامل معه بشكل أفضل. وأنَّ أدب الطفل واليافع يعني اللغة ودرجة الوعي التراكمي اللغوي، والتجربة التي لم يعشها الطفل بعد. كما أنَّ الأصوات التي تدعي أن أطفالنا لا يحبون القراءة تعد ادعاءً وتصوراً خاطئاً يجب تصحيحه، واستدلت على كثافة انتشار كتب «هاري بوتر» بين اليافعين والأطفال العرب ورغم كبر حجم الكتاب وخلوه من العناصر البصرية كحال الكتب الأخرى، إلا أنه يُعد دَليلاً على وعي أبنائنا اتجاه أهمية القراءة ومخرجات أدب الطفل. أدب مؤثر وأكدت أمل أن من أصعب أنواع الكتابة هي الكتابة للطفل، وليس كما يظن البعض، أنها الكتابة الأسهل والأيسر، كما أرى أنه ليس هناك أدب للكبار وأدب للصغار، بل هناك لغة أراعيها وأعتني بها أثناء الكتابة لأصل لعقل المتلقي، وأكون مؤثراً بشكل كبير، مع ضرورة الاعتراف بأدب الطفل كأدب مؤثر ذي هدف وذي قيمة، يناقش هموماً وقضايا ويجيب عن أسئلة، ويفتح أفقاً للمعرفة، فهذا الأدب هو الذي يجعل القراءة مستدامة، وذات أهمية. وأشارت أمل فرح إلى أننا في الوطن العربي لا ننتج برامج ومسلسلات وأفلام مخصصة للطفل، بل نستوردها من الخارج، لذا نحن نحتاج لسياق ثقافي عام ليدرك الطفل أهمية القراءة لأنه مستهدف استهدافاً حقيقياً لتنمية كل عمل مميز، فالمستقبل مرهون بالطفل، فكل عمل مقدم له هو بمثابة تعليم للطفل من الصفر، لذا ينبغي أن يكون العمل مدروساً وممنهجاً ومؤثراً بشكل إيجابي لخلق وعي وفكر لدى الطفل. وعن أهمية رفع المستوى الثقافي للطفل من خلال ما نكتبه له، قالت أمل فرح: يقتات الكاتب على وقت القارئ، لذا هو مسؤول ومحاسب على هذا الوقت، ينبغي أن يشعر القارئ أنه بالفعل لم يهدر ماله ووقته مع هذا الكتاب، بل بالعكس قدم له الفكر والتجربة والعلم والأدب. وكذلك الأمر حين نكتب للطفل، فالأفكار هي المحرك الحقيقي لكل عمل نقوم به رغم أنها غير ملموسة، لذا عندما تقرر الكتابة فأنت تشارك أفكارك مع القارئ، وبالتالي حين نكتب للطفل علينا أن نكتب بروح الطفل التي تسكن أعماقنا، وفي نفس الوقت نسعى لرفع ثقافة ووعي وتجربة الطفل من خلال ما نقدمه له. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :