اتسعت دائرة الشتائم المتبادلة بين بعض "المشاهير" الذين يملكون قاعدة جماهيرية، خصوصا من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كانت في السابق تقتصر على معرفات بأسماء مستعارة، فيما يجمع علماء دين وقانونيون على أن أفضل السبل لمواجهة الشتائم وضمان عدم تأثيرها في المجتمع هو تشديد عقوبات الجرائم الإلكترونية. اتسعت دائرة الشتائم المتبادلة بين بعض "المشاهير" الذين يملكون قاعدة جماهيرية، خصوصا من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كانت في السابق تقتصر على معرفات بأسماء مستعارة، ونادرا ما تصدر تلك الشتائم من معرفات ذات أسماء حقيقية معروفة، غير أن الفترة الأخيرة شهدت ظهور شخصيات معروفة ومشاهير يتقاذفون الشتائم والتهم. فيما يجمع علماء دين وقانونيون على أن أفضل السبل لمواجهة الشتائم وضمان عدم تأثيرها في المجتمع هو تشديد العقوبات من خلال التوجه للمحاكم لكي تحاصر الظاهرة، لأنها تسيء حتى إلى الدين الإسلامي، خصوصا عندما تصدر ممن يحسبون أنهم "متدينون". مراجعة نظام الجرائم المعلوماتية "العقوبات التي نص عليها نظام الجرائم المعلوماتية يجب تغليظها وتطبيقها بشكل سريع لردع مثل هؤلاء المتجاوزين الذين يشوهون الصورة العامة للمجتمع. تعج بعض مواقع التواصل وخاصة تويتر إلى جانب مواقع أخرى، سواء اجتماعية أو ثقافية أو رياضية، بالعديد من التغريدات والتعليقات المسيئة والخادشة للحياء، بل وتصل أحيانا إلى العنصرية، ولا بد من وقفة صلبة من الجهات المختصة لتتبع أصحابها والإيقاع بهم ومحاكمتهم بنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، وكذلك على المغردين الشباب الواعين توعية بعضهم البعض بالآثار التي سوف تنتجها تلك التغريدات. للأسف نجد أن بعض الأشخاص المعروفين والمشهورين الذين لهم مكانة في المجتمع، سواء ثقافية أو رياضية أو اجتماعية، والذين يجب أن يكونوا قدوة، أصبحوا يغردون بتغريدات مثيرة للجدل والكراهية ويجب مساءلتهم لما لهم من تأثير على الشباب. ومن الملاحظ أن نظام مكافحة جرائم المعلوماتية قد غفل عن بعض الأفعال التي يمارسها البعض حاليا، ويجب مراجعة النظام حتى يطال العقاب تلك الأفعال التي قد تُحاكم بنظم أخرى على الرغم من تعلقها بجرائم المعلوماتية، ويجب كذلك مضاعفة العقوبات الواردة به حتى تكون رادعة لكن من تسول له نفسه بإفشاء الأفعال الخادشة للحياء والعنصرية والمسيئة عموما والتي تخل بالأمن العام". سعيد العُمري محام صالح السدلان: لا بد من ردع المسيء بالعقوبات اعتبر عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح السدلان ما يحدث على "تويتر" أوغيره من وسائل التواصل الاجتماعي من سباب وشتائم، خصوصا بين بعض "المشاهير"، من الأمور التي تستوجب العقاب. وقال لـ"الوطن": في هذه الحال، لا بد من اتخاذ إجراء تجاه أي شخص يمارس السباب أو الشتائم تجاه الآخرين، وذلك من خلال ثلاث نقاط: الأولى: تحديد اسم الشخص، ثم ينهى ويوعظ ويزجر. الثانية: يحرم من المشاركات إذا استمر على نفس الوضع. الثالثة: أن تحدد عقوبة عن طريق الشرطة، فمثلا، أن يسجن شهرين إذا لم يرتدع، وقد يصل الأمر إلى إبعاده عن التعليق والمشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "ليْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ"، وانصح هؤلاء أن يتقوا الله عز وجل ويحذروا، وإذا استمر هؤلاء وتمادوا في الأمر ترفع عليهم قضايا ويحاكمون فهم مسؤولون عما كتبته أيديهم. أبها: سلمان عسكر تلبس بالدين وتشويه له "الشتائم المتبادلة في مواقع التواصل تعكس تناقضات كثيرة في المجتمع، والرأي الشرعي في هذا هو التحريم، والرأي القانوني هو التجريم، ومن الناحية الإنسانية والفطرية فهو مستنكر بشريا، وذلك ما تنص عليه نصوص الكتاب والسنة. السيئ في الأمر أن هناك من يدعي أنه أكثر تدينا، على الأقل بما يزعم من مظاهر التدين عليه، وهو أكثر سبا وشتما للآخرين، والأسوأ من هذا أيضا عندما يكون هذا السب والشتم بدافع الغيرة والاحتساب والتقرب به إلى الله والعياذ بالله، وهذا فيه ازدواجية كبيرة جدا وبحاجة إلى أن يتصدر العلماء الحقيقيون لتبيان مثل هذا الأمر الذي يشوه الإسلام عند غير المسلمين، بل ويشوه المسلمين فيما بينهم على هذا الأساس. هذه الجرائم يحكمها نظامان، أولا نظام مكافحة جرائم المعلوماتية باعتبار أنها جريمة ويحاكم المجرم بموجب هذا النظام في المحاكم الجزائية، وثانيا يحاكم لدى جهة أخرى باعتباره جنحة وفقا لنظام المطبوعات والنشر في وزارة الإعلام، فمن حق المعتدى عليه أن يلجأ إلى الجهتين. المعتدى عليه يحق له التوجه إلى المحكمة لتطبيق نظام جرائم المعلوماتية باعتبارها جريمة، وإلى وزارة الإعلام ممثلة باللجنة القضائية هناك باعتبارها مخالفة إعلامية، ولا يمنع رفع الدعوى في جهات متعددة، ولا يجوز للجهات رفض النظر في الدعوى في أكثر من جهة. المجتمع كان في السابق يتظاهر أمام نفسه وبيئته أنه مثالي وقريب من المثالية لانعدام منابر التعبير، والآن اختلف الحال حيث يمكن لأي شخص أن ينشئ منبرا خاصا به، ويتحدث بما يشاء أمام الجميع. والتناقضات التي تميز بعض الشخصيات في مواقع التواصل صادمة، وجدنا أن السلوكيات تختلف تماما عما يكون عليه بعض الأشخاص، واكتشفنا وجود تناقضات كثيرة وأعتقد أننا في مرحلة انتقال من مراهقة فكرية عن طريق التعبير السيئ. التحول من مرحلة المراهقة الفكرية إلى مرحلة النضوج، لأن الكثيرين من هؤلاء ربما تشبعوا من السب والشتم خلال الفترة الماضية، والبعض منهم ربما يخاف من العقوبات، والآخرون قد يكونون قد تعلموا الكثير ليصححوا أخطائهم". الدكتور عيسى الغيث عضو مجلس الشورى
مشاركة :