ألمانيا تتمسك بكبح الديون رغم تخفيف الأعباء عن المستهلكين

  • 7/25/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعتزم وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، التمسك بمبدأ كبح الديون في الميزانية، رغم تخفيف العبء المخطط له عن عاتق المستهلكين للعام القادم. وقال ليندنر، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الحزب الديمقراطي الحر الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، وفق وكالة الأنباء الألمانية: «سيتعين علينا التدبير والاقتصاد داخل الإطار المنصوص عليه في الدستور». وتابع الوزير الألماني: «البعض يتكهنون بأنه سيكون هناك استثناء من كبح الديون مجدداً. يكمن خلف ذلك سوء فهم بأنه سيمكن عند حدوث ذلك، تمويل مشروعات ورغبات سياسية عامة. لكن ذلك مستبعد من الناحية القانونية». يذكر أن وزير العمل الألماني هوبرتوس هايل ربط العودة المخطط لها لكبح الديون اعتباراً من 2023 بحالة الوضع الاقتصادي.يشار إلى أن كبح الديون المنصوص عليه في القانون الأساسي بألمانيا منذ عام 2011 يهدف إلى أن تكتفي الحكومة والولايات بميزانياتها دون الحصول على دخل من قروض. يذكر أن المستشار الألماني أولاف شولتس تعهد يوم الجمعة الماضي بمزيد من أوجه تخفيف العبء عن المواطنين في ظل التزايد الكبير لأسعار الطاقة. في الأثناء، أظهرت دراسة حديثة تزايد المخاوف من المستقبل لدى الألمان بعد مواجهة أزمات متنوعة، بدءاً من أزمة اللجوء ومروراً بأزمة تغير المناخ ووباء كورونا، وصولاً إلى الهجوم الروسي ضد أوكرانيا، وما تبعه من تضخم وارتفاع أسعار الطاقة. وأجرى هذه الدراسة معهد «أوباشوفسكي» لأبحاث المستقبل، حيث أجرى استطلاعاً شمل ألف شخص في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019 أي قبل وباء كورونا، واستطلاعاً آخر شمل ألف شخص أيضاً في شهر مارس (آذار) من هذا العام، أي بعد وقت قصير من الهجوم الروسي ضد أوكرانيا. وخلص المعهد من ذلك إلى فقد الثقة في الاستقرار وأمن الاقتصاد والمجتمع بين المواطنين بشكل ملحوظ؛ حيث زادت نسبة الأشخاص الذين يتخوفون من زيادة الفجوة بين الفقراء والأغنياء من 60 في المائة في 2019 إلى 87 في المائة في هذا العام. وفي عام 2019، كان يتخوف 46 في المائة فقط من عدم القدرة على العثور على مسكن بسعر معقول، أما هذا العام فزادت النسبة إلى 83 في المائة. ويتوقع 79 في المائة من الأشخاص الذين شاركوا في استطلاع هذا العام تزايد الأجواء العدوانية بالمجتمع التي تؤدي إلى مزيد من واقعات السب والكراهية والاستعداد لاستخدام العنف، فيما كان يتوقع ذلك 51 في المائة فقط في عام 2019. وقال الباحث الألماني هورست أوباشوفسكي، صاحب معهد «أوباشوفسكي» لأبحاث المستقبل، وفق وكالة الأنباء الألمانية: «المخاوف من المستقبل تنتشر؛ لأن الأوساط السياسية تفتقر حتى الآن لإرسال إشارات مهدئة تشيع الثقة والتفاؤل... بل تهيمن التقارير المحذرة، التي قلما تبعث على أي أمل في المستقبل»، وأوضح أنه لهذا السبب يعد القلق من المستقبل شعور الساعة، وأضاف: «يتشارك كل فئات المواطنين في أمنية واحدة، وهي أنهم لا يريدون الخوف من المستقبل».

مشاركة :