لم تعد الفنانة صفاء جلال تهتم بمساحة ما تقدمه من أدوار في أعمالها الأخيرة، بل تهتم بقيمة العمل وفريقه وتأثير دورها في الأحداث، وقد قبلت أن تشارك في مسلسل يا أنا يا أنتي في رمضان الفائت مع سمية الخشاب وفيفي عبده كضيفة شرف، كما أطلت بدور صحفية خلال مسلسل بعد البداية مع طارق لطفي، الذي تكررت أعمالهما معاً، وهي سعيدة بنجاحه الكبير وترفض في الفترة الأخيرة أن تقدم في الفن ما يهز صورتها أمام جمهورها وابنتيها سلمى وكرمة، وتدقق في اختياراتها وإن تراجع حضورها، وتقول إنها لا تعمل من خلال شلة فنية لكنها طموحة وتراهن على موهبتها في تقديم الأدوار الصعبة لتستعيد حضورها ومكانتها، وعن أعمالها الجديدة ورصيدها وحياتها الخاصة تتحدث في هذا اللقاء معها. } هل أصبح هناك ما يحكم اختياراتك في الفترة الأخيرة؟ - بالتأكيد، فقد أصبحت أهتم بقيمة العمل ككل ورسالته وفريقه وشركة الإنتاج وتأثير دوري في الأحداث، ولم أعد أحسبها بمساحة الدور أو عدد مشاهده، لأن هناك أدواراً صغيرة يصنع منها الممثل الشاطر أدوار بطولة قوية ومؤثرة. } وماذا دفعك للمشاركة في مسلسل يا أنا يا أنتي في دور محدود؟ - بصراحة مشاركتي كانت مجاملة للمنتجة مها سليم، وقد أحببت روح العمل الخفيفة وتوقعت نجاحه مع الناس كذلك سمية الخشاب صديقتي ولي معها تجارب ناجحة. } وكيف وجدت مشاركتك في مسلسل بعد البداية مع طارق لطفي؟ - سعيدة جداً بالعمل ودوري خلاله، حيث قدمت دور صحفية بلا طموح لكنها تتغير في مرحلة ما، وقد تحمست لفريق العمل وشركة الإنتاج التي وفرت كل الإمكانات لتقديم عمل محترم نجح مع الجمهور والنقاد، لأن الجميع تعب وبذل جهداً كبيراً فيه. } وهل توقعت نجاح المسلسل بهذا الشكل؟ - كنت أعرف أنه عمل محترم ومكتوب بشكل رائع لكاتب متميز له سوابق نجاح هو عمرو سمير عاطف، ويضم مجموعة مميزة من النجوم والمواهب الحقيقية بداية من طارق لطفي الذي شاركته أكثر من عمل سابق، وهو موهبة كبيرة وفنان محترم، وقد سعدت جداً بنجاح العمل لأجله، لأنه يستحق مكانة أفضل منذ مدة، لكن النجاح ومنذ الحلقة الأولى للعرض في رمضان فاق كل التوقعات. } ألم تقلقي لأن المسلسل هو التجربة الأولى لمخرجه أحمد خالد؟ - على العكس لأن كل مخرج جديد يبذل أقصى ما عنده في أول عمل له، وأحمد خالد من البداية مخرج واعد له فكره، وقد أدار فريق العمل بحرفية عالية، وأخذ من كل ممثل أفضل ما عنده من أداء، وحافظ على إيقاع العمل حتى النهاية. } وما سر ضعف حضورك الفني في الفترة الأخيرة عن فترات أخرى سابقة؟ - بالفعل حضوري أقل، لكنني أختار العمل المتميز، وقد شاركت في الفترة الأخيرة في أعمال مهمة مثل صاحب السعادة مع الزعيم عادل إمام والقاصرات مع صلاح السعدني وداليا البحيري، كما قدمت مع أمير كرارة مسلسل أنا عشقت بعد أن شاركته تحت الأرض، وتجربة لحظات حرجة مع شريف عرفة، وهكذا تجدها أعمالاً ناجحة ومميزة لكني أعاني لأني ببساطة لا أعمل من خلال شلة فنية ولي حساباتي الخاصة في الفترة الأخيرة. } هل يعني ذلك أنك ترفضين أعمالاً وأدواراً لم تكوني ترفضينها من قبل؟ - ليس في رصيدي ما أخجل منه، لكني في الفترة الأخيرة أصبحت أضع بيتي وحياتي الخاصة في المقام الأول قبل العمل والفن ولا أقبل عملاً أخجل منه أمام بناتي وزوجي، وتستطيع أن تقول إنني أرفض أي دور فيه عري أو خروج على القيم بأمر بناتي، فقد عاهدت نفسي منذ مدة على التعامل مع الفن كونه رسالة، ولا بد لأي دور أن تكون له قيمة وأختار أفضل ما يعرض عليّ دائماً، مما يليق ويناسبني. } هل أنت راضية عن حضورك السينمائي؟ - بكل تأكيد حضوري السينمائي ضعيف ولا يقارن بحضوري التلفزيوني، حيث قدمت للتلفزيون عدة تجارب مهمة وقوية مع أسماء كبيرة من نجوم ونجمات ومخرجين أفادوني كثيراً منذ بداياتي الفنية، لكني لم أقدم بصمات على نفس الدرجة في السينما. } وماذا عن آخر أعمالك في السينما؟ - لدي فيلم مهم تأخر عرضه كثيراً هو الخروج من القاهرة مع محمد رمضان وميريهان، قدمت خلاله دور شقيقة البطلة المسيحية التي ترفض علاقة حبها بشاب مسلم كون العلاقة مرفوضة من المجتمع، وتتسبب في مشاكل صعبة، وهو فيلم مهم عن علاقة المسلمين والمسيحيين في مصر، وقد عرض في مهرجانات عديدة وحصل على أكثر من جائزة مهمة، لكنه لم يأخذ حظه في مصر، وهناك فيلم آخر بعنوان آخر ورقة مع كريم قاسم وسوسن بدر وبثينة رشوان لعبت خلاله دور أم البطل، وهي الوحيدة التي له ذكريات جميلة معها ويتعرض لضغوط كثيرة تجعله يلجأ دائماً لذكرياته معها والشخصية لا تظهر إلا في الفلاش باك وهو دور صغير لكنه مهم ومؤثر، والفيلم تجربة مختلفة وجديدة في وقت تسيطر فيه سينما الهلس والبلطجة والعشوائيات على الساحة، وكما أشرت لا أحب تقديم تلك النوعية الآن. } ألا يحزنك تراجعك عن كثيرات من بنات جيلك؟ - على العكس أنا أحب النجاح للجميع وأشارك زميلاتي نجاحاتهن وأفرح لهن وليس بداخلي حقد على أحد، وأؤمن بأن الله قسم الرزق بالعدل وأنا حرصت على أن تكون الأولوية لتكوين أسرة سعيدة ولدي إيمان بأن كل إنسان يأخذ حظه في التوقيت المناسب والمكتوب له، وربنا لا يظلم أحداً وأنا سعيدة ببيتي وزوجي وابنتي سلمى وكرمة، وهما أجمل ما في حياتي وأقضي معهما أجمل أوقاتي.
مشاركة :