رحبت دولة الإمارات بتوقيع اتفاقية «مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية»، مثمنة الجهود الحثيثة التي قامت بها الجمهورية التركية والأمم المتحدة للتوصل إلى هذه الاتفاقية المهمة. وأشارت وزارة الخارجية والتعاون الدولي إلى أن الاتفاقية الموقعة في إسطنبول خطوة إيجابية ستسهم في تعزيز الأمن الغذائي، عبر التخفيف من تداعيات أزمة الحبوب حول العالم. وأكدت الوزارة أهمية استمرار الاتصالات والمشاورات الجادة لحل الأزمة والتوصل إلى تسوية سياسية، بما يعزز السلم والأمن العالمي، مشددة على أهمية تقريب وجهات النظر لتغليب الاستقرار والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي. من جانبه، أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أمس، أن اتفاق تصدير الحبوب بين موسكو وكييف في إسطنبول خطوة إيجابية في الحرب الممتدة، مجدداً التأكيد على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة الأوكرانية. وقال معاليه، في تغريدة بحسابه الرسمي على «تويتر»: «اتفاق تصدير الحبوب والذي وقعته موسكو وكييف في إسطنبول خطوة إيجابية في الحرب الممتدة، ويحسب هذا الإنجاز الإيجابي للدبلوماسية التركية، ويؤكد مجدداً ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة، التصعيد ليس في مصلحة النظام الدولي والحل السلمي العاجل ضروري». وينص الاتفاق، الذي جرى توقيعه، في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا، على إنشاء «ممرات آمنة» للسماح بمرور السفن التجارية في البحر الأسود والتي تتعهّد موسكو وكييف «بعدم مهاجمتها»، وفقاً لمسؤول في الأمم المتحدة. من جانبه، قال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، إن بلاده تواصل استعدادها لاستئناف صادرات الحبوب من موانئها المطلة على البحر الأسود. وكتب كوبراكوف على «فيسبوك»: «نواصل الاستعدادات الفنية لانطلاق صادرات المنتجات الزراعية من موانئنا». وفي هذه الأثناء، أشاد الاتحاد الإفريقي، أمس، بالاتفاق الموقّع بين روسيا وأوكرانيا لاستئناف تصدير الحبوب، باعتباره «تطوّراً مرحّباً به» بالنسبة للقارة التي تواجه خطر المجاعة المتزايد. وقال الاتحاد الإفريقي، في بيان: «يجدّد الاتحاد دعوته إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار، والبدء بمفاوضات سياسية جديدة برعاية الأمم المتحدة، من أجل السلام والاستقرار العالميين». وسيسمح الاتفاق بتصدير ما بين 20 و25 مليون طن من الحبوب العالقة في أوكرانيا. وأدّى الهجوم روسيا على أوكرانيا، الدولتان اللتان توفّران معاً 30 في المئة من صادرات القمح العالمية، إلى ارتفاع حادّ في أسعار الحبوب والزيوت، فضلاً عن الأسمدة. وأعلنت الأمم المتحدة أنها تخشى «إعصار مجاعات» خصوصاً في الدول الإفريقية التي تستورد أكثر من نصف قمحها من أوكرانيا أو روسيا. ورحبت «لجنة الإنقاذ الدولية» بـ«مرحلة أولى نحو التخفيف من حدة الأزمة الغذائية العالمية». وشدد مدير الطوارئ في هذه المنظمة غير الحكومية لشرق أفريقيا شاشوات ساراف، في بيان، على أن «الاتفاق سيساهم في التخفيف إلى حد ما من الجوع الأقصى الذي يواجهه أكثر من 18 مليون شخص في شرق أفريقيا، بينهم ثلاثة ملايين باتوا يعانون من ظروف جوع كارثية». إلى ذلك، أكّد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن روسيا نفت لأنقرة أي تورط لها في ضربات شُنت، أمس، على ميناء أوديسا الأوكراني. وأوضح أكار، غداة توقيع كييف وموسكو في إسطنبول الاتفاق بشأن استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، «قال لنا الروس إنه لا علاقة لهم على الإطلاق بهذا الهجوم، وإنهم يبحثون هذه المسألة عن كثب». وأضاف أكار: «سنواصل تحمل مسؤولياتنا في الاتفاق الذي توصلنا إليه».
مشاركة :