رحّبت الإمارات بتمديد أطراف اتفاقية «مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية» العمل بهذا الاتفاق لأربعة أشهر إضافية، وثمنّت الجهود الحثيثة التي قامت بها الجمهورية التركية والأمم المتحدة. وأشارت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها إلى أنّ هذا التمديد خطوة إيجابية ستسهم في تسهيل نقل الحبوب من أوكرانيا وروسيا عبر البحر الأسود والتخفيف من نقص الغذاء حول العالم. وأوضحت الوزارة أن دولة الإمارات تعرب عن تقديرها لكل من حكومة روسيا الاتحادية وحكومة جمهورية أوكرانيا على استجابتهما لهذه الجهود، معربة عن أملها في أن تسهم هذه المساعي المبذولة في إحلال السلام بين البلدين، مشددة على أهمية تقريب وجهات النظر لتغليب الاستقرار والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي. وكانت الإمارات شددت في البيان الذي أدلت به المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، أمس إلى أهمية تجديد مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب وتوسيع نطاق عملياتها. وقالت السفيرة إن «الحكومات حول العالم، ومؤخراً قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، تواصل التحذير من تبعات الأزمة الأوكرانية على إمدادات الغذاء العالمية، فبالإضافة إلى صادرات الحبوب، تشكل إمدادات الأسمدة أولوية كبيرة لضمان محاصيل زراعية ملائمة لحصاد العام المقبل». وأشادت بالجهود المضنية التي تبذلها المنظمات الإنسانية لتوفير الاحتياجات الأساسية للمدنيين الأوكرانيين، بما في ذلك القوافل الأخيرة إلى جنوب أوكرانيا. ولفتت إلى أنه مع استمرار المساعدات الإنسانية والجهود الرامية إلى تجديد مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، فلابد أن نقر بأن ذلك ليس كافياً، فوحده الحل السلمي والمستدام للأزمة من شأنه أن يضع حداً للمعاناة التي سببتها. ولفتت إلى التصريحات الأخيرة المشجعة حول أفق التوصل إلى اتفاق سلام، داعية مجلس الأمن إلى ممارسة دوره في دعم أي جهود تهدف إلى عقد محادثات، والتركيز على الإجراءات التي من شأنها تقريب وجهات النظر بين الأطراف. وتابعت: «حلت الشهر الماضي ذكرى مرور 60 عاماً على أزمة الصواريخ الكوبية، وحينئذ كانت الدبلوماسية المبتكرة والبراجماتية هي ما أبعدت العالم عن حافة الهاوية»، مضيفة أن البيانات العامة، التي حافظت على الهدوء وضبط النفس رداً على الأنباء من بولندا، والتي أكدت على الحاجة إلى التحقق من الوقائع على الأرض، ساعدت في تفادي مزيد من التصعيد خلال الـ24 ساعة الماضية. وقالت السفيرة لانا زكي نسيبة، بحسب البيان: «بشكل عام علينا أن نشجع إجراءات بناء الثقة، وفتح قنوات للتواصل لإنهاء هذا الصراع، ولضمان أن العصر الحالي ليس عصر الحرب». وأعربت دولة الإمارات، عن تعازيها لبولندا على إثر مقتل اثنين من مدنييها، مشيرة إلى أن الأنباء عن سقوط صواريخ على الأراضي الأوكرانية وزيادة الضربات في أنحاء أوكرانيا، تكشف عن التصعيد الخطير الذي تحدث عنه كثير من أعضاء مجلس الأمن. وأكدت الإمارات الحاجة إلى حل سلمي ومستدام لإنهاء الأزمة في أوكرانيا، محذرة من أن الوضع الإنساني في أوكرانيا أصبح مصدر قلق عميق، فمع بدء الشتاء، تشير التقارير إلى تضرر 40 في المئة من محطات الطاقة هناك، وهو ما يشكل أزمة إنسانية كبيرة مع نقص التدفئة. وتقرر أمس تمديد الاتفاق الذي يهدف إلى تخفيف نقص الغذاء العالمي، من خلال تسهيل صادرات أوكرانيا الزراعية من موانئها الجنوبية على البحر الأسود لمدة 120 يوماً، وهو ما يقل عن تمديد لمدة عام سعت إليه كل من الأمم المتحدة وأوكرانيا، فيما لاقي قرار التمديد ترحيباً دولياً واسعاً. وأكد بيان لوزارة الخارجية الروسية أن اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود جرى تمديد أجله وذلك اعتباراً من 18 نوفمبر من دون أي تعديلات على الاتفاق الحالي، مضيفاً أن موسكو تفترض أن المخاوف الروسية المتعلقة بظروف أسهل لصادراتها ستؤخذ في الاعتبار. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في بيان: «أرحب باتفاق جميع الأطراف على مواصلة مبادرة الحبوب في البحر الأسود لتسهيل الإبحار الآمن لتصدير الحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من أوكرانيا». وأضاف أن الأمم المتحدة «ملتزمة تماماً بتذليل العقبات المتبقية أمام تصدير الأغذية والأسمدة من روسيا الاتحادية» وهو جزء من الاتفاق تعتبره موسكو أمراً بالغ الأهمية. بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو أحد مهندسي هذا الاتفاق إنه يمكن تحويل صادرات الحبوب الروسية إلى طحين (دقيق) في تركيا ومن ثم شحنها إلى أفريقيا للمساعدة في تخفيف نقص الغذاء هناك. وتابع: «سنسهم أيضاً في التوصيل المجاني لهذه الحبوب الروسية، لدينا بالفعل اتفاق كهذا، ونأمل أن يأتي هذا القمح إلى تركيا ويتحول إلى طحين ويُرسل إلى أفريقيا». ورحب كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي بتمديد العمل بالاتفاق حيث كتب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، في تغريدة على «تويتر»: «إنها أخبار جيدة في عالم يحتاج بشدة إلى الحبوب والأسمدة». وجرت مفاوضات مكثفة تحت رعاية الأمم المتحدة في الأسابيع الأخيرة لضمان تمديد هذه الترتيبات بينما ما زال أكثر من عشرة ملايين طن من الحبوب عالقة في الصوامع في أوكرانيا. ولعب انخفاض الشحنات من أوكرانيا في أعقاب الأزمة الروسية في فبراير دوراً في أزمة أسعار الغذاء العالمية هذا العام، وتم شحن 11.1 مليون طن من المنتجات الزراعية منذ يوليو بموجب الاتفاق منها 4.5 مليون طن من الذرة و3.2 مليون طن من القمح. وانخفضت أسعار القمح في مجلس شيكاجو للتجارة بعد ورود نبأ تمديد الاتفاق، وانخفضت العقود الآجلة القياسية 2.75 بالمئة إلى 7.95 دولار للبوشل بينما تراجعت أسعار الذرة 1.3 بالمئة.
مشاركة :