زراعة 15 مليون شجرة قرم في ساحل أبوظبي

  • 7/27/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ تأسيسها أوْلت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامها لوضع وتطوير مبادرات وخطط استراتيجية لحماية البيئة حتى عام 2050 وما بعده، مستلهمة رؤيتها من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كانت له نظرة ثاقبة في استشراف المستقبل، كما كان أحد أهم رواد حماية البيئة في العالم وعرف باسم «رجل البيئة الأول»، حيث اشتهر بحبه ورعايته للتنوع البيولوجي بكافة صوره، وقد سارت هيئة البيئة – أبوظبي على نهجه، وسعت لإكمال مسيرته في مجال الحفاظ على البيئة في إمارة أبوظبي. وخلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في غلاسكو (كوب 26)، أعلنت وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة عن خطة وطنية لزراعة 100 مليون من أشجار القرم بحلول عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، في فبراير من هذا العام، وضعت أبوظبي خططًا طموحة لترسيخ الإمارة كمركز عالمي للبحث والابتكار في دعم الحفظ من خلال مبادرة أبوظبي لأشجار القرم. وكان قد تم الإعلان عن هذه المبادرة خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير وليام، دوق كامبريدج إلى الإمارات العربية المتحدة. كما تعتبر هذه المبادرة امتداداً لمشروع الكربون الأزرق، مع التركيز على أهمية أشجار القرم ودورها في مكافحة التغير المناخي من خلال عزل الكربون. وتم الإعلان عن المشروع الرئيسي عندما التقى صاحب السمو الملكي الأمير وليام مع سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيس المكتب التنفيذي لإمارة أبوظبي، في حديقة القرم في الجبيل. مواجهة تغير المناخ وتلعب الهيئة أدواراً متعددة في دعم الجهود التي تبذلها الدولة لتحقيق أهداف دولة الإمارات وطموح إمارة أبوظبي وإبراز دورها الريادي في مواجهة تغير المناخ، كما تهدف إلى تحسين عملية جمع البيانات من خلال استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتقنيات المكانية، وتوفير بيانات عن انبعاثات غازات الدفيئة، وثاني أكسيد الكربون على وجه الخصوص. كما تسعى الهيئة إلى تسليط الضوء على تدابير التخفيف التي من شأنها تقليل التأثير البيئي للقطاعات المختلفة، بما في ذلك الصحة والمياه والبنية التحتية، بالإضافة إلى تطوير طرق للحد من التأثير على الأنواع والأنظمة البيئية. بالإضافة إلى الفوائد المتعلقة بالمناخ، تعتبر النظم البيئية للكربون الأزرق ذات قيمة للمجتمعات الساحلية مثل أبوظبي. فهي تحمي الشواطئ، وتحسن جودة المياه، وتوفر مناطق حضانة لمجموعة واسعة من الأنواع البحرية والمائية. كما أنها تدعم السياحة الساحلية المسؤولة، فضلاً عن قيمتها الثقافية والاجتماعية الهامة. «غابة الاتحاد لأشجار القرم» تمتلك أبوظبي أقدم المبادرات المعروفة عالمياً لاستعادة وتأهيل أشجار القرم، حيث يبلغ عمر بعض الأشجار الموجودة في الإمارة ما يقرب من 100 عام. في عام 2015، احتلت أشجار القرم حوالي14117 هكتاراً منتشرةً في مواقع متفرقة بجميع أنحاء الإمارة، وخلال السنوات العشر الماضية، تمت زراعة ما لا يقل عن 15 مليون شجرة من أشجار القرم الصغيرة على طول ساحل أبوظبي. وخلال شهر فبراير من عام 2022، أطلقت شركة الاتحاد للطيران بالتعاون مع هيئة البيئة - أبوظبي برنامج «غابة الاتحاد لأشجار القرم» لتقدم لضيوفها والشركات المتعاملة معها وشركائها فرصة تبني أشجار القرم بهدف خفض بصمتهم الكربونية. وتماشياً مع مبادرة القرم- أبوظبي، جاء برنامج «غابة الاتحاد لأشجار القرم» ثمرة التعاون بين الاتحاد وهيئة البيئة-أبوظبي و«جزيرة الجبيل» ومجموعة «ذا ستوري غروب» وغيرها لدعم مشاريع حماية أشجار القرم في الدولة وتطوير مصارف الكربون والموارد الطبيعية لامتصاص الكربون من الغلاف الجوي بناء على شعار الشركة «من أبوظبي إلى العالم». كما وأعلنت هيئة البيئة - أبوظبي وإنجي المتخصصة في توفير خدمات الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية بالشراكة مع شركة دستنز ايمجري المتخصصة في حلول هندسة الطائرات بدون طيار والخبراء في مجال استعادة الكربون الأزرق عن إنجاز مشروع المسؤولية البيئية والاجتماعية «الكربون الأزرق» بنجاح والذي يهدف إلى الحفاظ على أشجار القرم في الإمارة. وتضمنت هذه نثر أكثر من 35 ألف بذرة من بذور القرم في منطقة المرفأ باستخدام تقنية الطائرات بدون طيار المبتكرة للزراعة. حيث تجاوزت نسبة النجاح أكثر من 35%. وتستمر هيئة البيئة - أبوظبي في تولي زمام المبادرة في إعادة تأهيل أشجار القرم في إمارة أبوظبي، وتتضمن خطتها المستقبلية تطوير برامج فعالة من حيث التكلفة، واستخدام أحدث التقنيات المبتكرة لإعادة تأهيل غابات أشجار القرم، واستعادة مناطق القرم المفقودة والمتدهورة من خلال اتباع أفضل الممارسات الدولية، وإشراك أصحاب المصلحة والأطراف المعنية، والمؤسسات الحكومية والخاصة في مبادرات الحفاظ على القرم واستعادته. موائل ساحلية وكانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي أدركت أهمية الموائل الساحلية، واستعادة غابات أشجار القرم، وقد بذلت جهود كبيرة للمحافظة عليها منذ سبعينيات القرن الماضي. كما وتم تنفيذ مشروع أبوظبي الإرشادي للكربون الأزرق، بقيادة هيئة البيئة - أبوظبي. وكانت أبوظبي المكان المثالي لمثل هذا المشروع نظراً لمفاهيمها المبتكرة والتزامها بالتنمية المسؤولة بيئياً. وخلُص المشروع بشكل عام، إلى أن النظم البيئية للكربون الأزرق في أبوظبي سوق تقوم بتخزين أكثر من 41 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون داخل التربة والكتلة الحيوية. أي أكثر من الانبعاثات السنوية في الإمارة من قطاعي النفط والغاز (26.4 مليون طن) أو من قطاعي المياه والكهرباء (30.9 مليون طن) في ذلك الوقت. أدى نجاح المشروع إلى إطلاق المرحلة الثانية، المعروفة باسم مشروع الكربون الأزرق الوطني في عام 2015، والتي وسَّعت من فهم وتقييم جوانب خدمات النظم البيئية الساحلية للكربون الأزرق في مختلف إمارات الدولة.

مشاركة :