يأمل سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو، تعويض خطأ سباق فرنسا الذي أدى إلى انسحابه وهو في الصدارة، فيما يسعى بطل العالم الهولندي ماكس فيرستابن «ريد بول»، لإحكام قبضته على الصدار، وذلك عندما يخوضان جائزة المجر الكبرى، الجولة الثالثة عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد، في الفرصة الأخيرة قبل العطلة الصيفية. وعلى مسافة بعيدة عنهما، يتربص البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات و«ملك» حلبة هنجارورينج للانقضاض على منافسَيه عند أوّل دعسة ناقصة منهما، بعد زخم تحقيق أفضل نتيجة له ولفريقه هذا الموسم على حلبة بول ريكار، سعياً إلى فوزه التاسع القياسي على الحلبة نفسها. «يتوجب عليّ التعويض في حال أردت أن أتوج بطلاً للعالم»، قال لوكلير بعد اصطدام سيارته الحمراء بحائط الأمان في لو كاستيليه، مدركاً أن فوزه في المجر سيحافظ على آماله بلقب السائقين وسيقلق راحة «ماد ماكس». أمل سائق الإمارة أن يعيش حلماً انقلب كابوساً على حلبة بول ريكار، فهو يدرك جيداً أنه خسر الكثير من النقاط المهمة وإمكانية رفع كأس المركز الأول في فرنسا، عندما كان في صدارة السباق، بعد خروج عن المسار التسابقي إثر خطأ قيادي فادح. ورغم احتفاظه بالمركز الثاني في الترتيب، بات سائق سكوديريا فيراري يتخلف بفارق 63 نقطة عن فيرستابن «233 مقابل 170»، الفائز بسهولة في فرنسا. والأسوأ، أن لوكلير بات تحت تهديد سائق ريد بول الثاني المكسيكي سيرخيو «تشيكو» بيريز، الذي يتأخر عنه بفارق 7 نقاط فقط عشية السباق الأخير قبل العطلة الصيفية التي تمتد ثلاثة أسابيع. ومع رائحة الثأر التي تفوح في أروقة فيراري، سيحاول لوكلير على حلبة هنجارورينج، التي تتميز بمساراتها الضيقة والّتي تبعد 20 كيلومتراً عن العاصمة بودابست، الحدّ من الأضرار للدفاع عن مركز الوصافة بمواجهة سيارتي ريد بول عادتا إلى سكة الانتصارات بعد بداية موسم صعبة. ووحده فريق فيراري تمكن هذا العام من مقارعة الحظيرة النمساوية المتوجة بثمانية سباقات (7 لفيرستابن و1 لبيريز)، ولكن عندما ينجح سائقا «الحصان الجامح» في مشاهدة العلم المرقط في نهاية السباقات. وبعد 12 جولة استهلت الأولى منها في مارس، دوّن فيراري اسمه في السجل السلبي لأكبر عدد من الانسحابات (7)، لذا لم يعد أمامه أي مجال للخطأ. في المقابل، يحافظ فيرستابن «عملاق الأعصاب الباردة» على قدميه على الأرض ضمن سعيه للقب ثانٍ توالياً، على الرغم من الفارق الكبير بينه وبين أقرب مطارديه، لذا يقول: «في بودابست، أعتقد أن الأمور ستكون أصعب بالنسبة لنا، وأعتقد أن سيارة فيراري ستكون سريعة جداً». غير أن قرار ريد بول بتغيير محرك سيارة فيرستابن قد يعيد خلط الأوراق في المجر وتفضيل لوكلير، بعدما أكد النمساوي هيلموت ماركو كبير مستشاري الحظيرة أنه من المتوقع أن يحصل الهولندي على عقوبة التراجع عند خط الانطلاق الأحد في حال إدخال تعديلات على السيارة. وبمواجهة ريد بول المتصدر (396 نقطة) وفيراري (314)، ننتظر أيضاً القوة الثالثة، فريق مرسيدس (270)، العائد بقوة والذي بات يدنو من الحظيرة الحمراء بفضل ثنائية سائقَيه هاميلتون وجورج راسل في فرنسا، حيث حلا في المركزين الثاني والثالث توالياً. نجح الصانع الألماني في الصعود إلى منصة التتويج 5 مرات في السباقات الأربعة الأخيرة، وضمن هذا السباق فقد حقق نتائج أفضل من منافسيه، ولكن دائماً من دون أن ينجح في تذوق طعم الانتصار هذا العام. لمس هاميلتون الذي يحمل الرقم القياسي في عدد الانتصارات في المجر، عن كثب عدم قدرة «الأسهم الفضية» على مقارعة ريد بول في فرنسا، ويُدين مرسيدس بنتيجته الجيدة أولاً وأخيراً لمشاكل فيراري مع انسحاب لوكلير وعقوبة ساينس (تراجع 10 مراكز عند خط الانطلاق لتغيير قطعة على متن سيارته). يدرك هاميلتون الذي خاض سباقه الـ300 في الفئة الأولى في فرنسا، أنه برغم صعوده إلى منصة التتويج في السباقات الأربعة الأخيرة، إلا أنه يواجه تحدياً صعباً في الحفاظ على مستواه، حيث يسعى لأن يصبح أول سائق يفوز تسع مرات على نفس الحلبة، ما سيشكّل إنجازاً قياسياً في البطولة العالمية.
مشاركة :