تفاقم الأزمات يزيد من محنة العيش في غزة

  • 7/30/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تتصاعد الأزمات المعيشية في قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة يوما بعد يوم في ظل تفاقم أزمة الكهرباء وارتفاع نسب الفقر والبطالة والاعتماد على المساعدات الدولية. ويشكو مسؤولون وسكان محليون من أن الحصار الإسرائيلي المفروض على الشريط الساحلي الضيق المكتظ منذ يونيو العام 2007 من أبرز العقبات أمام الانتعاش الاقتصادي وإعادة الحياة من جديد. ولعل أزمة انقطاع التيار الكهربائي واحدة من الأزمات التي تؤرق سكان القطاع مع دخول فصل الصيف وما يصاحبه من ارتفاع في درجات الحرارة، بحيث تصل مدة إمداد المنازل بالكهرباء إلى نحو 6 ساعات ويفوق قطع التيار الكهربائي أكثر من 10 ساعات. عدنان أبوحسنة: الأوضاع المعيشية والاجتماعية في قطاع غزة مأساوية وعند انقطاع التيار الكهربائي داخل منزلها الصغير الذي يسقفه “الأسبست” في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، تسارع أم حسن عوض لحمل قطعة بلاستيك في يدها أملا في جلب التيار الهوائي لأطفالها النائمين حولها في ساحة المنزل. وتشكو أم حسن التي تصبب وجهها عرقا من عدم استطاعتها القيام بأعمالها المنزلية بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وكذلك من أطفالها الذين يشكون من ارتفاع درجات الحرارة. وتقول أم حسن بينما تجلس برفقة زوجها وطفليها في ساحة منزلهم لوكالة أنباء شينخوا إن “الأولاد ينامون على الأرض من كثرة ارتفاع درجات الحرارة، ولا أستطيع إيجاد بديل عن ذلك في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء”. وتتحول منازل غالبية سكان القطاع إلى أشبه بالمقابر في فصل الصيف، في وقت تهرب فيه العديد من العائلات الفلسطينية إلى شاطئ البحر كونه المتنفس الوحيد في ظل الوضع الكارثي. ويقول محمد ثابت المتحدث باسم شركة الكهرباء في غزة إن العجز في جدول التوزيع هو الفرق بين ما هو متوفر من تيار كهربائي والمطلوب، لافتا إلى أن الشركة تعاني في فصل الصيف من الطلب على الطاقة. وذكر ثابت أن قطاع غزة يحتاج إلى 550 ميغاواط يوميا، وكل ما يتوفر منها لا يتجاوز 180 ميغاواط تنتجها محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع أو عبر الخطوط الناقلة من الجانب الإسرائيلي. ورغم اشتداد أزمة انقطاع التيار الكهربائي وتأثرها بالعوامل المناخية إلا أن غالبية سكان القطاع لا يستطيعون الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة كونها باهظة الثمن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. وبموازة ذلك بدا الحزن على ميس الأقرع وهي في منتصف الأربعينات من عمرها كونها تعيش في منزلها الصغير في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال القطاع برفقة زوجها و8 من أطفالها على وجبة طعام واحدة يوميا. وتقول الأقرع بينما تعد لأطفالها وجبة بيض داخل مطبخها الضيق “زوجي عاطل عن العمل ويقوم يوميا بالخروج مع اثنين من أبنائه بحثا عن الخردة لبيعها من أجل توفير لقمة العيش”. محمد ثابت: قطاع غزة يحتاج إلى 550 ميغاواط يوميا وكل ما يتوفر منها لا يتجاوز 180 ميغاواط وتضيف ميس التي تشكو من ضيق الحال ومرارة الحياة “أولادي الكبار لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما خرجوا من المدارس للعمل مع والدهم بسبب عدم وجود مصروف البيت”. ويقول مسؤولون محليون إن انعدام الأمن الغذائي الذي وصلت نسبته في القطاع إلى أكثر من 70 في المئة خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع ينذر بخطر كبير على واقع هذه الفئات والتي تزداد تدهورا في ظل ارتفاع الأسعار عالميا. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ 15 عاما، وشنت 4 عمليات عسكرية واسعة النطاق آخرها في مايو من العام الماضي تسببت في تدمير مئات من المنازل السكنية ودمار هائل بالبني التحتية. ويرى المستشار الإعلامي في وكالة غوث اللاجئين (أونروا) عدنان أبوحسنة بأن الأوضاع في قطاع غزة “مأساوية ومعظم السكان فيه من اللاجئين و80 في المئة منهم تحت خط الفقر ونسبة البطالة ارتفعت في الربع الأول من هذا العام إلى أكثر من 50 في المئة ومعدلات الفقر إلى 65 في المئة”. وقال أبوحسنة للصحافيين في غزة إن السكان يعتمدون بشكل شبه كلي على المساعدات الإنسانية وهذه الحالة لها نتائج على كافة المستويات النفسية والاجتماعية والاقتصادية. وبدوره قال صلاح عبدالعاطي مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في غزة، إن بيئة صعبة يعيش فيها الفلسطينيون ويلجأ العديد منهم إلى الهجرة لعدم قدرتهم على مواصلة الحياة في ظل الظروف الصعبة. واعتبر عبدالعاطي في تصريحات إذاعية أن الأمر يستدعي تدخلا دوليا عاجلا برفع الحصار المفروض على غزة وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

مشاركة :