أتراك اكتووا بنار الحرائق يخافون اشتعالها مجددا

  • 7/28/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتأهب أم هاني الدين وزوجها إردم، للانتقال إلى منزلهما الجديد الذي تم تشييده بجوار منزلهما القديم، بعد أن تعرض للدمار أثناء حرائق الغابات العاصفة التي اندلعت العام الماضي، في قرية ديميرشيلار الكائنة بالجنوب التركي. وتنهمر الدموع من عيني أم هاني وهي تتذكر، المناظر “التي تشبه الجحيم”، عندما اندلع حريق هائل ودمر عدة منازل في غضون بضع ساعات فقط، ومن بينها المنزل القديم للزوجين بقرية ديميرشيلار، والذي يرجع تاريخ بنائه إلى ربع قرن من الزمان، وتبعد قرية ديميرشيلار مسافة 70 كيلومترا من ناحية الشرق، عن منتجع أنطاليا السياحي الشهير المطل على ساحل البحر المتوسط. وحولت ألسنة اللهب التي ظلت تغذيها الرياح القوية طوال الليل، الوادي الأخضر الخصب الذي كان يموج بغابات الصنوبر الخضراء اليانعة، وبساتين الزيتون وخلايا النحل، المحيطة بالقرية إلى رماد. ومنذ ذلك الحين قامت وكالة “توكي” للإسكان التابعة للدولة، بإعادة بناء المنازل المحترقة، على نفس الطراز المعماري المحلي، الذي يشمل شرفات وحظائر، على أن يتم تسديد أثمان المنازل عن طريق قروض طويلة الأجل. وتخطط الوكالة لاستكمال بناء أكثر من 600 منزل جديد في وقت لاحق من العام الحالي. المساعدات الحكومية اقتصرت على عدد محدود من العائلات، كما أن المنازل الجديدة لا زالت تفتقر إلى عدادات الكهرباء والمياه ويأمل الزوجان الآن في بدء حياة جديدة، وهو احتمال تقول عنه أم هاني إنها “لا زالت لا تصدق أنه سيتحول إلى حقيقة نظرا إلى شدة جماله”، ولا يزال عدد من جيرانهما يعيش في منازل من الحاويات. وقال مسؤول في وكالة توكي طلب عدم ذكر اسمه، إن الوكالة ستطلب من السكان أن يسددوا مبلغا معينا مقابل الحصول على المنازل الجديدة، وذلك على أقساط تدفع على مدى 18 عاما، وأكد المسؤول أنه لم يتم بعد تحديد حجم المبالغ المطلوبة. وسيتم بدء سداد القروض بعد مرور عامين من الانتهاء من بناء المنازل. ويقول بعض سكان قرية ديميرشيلار وأيضا قرية كاليملر المجاورة، إن الحكومة زودتهم بالأجهزة المنزلية بالإضافة إلى مبلغ نقدي كمساعدة. ومع ذلك قال عمدة قرية كاليملر مصطفى جانسز، إن “المساعدات الحكومية اقتصرت على عدد محدود من العائلات، كما أن المنازل الجديدة لا زالت تفتقر إلى عدادات الكهرباء والمياه”. ويرد المسؤول بوكالة توكي، أن شكاوى السكان المحليين “مبالغ فيها”. غير أن سداد القروض يمكن أن يمثل عبئا كبيرا على السكان ويتوقف العبء على حجم المبالغ المطلوبة، حيث أن معظم السكان يعتمدون في معيشتهم على الزراعة. ويذكر أن تكاليف المعيشة في تركيا آخذة في الارتفاع، مع اقتراب معدل التضخم من نحو 80 في المئة، وذلك وفقا للأرقام المعلنة رسميا. وكان الحريق الذي اندلع في هذه المنطقة التركية العام الماضي، جزءا من سلسلة من الحرائق الكبرى التي اجتاحت مختلف الأقاليم التركية، ودمرت 140 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول الرسمية. ولحق الدمار بقرابة 60 ألف هكتار في منطقة أنطاليا. ومع ذلك، يدعو علي كافجاشي الباحث والخبير في حرائق الغابات، بجامعة محمد عاكف إرسوي التركية، السلطات إلى أن تستعد لمواجهة موجة أكثر حدة من حرائق الغابات، وسط ظروف مناخية غير مسبوقة. ويقول كافجاشي، إن تركيا إلى جانب باقي الأنظمة المناخية في حوض البحر المتوسط، اعتبارا من البرتغال حتى سوريا، شهدت بداية “عصر من الحرائق الكبرى”، خلال العقد الماضي. ويتفق مع هذا الرأي بارباروس جونينشيل وهو عالم في دراسات المناخ بجامعة إسطنبول، ويقول إن منطقة حوض المتوسط أصبحت “بقعة ساخنة” للحرائق. حكومة أردوغان تواجه انتقادات بسبب الافتقار إلى الاستعدادات لمواجهة الحرائق وتواضع الدعم الجوي لعمليات الإطفاء حكومة أردوغان تواجه انتقادات بسبب الافتقار إلى الاستعدادات لمواجهة الحرائق وتواضع الدعم الجوي لعمليات الإطفاء ويوضح أنه مع ذلك ليس التغير المناخي أو موجات الحر هو العامل الوحيد، المسبب لاندلاع الحرائق، ذلك لأن الأنشطة البشرية وعوامل الإهمال هي أيضا مسؤولة عن أكثر من 90 في المئة من حرائق الغابات بتركيا. وتقول السلطات أن أعمال استعادة الغابات، بما في ذلك إعادة زراعة أشجار الغابات المحترقة، مستمرة في مناطق أخرى من أنطاليا. ومع ذلك لا زالت مساحات واسعة من الأراضي، في منطقة مانافجات تعاني من آثار احتراق الغابات. ويوضح كافجاشي الخبير في حرائق الغابات، أنه يمكن استعادة الغابات خلال فترة زمنية تتراوح بين 10 أعوام و20 عاما، ويقول إن “عمليات إزالة آثار الحرائق تتطلب عناية بالغة من أجل الاستعادة المستقرة للأشجار، ومن بينها قطع بقايا الأشجار المحترقة وإعادة الزراعة”. بينما يقول فيدات ديكيشي مدير الهيئة الإقليمية للغابات بأنطاليا، إن “فرق المكافحة على أهبة الاستعداد لتجنب حدوث كارثة جديدة”. وقال ديكيشي، إنه “ملحق بمكتبه، أربع طائرات وعشر حوامات لمكافحة الحرائق جاهزة للعمل، إلى جانب خمسة آلاف شخص والعديد من المركبات”. وأضاف أنه “يتم تأجير الطائرات موسميا من دول مثل إسبانيا وأوكرانيا”. وتعرضت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لانتقادات حادة العام الماضي، بسبب الافتقار إلى الاستعدادات لمواجهة الحرائق، ومن بين ذلك تواضع الدعم الجوي لعمليات الإطفاء، والاستجابة المتأخرة لمواجهة الحرائق. ومن ناحية أخرى بدأت الحرائق الصيفية في ضرب منطقة أنطاليا وأنحاء أخرى من تركيا مرة أخرى، في الوقت الذي لا يزال السكان يعانون فيه من كارثة حرائق العام الماضي.

مشاركة :