كشف معلومات جديدة عن أسباب التوحد

  • 7/30/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعرف ضطراب طيف التوحد بأنه حالة عصبية مرتبطة بالنمو تؤثر على كيفية تواصل البشر وتصرفاتهم وقدرتهم على تعلم أشياء جديدة. تشمل أعراض اضطراب طيف التوحد صعوبات في التفاعل مع الآخرين وفي التكيف مع التغييرات والاهتمامات المقيدة أو الثابتة بأشياء معينة. يمكن أن تظهر أعراض التوحد في أي مرحلة من العمر، لكن غالبا ما تبدأ العلامات الأولى في الظهور خلال أول عامين من حياة الطفل. حتى اليوم، لم يحدد علماء الأعصاب والباحثون الطبيون الأسباب الرئيسية لاضطراب طيف التوحد. مع ذلك، تشير النتائج السابقة إلى أنه يمكن أن يكون ناتجًا عن تفاعل جينات معينة مع العوامل البيئية. إلا أن دراسات حديثة في علم الأعصاب وجدت أن التركيب البيولوجي للأمعاء يمكن أن يسهم في بعض أكثر الأعراض المميزة لاضطراب طيف التوحد. وبشكل أكثر تحديدًا، تشير التجارب الجديدة، التي أُجريت على الفئران، إلى أن العلاقة بين بكتيريا الأمعاء والجهاز العصبي المركزي يمكن أن يؤثر على السلوك الاجتماعي. بناءً على نتائج دراسات سابقة، أجرى باحثون في جامعتي روما تور فرغيتا (Tor Vergata) وجامعة كالابريا في إيطاليا مؤخرًا دراسة جديدة على الفئران، للتحقيق في آثار زرع جراثيم جمعت من متبرعين مصابين بالتوحد على الفئران. تقدم نتائج هؤلاء الباحثين، التي نُشرت في مجلة Neuroscience، المزيد من الأدلة التي تربط جراثيم الأمعاء بالسلوكيات الاجتماعية النموذجية لاضطراب طيف التوحد. كتب إنيو أفوليو وزملاؤه في ورقتهم البحثية «أدى زرع جراثيم من متبرعين أطفال مصابين بالتوحد إلى الفئران، إلى سلوكيات التوحد مقارنة بنسل الإناث الحوامل المعرضات لحمض الفالبرويك (VPA)». حمض الفالبرويك Valproic acid هو مركب كيميائي لاقى استخداماً سريرياً كعقار مضاد للتشنج ومثبت للمزاج، بحسب موسوعة «ويكيبيديا» الإلكترونية. فحص أفوليو وزملاؤه مجموعتين مختلفتين من الفئران. تلقى الفئران في المجموعة الأولى (أي المجموعة التجريبية) جراثيم الأمعاء مزروعة نشأت من أمعاء أطفال مصابين بالتوحد، بينما تعرضت الفئران في المجموعة الأخرى (أي المجموعة الضابطة) لحمض الفالبرويك (VPA). لاحظ الفريق أن الفئران، التي تلقت جراثيم من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، أظهرت سلوكيات غير عادية أثناء إكمال اختبارات المتاهة المختلفة التي تُستخدم على نطاق واسع في دراسات علم الأعصاب. ويمكن ربط سلوكيات تلك المجموعة من الفئران بتلك التي لوحظت عند الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد. يبدو أن النتائج الأخيرة، التي جمعها هذا الفريق، تؤكد النتائج السابقة في هذا المجال، مما يشير إلى أن جراثيم الأمعاء يمكن أن تلعب بالفعل دورًا في السلوكيات الاجتماعية. في المستقبل، يمكن لدراسة هؤلاء الباحثين أن تساهم في اختبار وإدراج علاجات جديدة للتوحد تراعي أيضًا النظام الغذائي وصحة الأمعاء. وكتب الفريق في البحث «بشكل عام، تؤكد نتائج الدراسة الحالية الدور الرئيس لميكروبات الأمعاء في اضطراب طيف التوحد»، مضيفا أنه «مع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات قبل إجراء أي تلاعب محتمل ببكتيريا الأمعاء مع الوجبات الغذائية أو معززات الحيوية لدى الأشخاص المصابين بالتوحد».

مشاركة :