أعلام من بيش .. الأستاذ محمد الكعل يرحمه الله

  • 7/23/2022
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الاستاذ محمد بن موسى زين الدين الكعل يرحمه الله ، ويكنى بابنه الوحيد موسى من المعلمين السعوديين البيشيين الأوائل .. أبو موسى عمل معلما فترة طويلة تزيد على الثلاثين عاما ، وعمل بعدة مدارس ومنها مدرسة مسلية الإبتدائية ومدرسة الزبير بن العوام الإبتدائية ، ومدرسة أنس بن مالك الإبتدائية . وهو من معلمي الجيل الأول الجيل الذهبي الدفعة الثانية من خريجي عام ١٣٨٦هـ ، من كفاءة المعلمين بجازان. كان رحمه الله لاعب كرة قدم مميز ومتميز بجسمه الرياضي الرشيق . وما زالت ذاكرتي البصرية تتحفظ له بهدف خرافي سجله برجله اليسرى من ضربة ركنية في المرمى الجنوبي وقد نفذها من الجهة الجنوبية الشرقية لتتخطى جميع اللاعبين وتستقر على يسار الحارس عند الدومة ( المرمى كان من شجر الدوم ) ولون الكرة برتقالي . في ملعب فريق النجدة خلف مجمع المريع التجاري وكان الملعب يعرف بعقلة الحدادة . كان لاعبا حريفا ومراوغا رائعا . عمل في عدد من المدارس وأكمل الدراسة التكميلية بالطائف ثم عاد للمنطقة . في عام ١٤٠٩هـ كنت مرشدا طلابيا بمدرسة بيش الثانوية ومعهد إعداد المعلمين وكنت معلما لمادة علم النفس ومادة علم الاجتماع ، في الفصل الدراسي الثاني كان طلاب المعهد ( الصف الثالث وكان آخر دفعة ثم أقفل المعهد وتم نقله لمحافظة الداير ) كنت أخرج مع طلاب المعهد يتدربون في مدرستي أبو هريرة وكانت يومها تقع في مبنى للشيخ إبراهيم الأعجم في الطرف الشامي لحارة العجامة أو الشمالي . ومدرسة الزبير تقع في مبناها الذي كان ملحق به مكتب التعليم . كنت ألتقي بالأستاذ محمد ونتحدث كثيرا وكنت أجد منه الاحترام والتقدير والتشجيع رغم أني أعتبر من طلابه ، فالهدف الذي سجله بالكرة البرتقالية وذكرته كنت يومها أدرس في الصف الرابع الابتدائي عام ١٣٩٣هـ . ودرست ابنه موسى في الثانوية. لكنه كان رائعا ولطيفا ويحب المزح والوناسة والابتسامة . يقول الأستاذ الشيخ محمد بن يحيى حسن مريع شيخ قبيلة الفقهاء في بيش: ” زاملت أبو موسى معلماً في مدرسة مسلية الابتدائية عام ١٣٩٥هـ ، وهنا بدأت معرفتي الحقيقية بأبي موسى رحمه الله مكثنا عدد سنيين في مسلية التحقت بكلية المعلمين ورجعت مسلية مرة أخرى وهو انتقل لمدرسة الزبير بن العوام الابتدائية ببيش .. أبو موسى نعم الزميل الوفي الشهم الكريم فقد شاء القدر أن نلتقي مرة أخرى عندما سمع عني بأنني كلفت بتأسيس وإدارة مدرسة أنس بن مالك الابتدائية في بيش ، قابلني أبو موسى وقال أرغب أنقل عندك قلت له : يا أبا موسى خلينا أصدقاء من بعيد حتى لايحصل بيننا خلاف من قريب وأنت تعتبر أستاذي فكيف أكون عليك مديراً ؟ . لكنه أصر على النقل لأنس بن مالك وافقت على الانتقال لمدرسة أنس رحمه الله بعد معاهدة بيني وبينه لتأسيس مدرسة نموذجية وفعلاً تم الاتفاق فأسميته من حينه شيخ المعلمين وهذا كان في عام ١٤١١هـ ، فكان ساعدي الأيمن بخبرته السابقة مع تكليفه بجدول دراسي كامل وكان أي خلاف يتدخل رحمه الله لحله وهكذا استمر العمل وتميزت أنس بن مالك بأنشطتها ومستوى طلابها وتفهم معلميها . أبو موسى رحمه الله كان كشكولاً أي مادة تسند إليه يؤديها باقتدار فقد كان ضليعاً في اللغة العربية وقواعدها وكذلك في المواد الدينية وكان له تلاوة جميلة فإذا قرأ القرآن الكريم ، يقرأه مجوداً ويحبره تحبيراً بصوته الندي لأنه تعلم القرآن على يد والده رحمه الله وفي الكتاتيب قبل التعليم النظامي في بيش . كان معلماً قديراً في مدرسة أنس بن مالك فقد انسجم مع جميع الزملاء وكانت أنس آخر رحلة له في التعليم وتقاعد مبكراً بعد خدمة ما يقارب الثلاثين عاماً وقد عملت له المدرسة حفلاً كبيراً لائقاً به رحمه الله وكنا نتواصل باستمرار وقد أقعده المرض وكف بصره قبل عام تقريباً من وفاته . وفي شهر رمضان المبارك تواصلت مع ابنه الوحيد موسى وقلت له حدد لنا ليلة نزور فيها الوالد وفعلاً تواصلت مع جميع زملائه وعلى رأسهم الاستاذ عبده موسى عقيلي مدير مدرسة مسلية سابقاً وأول مدرسة التقينا فيها في منتصف التسعينات الهجرية والحقيقة كانت ليلة إستثنائية بتجمع الزملاء ومنهم مساعد ابو طالب رحمه الله ومحمد علي طالبي رحمه الله وعبدالله الاعجم واحمد شعلاني وحسن مريع وعرار مجيردي ولفيف من الجيران والأصدقاء وعذرا لمن سقط سهواً في هذه السطور ، كان لقاءً حميماً جميلاً وكان نور الفرح على محيا أبا موسى كليلة البدر في رمضان وأظن ذلك في منتصف رمضان وقد كلف على نفسه بمأدبة عشاء وكان يردد هذه الليلة أسعد ليلة في حياتي وأنا التقي بكم وقد ودعناه على أمل تكرار الزيارة مرات ..لكنه انتقل إلى رحمة الله قبل تكرار الزيارة. رحمك الله أبا موسى وأسكنك الله الفردوس الأعلى من الجنةً . هذه سيرة مقتضبة عن هذا المعلم الإنسان رحمه الله كتبتها حين سماع خبر وفاته ١٤٤١/٤/٩هـ”.

مشاركة :