الأستاذ إبراهيم بن أحمد بن علي طميشان يرحمه الله . عرفته تقريبا عندما أصبحت معلما ، مرشدا طلابيا في مدرسة المطعن الابتدائية والمتوسطة وكذلك مدرسة مسلية الابتدائية والمتوسطة . كنت في ليلة من أواخر ليالي شهر ذي الحجة من عام ١٤٠٥هـ خارج البيت ووصلت قبل صلاة العشاء .. قالت لي ولدتي الله يرحمها : فيه واحد اتصل ويقول لك روح تراهم يسلمون الرواتب في مدرسة الزبير !! استغربت ، في الليل يسلمون الرواتب ؟! صليت العشاء ثم ذهبت لمدرسة الزبير فوجدت أمة من المعلمين !! وصلت لرجل سهل المحيا أنيق في كلامه متواضع في سلوكه .. قلت : أبغى الراتب ، قال : سجل اسمك ، أخذت الورقة وفيها أسماء كثيرة ، قال : معلم وطني أنت – وكنت لابسا بنطلون أسود وجزمة بيضاء وقميص أزرق وشعري كثيف وزينه الهواء ذيك الليلة – قلت : نعم وطني . فابتسم وقال : أحسبك معلم متعاقد . بعد كم دقيقة نادى باسمي وجئت ووقعت وأعطاني راتبي وقمت ماشي ، قال : انتظر ، باقي لك فروقات .. وأعطاني ولما مشيت سألت بعض الأساتذة من هذا الذي يسلم الرواتب ؟ قال : الأستاذ إبراهيم طميشان !! يا له من رجل طيب ووقور ومؤدب وعلى أخلاق عالية .. هو معلم قدير ، بدأ حياته كما تقول ابنته رندا طميشان الفنانة التشكيلية : ” أول ما تعين في مدرسه رخية بجبال الريث ، ألا وهي مدرسة الريث الابتدائية حاليا . ثم انتقل إلى مدرسة رأس آل مشحن ، المعروفة بمدرسة آل مشحنة . وكان مديرا للمدرستين ( الريث وآل مشحنة ). ورخية وآل مشحنة المسافة بينهما قريبة إلا أنه في تلك السنوات كان الطريق وعرا جدا والسيارات قليلة جدا قد لا تجد أكثر من سيارتين من نوع تويوتا ( جيب وشاص ) المعروفة عندنا بهذا الاسم . ثم انتقل لمدرسة الزبير بن العوام الابتدائية . ثم انتدب محاسبا في إدارة التعليم لقطاع بيش .. ثم عاد معلما في مدرسة الزبير بن العوام الابتدائية ببيش وبقي بها حتى أحيل إلى التقاعد منذ عدة سنوات . وبعد تقاعده بقي يرعى شؤون أسرته وأهله حتى انتقل قبل عدة سنوات إلى رحمة الله “. أول زيارة لي لمدرسة آل مشحنة والريث كانت عام ١٤١٣هـ ، وكان الطريق وعرا ومتعبا للغاية سواء عن طريق الجفن ومقزع أو عن طريق وادي ثور ( ملاطس) . ووصل الاسفلت عام ١٤١٥هـ أو ١٤١٦هـ .. مش متذكر تماما . هذا هو الأستاذ إبراهيم بن أحمد بن علي طميشان ، الذي بذل جهدا كبيرا في التعليم عندما كان بجبال الريث .. ولا يختلف اثنان على حسن سلوكه ودماثة أخلاقه وصبره . رحمه الله رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى من الجنة نزله .
مشاركة :