أعلنت تركيا الأربعاء أن استئناف تصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية قد يتم في غضون أسبوع وذلك بعد أن توسطت أنقرة في إبرام اتفاق بين موسكو وكييف بمساعدة الأمم المتحدة، إلا أن محللين يؤكدون أنه لا توجد ضمانات لتنفيذ الاتفاق مع تواصل التهديدات الروسية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو الأربعاء إن “اتفاقا بوساطة تركية يسمح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ على البحر الأسود قد ينهار إذا ما لم يتم إزالة العقبات أمام الصادرات الزراعية الروسية على الفور”. وأضاف رودينكو أن “شحنات الحبوب الأوكرانية ستبدأ قريبا”، لكنه استدرك بالقول “آمل أن يستمر الاتفاق”. ويستهدف الاتفاق السماح بمرور آمن لسفن الشحن داخل وخارج الموانئ الأوكرانية التي يحاصرها الأسطول الروسي في البحر الأسود منذ غزو موسكو في الرابع والعشرين من فبراير. أندريه رودينكو: الاتفاق قد ينهار ما لم يشمل الصادرات الزراعية الروسية ونال الاتفاق إشادة باعتباره انفراجة دبلوماسية ستساعد في كبح أسعار الغذاء العالمية الآخذة في الارتفاع من خلال ترتيب شحنات الحبوب الأوكرانية لإعادتها إلى مستويات ما قبل الحرب التي كانت تصل إلى خمسة ملايين طن شهريا. وافتتح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأربعاء مركزا في إسطنبول سيشرف على تصدير الحبوب الأوكرانية. وسيشرف مركز التنسيق المشترك في إسطنبول على الشحنات المغادرة من ثلاثة موانئ أوكرانية حيث سيتعين على السفن الالتفاف على الألغام، كما ستكون من مسؤولياته إجراء عمليات تفتيش للسفن القادمة لمنع تهريب الأسلحة. وستمر جميع السفن عبر المياه التركية وسيكون لدى جميع الأطراف ممثلون في مركز التنسيق لمراقبة تنفيذ الخطة. وسيعمل 20 فردا من أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة في المركز جنبا إلى جنب. وقال أكار متحدثا في جامعة الدفاع الوطني في حي ليفنت بوسط إسطنبول حيث يقع مركز التنسيق المشترك إن “هناك أكثر من 25 مليون طن من الحبوب في انتظار تصديرها”. وأضاف في تصريحات للصحافيين في مركز المراقبة “في الوقت الحالي تستمر الاستعدادات والخطط لمغادرة السفن الأولى المحملة بالحبوب الموانئ الأوكرانية”. وأعلنت أوكرانيا، الاثنين، أنها تتوقع تصدير أولى شحنات الحبوب “هذا الأسبوع” عملا بالاتفاق الموقع مع موسكو، رغم القصف الروسي الذي استهدف السبت ميناء أوديسا، الذي يعتبر محوريا في إرسال الشحنات. وقال وزير البنى التحتية أولكسندر كوبراكوف في مؤتمر صحافي “نتوقع أن يبدأ العمل بالاتفاق في الأيام القليلة المقبلة ونتوقع إنشاء مركز تنسيق في إسطنبول في الأيام القليلة المقبلة. نحن نعد كل شيء للبدء هذا الأسبوع”. وأشار إلى أن العقبة الرئيسية في وجه تصدير الحبوب هي مخاطر القصف الروسي، ولاسيما بعد الضربة التي استهدفت السبت مرفأ أوديسا على البحر الأسود، الذي يعتبر محوريا لشحن الحبوب. مركز التنسيق المشترك في إسطنبول سيشرف على الشحنات المغادرة من ثلاثة موانئ أوكرانية كما ستكون من مسؤولياته إجراء عمليات تفتيش للسفن القادمة لمنع تهريب الأسلحة ودعا كوبراكوف تركيا والأمم المتحدة، الضامنتين للاتفاق، إلى تأمين الشحنات الأوكرانية، محذرا من أنه “إذا لم تضمن الأطراف الأمن، فلن ينجح الأمر”. وما يعرقل تصدير الحبوب أيضا وجود ألغام بحرية زرعتها القوات الأوكرانية لمنع روسيا من تنفيذ عملية إنزال على سواحلها. وقال الوزير إنه “لن تتم إزالة الألغام إلا في الممر الضروري لعمليات التصدير”. وأضاف أن “سفنا أوكرانية ستواكب الشحنات، التي يمكنها نقل أسمدة أيضا فضلا عن الحبوب”. ومن جانبه، ذكر نائب وزير البنى التحتية يوري فاسكوف أن مرفأ تشورنومورسك (جنوب غرب) سيكون أول مرفأ تنطلق منه الشحنات، يليه مرفأ أوديسا (جنوب)، ثم مرفأ بيفديني (جنوب غرب). وقال “خلال الأسبوعين المقبلين سنكون جاهزين على الصعيد التقني لتصدير شحنات من الحبوب انطلاقا من كل الموانئ الأوكرانية”. وبدأت عشرات من سفن الشحن بالفعل الاستعداد للمغادرة من الموانئ الثلاثة التي حاصرتها روسيا في البحر الأسود بعد أن تقطعت بها السبل في البحر لمدة خمسة أشهر بسبب الاشتباكات المستمرة. وصادرات الحبوب الأوكرانية أساسية للأمن الغذائي العالمي وقد ظلت 25 مليون طن منها عالقة في البلد منذ بدء الغزو الروسي.
مشاركة :