إنجازات محمد بن سلمان ليس لها حدود، وهو لا يبدأ من حيث بدأ غيره، ولا من حيث انتهى الآخرون، وإنما غيره من يقتفي أثر هذه الأعمال السعودية غير المسبوقة، يحاكونها ويقلدونها، ويتعلمون منها، ولا يجدون ضيراً أو حرجاً حين يكون ولي العهد بأفكاره ملهماً لهم ومعلماً، وصاحب ابتكارات، وريادات خلاقة. * * تتذكرون أن سموه كان فاجأ العالم في يناير عام 2021 بإطلاق مشروع مدينة (ذا لاين) في نيوم، وحينها وصف المشروع على أنه نموذج لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية في المستقبل، حيث صناعة التوازن للعيش مع الطبيعة، وأن هذا المشروع العملاق، غير العادي سيضم مجتمعات إدراكية، مترابطة، ومعززة بالذكاء الاصطناعي، على امتداد 170كم، ضمن بيئة بلا ضوضاء، أو تلوث، وخالية من المركبات، والازدحام. * * تتذكرون أيضاً، أن ولي العهد أعلن قبل سنة ونصف - تزيد أو تنقص قليلاً - أن مولد هذه المدينة، جاء استجابة مباشرة لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، وأن هذه المدينة - الحلم - سوف توفر 380 ألف فرصة عمل، وتساهم بإضافة 180 مليار ريال إلى الناتج المحلي، بحلول عام 2030م، ويومها قال الأمير الملهم: على مدى العصور بنيت المدن من أجل حماية الإنسان بمساحات ضيقة وبعد الثورة الصناعية بنيت المدن لتضع الآلة والسيارة والمصنع قبل الإنسان. * * ولا يتوقف الأمير الشاب عند هذا الكلام، وإنما يزيد عليه بالقول: إن المدن التي تدعي أنها الأفضل على مستوى العالم، هي ذاتها المدن التي يقضي الإنسان فيها حياته من أجل التنقل، وسوف يهجرها مليار إنسان بسبب انبعاثات الكربون، وارتفاع منسوب مياه البحر، متسائلاً سموه: لماذا نقبل أن نضحي بالطبيعة في سبيل التنمية؟، ولماذا يتوفى 7 ملايين إنسان سنويا بسبب التلوث؟ ولماذا نفقد مليون إنسان سنوياً بسبب الحوادث المرورية؟ * * ومن رحم هذه الأسئلة ولدت فكرة المدينة الحلم (ذا لاين) في عقل وذهن صانع مدينة الحلم، انطلاقاً من قوله: نحن بحاجة إلى تجديد مفهوم المدن، إلى مدن مستقبلية، معلناً تقديم (ذا لاين) مدينة مليونية، تحافظ على 95% من الطبيعة في أراضي نيوم، مع صفر سيارات، صفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية، وخلص إلى القول بأن مدينة (ذا لاين) ستعيد تعريف مفهوم التنمية الحضرية، يكون الإنسان محورها الرئيسي، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 150 عاماً. * * ويومها قال محمد بن سلمان: سنعزز جودة الحياة، ونضمن الوصول إلى كافة مرافق الخدمات، في غضون خمس دقائق سيراً على الأقدام، بما في ذلك المراكز الطبية، والمدارس، والحدائق، والترفيه وغيرها، وسنجعل المواصلات فائقة السرعة، التنقل أسهل، أما مجتمعات (ذا لاين) فسوف تدار بالاعتماد الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بمعنى أن (ذا لاين) سوف تمنح للحياة على الأرض معنى جديداً، وستعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة بنسبة 100%. * * هكذا بشرنا ولي العهد قبل عام ونصف بهذا المشروع - الحلم - وربما اعتقد بعضهم أن هذا مشروع خيالي، وغير قابل للتنفيذ، وأنه سيبقى حلماً وأملاً ومشروعاً صعب التحقيق، فإذا بمحمد بن سلمان يعلن مساء أمس عن تصاميم مدينة (ذا لاين) التي تتمحور حول الإنسان، مع تفاصيل جديدة أضافها سموه على ما سبق الإعلان عنه في يناير من العام الماضي،
مشاركة :