يكتسب النقاد السياسيون الثروة والنفوذ عن طريق التكهن بما سيحدث في الانتخابات، أي من سيفوز أو من يخسر ومن سيجمع أكبر مبلغ مالي من أجل الحملة الانتخابية. ويتطلع هؤلاء النقاد إلى ما سيحدث في انتخابات الكونغرس النصفية المزمع عقدها بعد نحو ثلاثة أشهر. ويبدو أن النقاد الليبراليون والوسطيون في محطات التلفزة أمثال «سي إن إن، وإم إس إن بي سي، وإن بي آر»، والصحف الرئيسة أمثال نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، يتفقون على حقيقتين جليتين تتعلقان بانتخابات الثامن من نوفمبر المقبل، الأولى أن الجمهوريين على الأرجح سيحققون الفوز الأكبر في هذه الانتخابات، ويسيطرون على مجلس النواب، وربما على الكونغرس أيضاً. وأما الثانية فإن الجمهوريين في الكونغرس لم يكونوا أبداً متشددين كما هي حالهم الآن، وهم بعيدون تماماً عن معظم الناخبين. أمر خاطئ ومن السهل مشاهدة التناقض في هاتين الحقيقتين، فإذا كان الجمهوريون بعيدين عن الناخبين، فلماذا سيفوزون بصورة كبيرة من خلال هؤلاء الناخبين ذاتهم؟ من الواضح أنه ثمة أمر خاطئ في هذا السيناريو. وإذا كان التقدميون الحقيقيون أكثر حضوراً بين النخبة من النقاد، فربما يشيرون إلى هذا الخطأ عن طريق تحديد العقبات الضخمة التي تلتف حول رقبة الديمقراطيين، وبالتالي على رقبة الرئيس جو بايدن. وإذا لم يتم تركيز انتباه الناخبين على بايدن في انتخابات نوفمبر المقبل، وإنما على التشدد الجمهوري، سيتمكن الديمقراطيون من تحقيق الفوز المؤزر. وخلال الأشهر القليلة الماضية، كانت أيديولوجية الجمهوريين المذمومة من قبل الشعب الأميركي، واضحة تماماً، حتى بالنسبة للناخبين غير المهتمين كثيراً، حيث اتضحت هذه الأيديولوجية من خلال جهودهم للقيام بالأشياء التالية: - عرقلة الحرية البناءة في أنحاء الدولة كافة. - عرقلة التشريعات التي تهدف إلى ترشيد استخدام الأسلحة. - أنكروا فكرة ارتفاع درجة حرارة العالم، على الرغم من أن الحرارة في الولايات المتحدة وصلت إلى حد غير مسبوق من قبل. - رفضوا وقاوموا جميع الانتقادات الموجهة ضد تهجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الديمقراطية والانتقال السلس للسلطة. ومن الطبيعي، أن الناخبين يركزون على قضايا أخرى أيضاً، وفق استطلاعات الرأي، والتي تتضمن بصورة رئيسة الاقتصاد، والتضخم، وهي بمثابة مشكلات عالمية حالياً، وهي أكبر من طاقة بايدن، على الرغم من أنه فشل في مواجهة تربّح الشركات وتلاعبها بالأسعار، ولا حتى ارتفاع أسعار الأدوية. لا تهرب يا جو وعلى أمل تجنب الديمقراطيين كارثة انتخابية في نوفمبر المقبل، ينضم بعض التقدميين إلى حملة «# لاتهرب يا جو»، التي ساعدتُ أنا على إطلاقها. ونأمل أن يعلن بايدن قريباً جداً أنه لن يرشح نفسه عن الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 2024، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحول انتباه الناخبين في الانتخابات المقبلة إلى الحزب مقابل الحزب، أي الديمقراطيين مقابل الجمهوريين. وبدأ هذا الجدل في الشهر الماضي من قبل أحد كتّاب الأعمدة في مجلة نيوزويك، والذي عمل سفيراً لدى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. ويدرك النقاد الذين يهيمنون على الإعلام الليبرالي للشركات جيداً أن بايدن رئيس ضعيف، وأنه يرتكب الزلات بصورة متكررة، وأنه ثبت عجزه عن استخدام المنبر الرئاسي للحصول على التشريعات حتى من قبل حزبه. وهم يشعرون بالقلق من سنّه المتقدمة. ولكنهم كانوا ملتزمين به وقاموا بحمايته والدفاع عنه منذ عام 2016، عندما اتضح أنه المرشح الوحيد القادر على وقف بروز المرشح بيرني ساندرز. ويتفق هؤلاء النقاد على أن بايدن من الناحية الأيديولوجية «معتدل» ويؤمن بالتغيير التدريجي، مثلهم تماماً. تحسين حياة الأميركيين وإذا قيّض للعقلانية أن تدخل إلى العملية السياسية قبل الكارثة التي تنتظر انتخابات نوفمبر، فإنها لن تأتي من القادة الديمقراطيين أو النقاد المعتدلين. وسيتعين على التقدميين والناشطين الديمقراطيين أن يحثوا الرئيس بايدن على إعلان أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى للرئاسة، ويعترفوا في الوقت ذاته له بأنهم يشعرون بالامتنان له لأنه تمكن من هزيمة دونالد ترامب عام 2020 (وهو الأمر الذي عملنا بجد وكفاح في الولايات المتأرجحة لتحقيقه). ويحتاج التقدميون أيضاً إلى الاستمرار في المطالبة بمزيد من الأوامر التنفيذية من بايدن في الأشهر المقبلة، والتي تهدف إلى تحسين حياة الأميركيين مادياً، بدءاً من إلغاء ديون الطلبة الجامعيين. وهذا من شأنه أن يشير إلى أن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً بالنسبة للتقدميين والديمقراطيين الذين يفهمون بأن الحزب الموجود في السلطة في واشنطن عليه أن يحسن ظروف حياة الطبقة العاملة، كما أنه سينشط الناخبين ذوي الميول الديمقراطية تحت سن الـ30. وأشار استطلاع أخير للرأي إلى أن 94% من هؤلاء يريدون ترشيح شخص آخر غير بايدن في انتخابات عام 2024. مزايا للجمهوريين ويملك الجمهوريون في انتخابات نوفمبر، التي تقترب سريعاً، العديد من المزايا الملائمة لهم بفضل قدرتهم على المناورات في خرائط الكونغرس، وتكتيكات الضغط على الناخبين. والنمط التاريخي في انتخابات الكونغرس النصفية الذي يفضل الحزب الجمهوري إضافة إلى مجلس شيوخ غير ديمقراطي، الأمر الذي يمكن أن يمنح سلطة مفرطة للولايات ذات الانخفاض السكاني، والتي تميل بصورة متزايدة إلى أن تكون محافظة. وثمة حاجة لتغيير الاتجاه لدى الديمقراطيين وعلى جناح السرعة. وربما يروق السير بتخبط مع بايدن للنقاد الليبراليين قصيري النظر الذين يخشون التغير التقدمي الجاد. ولكن ذلك سيكون وصفة مناسبة للوقوع في نوع من الكارثة، التي يمكن أن تجعل ما حدث في 6 يونيو 2021 يبدو، مقارنة بها، بأنه عبارة عن حفل في حديقة. • يدرك النقاد الذين يهيمنون على الإعلام الليبرالي للشركات جيداً أن بايدن رئيس ضعيف، وأنه يرتكب الزلات بصورة متكررة، وأنه ثبت عجزه عن استخدام المنبر الرئاسي للحصول على التشريعات حتى من قبل حزبه. • يملك الجمهوريون في انتخابات نوفمبر، التي تقترب سريعاً، العديد من المزايا الملائمة لهم بفضل قدرتهم على المناورات في خرائط الكونغرس، وتكتيكات كبت الناخبين، والنمط التاريخي في انتخابات الكونغرس . جيف كوهين ■ صحافي أميركي تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :