ـ وطن القيادة والريادة يهدي العالم درسا في الدبلوماسية الهادئة المتكئة على إرث من الحكمة والقوة والنبل معاً.. ـ يحق لنا أن نفخر بقادتنا وهم يتقدمون الركب لأجل عالم آمن.. مستقر ومتصالح تشكلت ملامحه من هنا. ـ القادة الكبار يصنعون التاريخ.. ولا يصنعهم. ـ أو كما قال المؤرخ والناقد الأسكتلندي توماس كارليل: «تاريخ العالم ما هو إلا سيرة الرجال العظماء». ـ وقيادتنا تفعل ذلك. ...... ـ حقيقة.. لم يكن أهل الخير في أي عصر من عصور التاريخ أكثر عدداً من أهل الشر أو حتى يساوونهم.. ولكن عصور النماء هي تلك التي قاد أهل الخير دفتها. ـ وهذا ما يحدث في عصرنا هذا.. ومن قيادتنا الحالية. ـ ففترات القوة والمنعة في التاريخ الإسلامي لم تكن مجرد شعارات وعنتريات وادعاءات جوفاء بل هي تزاوج بين الإخلاص في الإرادة، والصواب في التفكير والعمل. ـ وهذا مدخل للحديث عن قمة جدة التاريخية التي كشفت النقاب عن وجه جديد لم يألفه العالم من قبل في الشفافية والوضوح والنيات السليمة الصادقة لتأسيس عالم وفقا لرؤية تضع في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لكل سكان الأرض. ـ وتركز على الاحترام المتبادل بين دولها لمجابهةِ التحديات الأمنية والسياسية.. والتعاون لأجل تحقيق تنمية اقتصادية متوازنة. ـ ولعل حدث جدة الكبير قد كشف عن أسراره ودلالاته الاستراتيجية. ـ فمثلما كان لاختيار جدة أبعاده المتعلقة برمزية الحدث، كان للتواجد العربي والخليجي على هذا المستوى الفاخر في هذه القمة التاريخية معناه ومغزاه الذي يعزز الريادة والقيادة السعودية. ...... ـ ولعل الصحيح.. أو الأصح: ـ أن العالم في مستواه الأعلى أدرك أنه يتعامل مع قيادة سعودية مختلفة.. ــ وأن هناك مياها جرت تحت قناة العلاقات الاستراتيجية بين المملكة والعالم من حولها.. ـ وأن الآليات السابقة لم تعد قائمة، بل انطوت صفحتها ربما للأبد.. بفعل المتغيرات الاستراتيجية التي طرأت على مجمل السياسات السعودية. ـ كما أن الحاجة باتت ملحة لإعادة تعريف أسس هذه الشراكات وفق معطيات جديدة تتناسب مع هذا الواقع الجديد. ـ وفي المجمل جاء البيان الختامي للقمة تلخيصا لتلك الرؤية السعودية الشاملة.. ـ فقد شدد على تنفيذ الرؤية المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار على الأرض.. وليس الورق. ـ وما يتطلبه ذلك من اتخاذ تدابير حقيقية في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها.. ـ وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها. ....... والأهم من كل ذلك: الالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية. ـ وفي الجانب الآخر من القمة الخاص بالبيئة فقد بذل ولي العهد وعدا قاطعا بأن تستمر المملكة في تبني نهج متوازن للوصول للحياد الصفري لانبعاثات الكربون. ـ وهذا وعد من يملك.. لعالم ينتظر كل الخير.. من بلد يتولاه مثل هؤلاء القادة. .. وكل قمة وبلادنا بخير.< Previous PageNext Page >
مشاركة :