فيما يواصل المبعوث الأممي لليمن السويدي هانس غروندبرغ جهوده لتمديد الهدنة الأممية التي تنتهي في غضون أيام قليلة، وضعت الحكومة اليمنية أمامه كشف حساب لكل ما نفذ من بنود الهدنة حتى اليوم. ووفقاً لمصادر يمنية، فإن غروندبرغ طرح على الحكومة اليمنية خلال زيارته للعاصمة المؤقتة عدن أول من أمس، مقترح تمديد الهدنة لستة أشهر قادمة، مبيناً أنه سيعمل على مسارين الأول استكمال فتح الطرق، والثاني الجانب الاقتصادي. المصادر ذاتها التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الشرعية اليمنية أبلغت المبعوث الأممي عدم اعتراضها على تمديد الهدنة، ولم تحدد ما إذا كانت شهرين أو ستة أشهر، إلا أنها ترفض مناقشة أي ملفات أخرى قبل التزام الحوثيين بفتح طرق تعز والمناطق الأخرى. وأضافت المصادر «الحكومة من حيث المبدأ مع تمديد الهدنة لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني، لكن لن يتم الانتقال إلى ملفات أخرى أو توسيع رحلات الطيران من مطار صنعاء إلا بعد تنفيذ جماعة الحوثي التزاماتها وفتح الطرق». من جانبه، أكد المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ أن الحكومة اليمنية أبدت التزاماً قوياً بقيادة الهدنة، مشدداً على ضرورة تجاوب الأطراف مع تمديد الهدنة. مجدداً خلال لقاء جمعه يوم أمس بعضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني في الرياض بحضور السفير الأميركي لدى اليمن ستيف فاغن دعم الولايات المتحدة لمجلس القيادة الرئاسي. وقال ليندركينغ وفقاً لحساب الخارجية الأميركية على تويتر: «الحكومة أبدت التزاماً قوياً بقيادة الهدنة، ومن الضروري أن يتجاوب الأطراف مع تمديد الهدنة، ويواصلوا دعم جهود الأمم المتحدة». وكان الدكتور أحمد عوض بن مبارك وزير الخارجية اليمني، وضع أمام المبعوث الأممي لليمن خلال لقائه كل ما تم تنفيذه من عناصر الهدنة، مبيناً أنه «تم تسيير 20 رحلة بين صنعاء وعمان ورحلتين بين صنعاء والقاهرة حتى 22 يوليو (تموز) الحالي نقلت أكثر من 10 آلاف مسافر رغم العراقيل التي اختلقتها ميليشيا الحوثي في اللحظات الأخيرة قبل تسيير أول رحلة». وتابع بن مبارك وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بقوله: «عدد سفن المشتقات النفطية، الداخلة إلى ميناء الحديدة، بلغت حتى تاريخ 21 يوليو، 26 سفينة بإجمالي أكثر من 720 ألف طن من المشتقات النفطية إضافة إلى 7 سفن أخرى تم تسلم ملفاتها من مكتب المبعوث الخاص». وأكد وزير الخارجية أنه «منذ اليوم الأول للهدنة، التزمت الحكومة اليمنية بكافة بنودها وقدمت كل ما يمكنه أن يوفر ظروفا إيجابية لإنجاحها في ظل تعنت واضح، وعدم التزام من قبل ميليشيا الحوثي التي تقوم بنشر مغالطات وأكاذيب يسهل فضحها بالحقائق والأرقام وأصبحت واضحة لأبناء الشعب اليمني وللمجتمع الدولي». على حد تعبيره. كما تطرق الدكتور أحمد بن مبارك إلى الهجوم الوحشي الذي قامت به الميليشيات الحوثية على حي زيد الموشكي في مدينة تعز، وأسفر عن وفاة وإصابة ١٣ طفلاً، مؤكداً أن ذلك يقدم دليلاً آخر على استهانة الميليشيا بدماء اليمنيين. وكشف الوزير أن «الرسوم الجمركية والضريبية على المشتقات التي تحصلتها ميليشيا الحوثي في ميناء الحديدة بلغت 105 مليارات ريال يمني تكفي لتغطية الجزء الأكبر من المرتبات الشهرية لموظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين المدنيين في مناطق سيطرة الحوثي، إلا أنها استمرت في جبايتها وحرمان الموظفين منها». وفي الجانب العسكري، أوضح بن مبارك أن «الميليشيات الحوثية تمارس خروقاتها بمعدل 50 خرقاً يومياً تتنوع بين القصف المدفعي وعمليات القنص واستحداثات عسكرية ونقل وتحشيد للقوات وتحليق الطيران المسير، الأمر الذي نتج عنه خلال فترة الهدنة 81 شهيداً و331 جريحاً» على حد قوله.
مشاركة :