غياب الحلول الهجومية والأخطاء الفنية وراء خسارة النهائي الآسيوي

  • 7/27/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عيسى عباس: خسارة وحيدة كلفت منتخبنا الوطني للشباب لكرة اليد تأجيل حلمه بمعانقة لقب كأس آسيا للشباب مرة أخرى، وجعلت الأحمر الشاب يكتفي بمركز الوصافة والميداليات الفضية في النسخة السابعة عشرة من البطولة القارية التي اختتمت منافستها يوم الأحد الماضي، وتأهل من خلالها منتخبنا الوطني إلى جانب المنتخب الياباني البطل ومنتخبي الكويت والسعودية لبطولة كأس العالم القادمة للشباب 2023 في ألمانيا واليونان. هذه الخسارة في المباراة النهائية للبطولة أمام المنتخب الياباني القوي والمنظم، لن تشكل نقطة سلبية في مشوار هذا الجيل من اللاعبين الشبان الصاعدين في اللعبة، بل على العكس، ستكون هذه الخسارة بمثابة نقطة انطلاق لهؤلاء اللاعبين لتحقيق حلمهم وحلم الجماهير البحرينية في التتويج بالألقاب القارية وعدم الاكتفاء بمركز الوصافة، لكن لابد لنا من الوقوف على أسباب خسارة المباراة النهائية ومشوار المنتخب في هذه البطولة بالجزء الأول من القراءة التحليلية لمنتخبنا الوطني للشباب. الأرقام الإحصائية تكشف أسباب الخسارة لم يقدم المنتخب في المباراة النهائية العرض والمستوى الفني المنتظر منه بالدرجة الأولى، حيث غابت الحلول بصورة كبيرة، وخصوصا في الشق الهجومي، إذ كان الاعتماد على الاختراقات فقط، دون أن يتمكن المنتخب من تسجيل أي هدف من التصويب من خارج منطقة التسعة أمتار، في حين غاب لاعبو الأجنحة عن التسجيل، فمن 5 محاولات لم تتمكن أجنحتنا من تسجيل سوى هدف وحيد، لينحصر لعب منتخبنا على منقطة الوسط التي كانت نقطة قوة الدفاع الياباني، دون أن توجد حلول حقيقية لاختراق هذا الدفاع وتفكيكه، حيث بلغت نسبة تسجيل المنتخب 55.6%، وهي نسبة تؤكد معاناة المنتخب هجوميًا. وعلى مدار شوطي المباراة لم ينجح المنتخب في تحقيق التعادل إلا مع الدقيقة الخامسة من الشوط الثاني، فيما كان التعادل الأخير 18/‏‏18 في الدقيقة 19، مع النظر إلى أن المنتخب لم يتمكن أبدًا من التقدم في النتيجة ولا حتى لمرة واحدة، الأمر الذي ساهم بصورة أو بأخرى في خسارة المنتخب للمباراة. وبلغة الأرقام فقد قام المنتخب بتصويب 36 كرة طيلة المباراة منها 34 تصويبة بين الخشبات الثلاث -وهو عدد قليل-، في حين صوب المنتخب الياباني 60 كرة، وهو ما يوضح الفارق في الجانب الهجومي، في حين غاب سلاح الهجوم السريع (فاست بريك) عن المنتخب، حيث اكتفى بتسجيل هدف وحيد من أصل محاولتين في الفاست بريك. وتظهر الأرقام الرسمية للمباراة النهائية، أن الثنائي محمد حميد وعبدالله عبدالكريم تحملا العبء الأكبر في التصويب وتكفلا بتسجيل 12 هدفًا من أصل 16 تصويبة (أكثر من نصف أهداف المنتخب في المباراة)، فيما تناوب خمسة لاعبين على تسجيل الأهداف الثمانية الأخرى للمنتخب. وتصدى الحارس هشام الأستاذ إلى 14 تصويبة من أصل 38 تصويبة موجهة على المرمى، في الوقت الذي تصدى فيه حراس اليابان الثلاثة مجتمعين إلى 14 تصويبة. ومن الأسباب التي ساعدت على خسارة المنتخب للنهائي، كثرة الأخطاء الفردية خصوصًا في إنهاء الهجمات، إلى جانب الأخطاء الفنية الدفاعية، ولولا تألق الحارس هشام الأستاذ لكان الفارق أكبر مما انتهت عليه المباراة، حيث وقع اللاعبون في 8 أخطاء فنية في الجانب الهجومي طيلة المباراة، مقابل خطأ فني وحيد لليابان، وهو ما يوضح تأثر اللاعبين بالضغوطات الكبيرة التي تكون حاضرة دائمًا في المباريات النهائية، علمًا بأن هذا النهائي هو الأول لهذا المنتخب. أما على صعيد العقوبات التصاعدية، فقد كان للخروج المبكر لقائد المنتخب جاسم خميس البطاقة الحمراء المباشر تأثير كبير على أداء المنتخب خصوصًا في الجانب الهجومي، كونه يشكل مفتاحًا رئيسيًا، في حين خرج لاعب وحيد من منتخبنا بعقوبة الإيقاف لمدة دقيقتين كما هو الحال بالنسبة لليابانيين. مشوار المنتخب لم يكن الأصعب المشوار العام لمنتخبنا في هذه البطولة لم يكن الأصعب، بل على العكس من ذلك، فقد لعب منتخبنا مباراتين سهلتين أمام منتخبي باكستان والهند في دوري المجموعات، وهو ما ضمن للمنتخب بصورة الوصول لنصف النهائي والتأهل لكأس العالم، وذلك عائد للفارق الكبير في الإمكانات والقدرات بين منتخبنا ونظيريه الباكستاني والهندي، لتبدأ رحلة المنتخب الفعلية في البطولة من مواجهة اليابان في ختام مباريات دوري المجموعات، وهي المباراة التي نجح فيها المنتخب العودة من بعيد بعد أن كان متأخرًا في النتيجة، لينجح معها في تصدر المجموعة، وفي الدور نصف النهائي واجه منتخبنا نظيره السعودي في مباراة فرض فيها منتخبنا سيطرته وأفضليته بهدوء كبير، حيث لم يجد المنتخب صعوبة كبيرة في الانتصار والتأهل للمباراة النهائية. «الجماهير» لا توفيها الكلمات الكلمات تعجز عن التعبير في حق الجماهير البحرينية الجميلة والأكثر من رائعة التي تواجدت وآزرت المنتخب في البطولة، منذ اليوم الأول وحتى المباراة النهائية التي امتلأت فيها مدرجات صالة مدينة خليفة الرياضية مسرح البطولة، وهذا المشهد ليس بغريب على أبناء البحرين العاشقين للرياضة والرياضيين، والذين دائمًا ما يكونوا عاملاً مساعدًا للمنتخبات الوطنية والأندية المحلية في مشاركتها الخارجية، فشكرًا للجمهور البحريني هذا التواجد والحضور، وشكرًا للاتحاد البحريني لكرة اليد الذي استطاع أن يستقطب الجماهير في هذه البطولة بتحفيزهم وتشجيهم على الحضور من خلال الحملة الإعلامية والجوائز التي تم تخصيصها للجماهير، علاوة على التنسيق مع رؤساء روابط الجماهير.

مشاركة :