سكونُ البحر يقلقني/ كوجهكِ حين ألقاكِ / حوارُ المروج للشاطي/ سيبقى كيف أنساكِ؟»، قصيدةٌ تضمنها ديوانُ «وكان الحبُّ عظيمًا»، الصادر حديثًا للشاعر البحريني إبراهيم شعبان، والذي صدر عن «فراديس للنشر والتوزيع»، متضمنًا مجموعة من قصائد التفعلية، والنثر متفاوت الطول، إلى جانب قصيدتين عموديتين، ومجموعة من القصائد الوامضة التي نشرها تحت عنوان «تغريدات». في هذه المجموعة الشعرية، ينغمس شعبان في القصائد الغزلية، وقصائد الوجد والحب، فيما يذهب في قصائد أخرى إلى حيثُ التأمل في الذات والأشياء، منشغلاً بذاته المفكرة التي تُسائل المسلمات وتجادلها في حوارٍ مع ذاتيته التي تعيش صراع القبول والرفض، كما تبدو بعض القصائد وكأنها إعادة مراجعة لكل مسلم. يكتب في إحدى نثرياته عن الحب: «على همس الخطى/ سلوتُ المكان/ سلوتكِ مني/ أنا المدثرُ عشقا/ منذُ ابتلاج الكلام»، وفي مطلع قصيدةٍ عموديةٍ يكتب: زدني بوصلك بهجةً وغراما إني بحبك أفتنُ الأياما آيات صمتك لا تضيف نبوءةً فاعلن رجعوك وانسخ الآثاما عد لا حصانة في القلوب لبعدنا إن التجافي يصنع الأوهاما وفي قصائده ذات الأبعاد التأملية والتساؤلية، يكتب: «بات في المعبد وحيٌ/ بل دعاءُ المؤمنين/ عصبة التنظير/ والتشطير/ والعدل المهين/ أصبحت تختال عنفاً/ خلف جوق الأولين/ هل ترى العالم يوماً/ ليس يقصي المعرضين؟». وفي أخرى تتعلق بأبعاد الذات، والفتكير فيما يستعصي البوح به، يكتب: «لن استرد بدايتي/ إن الغرام يعيدني طفلاً/ بلا جهدٍ/ أصواغً الأبجدية والبيانا/ هل هذه نفسي؟/ ونفسي اليوم تجنح/ للتفردِ، للتعددِ/ بل غدت تسمو اتزانا/ سأظل أحكي كيف ما قد صار/ لن أحيا مهانا/ سأظل أحكي دونما زيفٍ/ ولا أخفي ضمانا/ سأضل أح...». وفي قسم تغريدات الذي تضمنهُ الديوان، يكتب قصائد قصار في شتى الموضوعات، ففي قصيدةٍ بعنوان «صحراء الزمن»، يقول: «من صباح الحب أشرقتُ/ وفي نبضي وطن/ إنني للماء أشدو/ رغم صحراء الزمن». وفي أخرى يكتب: «همسك أضحى طيوراً/ فوق أغصان الكلام/ وأنا العاشقُ لكن/ ضاع من قلبي السلام». وفي قصيدةٍ بعنوان البلاد، يكتب: «لم أزل أندبُ شعراً/ فوق أطلال البلاد/ وأنادي البعض حتى/ خلتُ أسمعتُ الجماد/ لم أزل لكن صوتي/ ظل من حولي يُعاد». يذكر بأن الشعار شعبان، أصدر فيما سبق مجموعة من الدواوين، منها: «على حواء الفاتحة»، و«فجر الكلام»، و«عربائيل»، وديوان «المرأة ترفض الصلح»، و«هزي إليك بقلبي».
مشاركة :