كل الوطن فريق التحرير: أظهرت صورت نشرتها نيويروك تايمز الأمريكية رجلاً مدمى الوجه يحاول النجاة بطفله من غازات مسيلة للدموع أطلقتها الشرطة المجرية على تجمع للاجئين قرب الحدود، ينوي عبور هنغاريا نحو غرب أوروبا. جرت الصورة سيلا من مئات التعليقات، بعضها كان متعاطفا للغاية مع أزمة اللاجئين، وبعضها لم يخجل من إبداء نزعة عنصرية تجاههم، باعتبارهم همجاً، وقد وصل الأمر بأحدهم إلى اقتراح استخدام الرصاص الحي بدل القنابل المسيلة للدموع. التعليقات التي ترجمتها زمان الوصل ، جاء أبرزها على لسان شخصية تسمي نفسها: كريستينا ماريا حيث قالت: مؤلم، إنه بالفعل مؤلم ومخجل. وقالت سارة موهلير: بعض التعليقات تصيب بالصدمة، فالجشع والعنصرية غطيا على العطف الإنساني فيما يبدو، إنه لمقرف أن يكون مبدؤنا: بما أنه لايحدث لي فهو لايستحق اهتمامي. وغيرت تيري ليون مجرى التعليقات، عندما قالت: كل الناس يركزون على الشرق الأوسط وبلدان أخرى تفصلهم عنها البحار، نفس التعليقات الفارغة كل مرة، لمرة واحدة كن واقعيا وانظر جنوب حدودك الأمريكية. وعددت ليون مجموعة من الانتهاكات والمخاطر التي يتعرض لها الأطفال في قارة أمريكا، لاسيما الأطفال، مطالبة الجميع بأن ينظروا قريبا منهم. وعلق سيمودي كريستوف مهاجما نيويورك تايمز: عار عليك نيويورك تايمز، لقد أغفلت ذكر الشغب الموجود على الحدود، وهذه الصورة هي نتيجة (وليست سببا) له. وربط رو ديفيز لقطة الأب وطفله بالمزاج المتطرف الذي يجتاح الوسط السياسي في بعض البلدان، لاسيما أمريكا، قائلا: دونالد ترامب (مرشح للرئاسة الأمريكية معاد للاجئين) وأنصاره النازيون يحبون هذه الصورة. فيما كتب آرون باديلو: ما نزال في انتظار البلاد العربية لتأخذ هؤلاء إليها. وعلق كيني ليجيت: هنغاريا تحمي سيادتها الوطنية من الغزاة، في إشارة واضحة إلى اعتقاده مع فئة من الأوربيين بأن اللاجئين مجرد غزاة. واختار تيفول غارسيا تعليقا غاية في الاستفزاز، عندما قال: ماء وغاز مسيل للدموع؟، بنادق من عيار 7.62 أكثر فعالية وأرخص، وشاركه في هذه الاتجاه بيتي هالي داعيا لإطلاق النار على اللاجئين جميعا. وتعد هنغاريا أحد أهم ممرات اللاجئين نحو غرب أوروبا، ورغم أن السلطات المجرية تعرف أن بلادها مجرد ممر لا مقر، وأن اللاجئين يأنفون من البقاء في هنغاريا، لانحدار مستواها، فإن تلك السطات تصر على التعامل بعنجهية مع اللاجئين وتمنع عبورهم من حدودها، وتؤذيهم بمختلف الوسائل النفسية والجسدية حتى يبصموا لديها. ويعد السوريون من بين أبرز مجموعات اللاجئين التي عبرت خلال هنغاريا، وكان لمعظمهم تجارب وذكريات غير طيبة أثناء ذلك العبور، نحو بلدان غرب وشمال أوروبا
مشاركة :