آية ظافر فنانة تشكيلية ورسامة إماراتية، تخرجت في كلية الفنون الجميلة بجامعة زايد قسم الفنون البصرية، وهي مؤرخة ومصورة للتراث الإماراتي، منذ ما يقارب عشر سنوات في مبادرة «لئلا ننسى»، حيث تؤرخ وتصور وتوثق التاريخ الشفاهي الإماراتي بشكل محترف. شغف من الطفولة وعن نشأتها الفنية تقول آية: نشأت في عائلة فنية، فأمي على رغم أنها لم تكن فنانة تشكيلية، إلا أن رؤيتي وأنا طفلة لحبها للألوان والتزيين والزخرفة، وتنسيق كل ما يتعلق بالمنزل، وحرصها الدؤوب على أن أشاركها كل هذا الجمال، غرس في ذاتي موهبة نمت وكبرت معي كلما كبرت، كما تعلمت منها أيضاً الحياكة والطبخ والفنون الجميلة. وتضيف آية ظافر: علمتني أمي كذلك ألا أهمل شيئاً وأعتني بكل ما هو موجود بين جدران المنزل، وأحوله إلى أشكال عصرية فريدة كل فترة. وأضافت: أما والدي فقد تعلمت منه حب التصوير، وكان يحرص دائماً على شراء أحدث الكاميرات لتوثيق حياتنا العائلية ورحلاتنا في الداخل والخارج، ومنذ صغري كنت أتعمق وأتأمل في الصور والفيديوهات التي تم التقاطها للعائلة، وأعيد ترتيبها وأوثق بالكتابة كل الألبومات حيث أدوّن تحتها التواريخ وأسماء الأشخاص الذين يظهرون فيها، وكنت دائمة السؤال عن الأماكن ومن يظهرون في الصور. صقل الموهبة وعن دراستها الأكاديمية قالت: عندما كبرت التحقت بكلية الفنون الجميلة بجامعة زايد قسم الفنون البصرية، فتحول شغفي من موهبة إلى دراسة تخصصية صقلت موهبتي. ثم جمعت بين حبي للتصوير والتوثيق والفن وأبرزته في مبادرة «لئلا ننسى»، حيث حرصنا فيها على توثيق جوانب مهمة من تاريخ الوطن وعرض ما لدينا من محتوى بطريقة فنية في كتب مختلفة، ومعارض ومشاركات كمشاركتنا في مهرجان واشنطن، وعن ميولها الفنية تقول: دائماً أميل في الفنون البصرية إلى الفن التشكيلي، وخاصة حبي لفن الخزف الذي أستخدم موهبتي التشكيلية في الرسم عليه. أخبار ذات صلة «محمد بن راشد للمعرفة» تطلق «الإمارات غداً» و«دبي المستقبل» «أنا حرة».. سردية القاهرتَين لئلا ننسى أما فيما يخص دورها كمنسقة في مبادرة «لئلا ننسى» فتقول: المبادرة أضاءت شعلتها الأولى طالبات جامعة زايد، وقد أصبحت تلقى كل الدعم، ودوري فيها يتمحور حول أرشفة وتوثيق التاريخ الشفاهي المحلي من خلال مقابلة شرائح مختلفة من المجتمع الإماراتي بهدف جمع وتوثيق وحفظ الصور الشخصية الملتقطة من أفراد المجتمع التي ما زالوا يحتفظون بها، سعياً للمحافظة على التقاليد والهوية الثقافية الموروثة من الأجيال الإماراتية الأولى، ونقلها للأجيال الجديدة. وأضافت: نحن نوثق التاريخ الشفاهي، والصور، والأدوات وحتى اللباس الإماراتي، ونركز على إبراز القصص الملهمة خلف الأشياء التي نوثقها. فرصة عظيمة وعن مشاركة آية ظافر في مهرجان سميثسونيان للفنون الشعبية 2022 في الولايات المتحدة ضمن وفد ضم 80 فناناً تقول: لقد كانت سعادتي كبيرة بالمشاركة في هذا المهرجان الذي عكس الثقافة الإماراتية بكل تفاصيلها، وسعدت أكثر بالإشادة التي لمسناها من الزوار، حيث تم تقدير القيم والتقاليد الإماراتية بكل مكوناتها الإنسانية الرفيعة. احتفاء بالتاريخ والتراث قالت آية ظافر: تعاونت مع الفنانة التشكيلية ناز شاروخ وهي كانت أستاذتي في الجامعة ودرستني الفن، حيث حالت ظروفها دون المشاركة في المهرجان، لتسنح لي فرصة التواجد، وكنت مسؤولة هناك عن خريطة العالم، والخريطة مقصوصة إلى أكثر من 3000 ورقة، تشمل دولاً ومدناً وأماكن في جميع أنحاء العالم، وقد تفاعل أفراد الجمهور الزوار معها من خلال اختيار جزء، يكتبون فيه رسالة أو ذكرى أو يرسمون رسمة ما. وتابعت: هذا العمل الفني المبتكر سيعرض في النسخة القادمة من «مهرجان سكة للفنون والتصميم» الذي يقام بين سكك حي الفهيدي التاريخي تحت مظلة «موسم دبي الفني». والهدف من هذا العمل الفني هو التواصل بين الناس وروح الترحال. وتضيف: شاركت في المهرجان أيضاً كمنسقة ضمن مبادرة «لئلا ننسى»، حيث كنا مجموعة مكونة من أربع فتيات، وهن بالإضافة إلي: صفية المسكري وسارة الحوسني وإسراء الكمالي، وقد عرضنا خلال المهرجان التاريخ والتراث الإماراتي سواء في ما يخص العادات والتقاليد، وكل ما يعبر عن الهوية الوطنية، أو من خلال إبراز والاحتفاء بالتطور والتقدم الذي تشهده الدولة في كل المجالات.
مشاركة :