عودة الطوابير في لبنان .. انتظار ساعات لشراء الخبز

  • 7/31/2022
  • 23:37
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يردد خليل منصور عبارة "أريد أن أطعم أولادي" أثناء انتظاره أمام فرن لشراء ربطة واحدة من الخبز فقط، في بلد تتكرر فيه من جراء الانهيار الاقتصادي، طوابير الانتظار الطويلة للحصول على مواد أساسية. من أمام فرن في بيروت، يقول منصور "48 عاما" لـ"الفرنسية"، بنبرة حادة، "أنتظر خمس ساعات إذا احتاج الأمر، أريد أن أطعم أولادي". انتظر منصور الجمعة أكثر من ثلاث ساعات للحصول على الخبز، وفي اليوم السابق وقف في الطابور لأكثر من ساعتين. ويقول "ماذا أفعل غير ذلك، بقيت ثلاثة أيام دون خبز الأسبوع الماضي". ومنذ أسبوعين، يتهافت اللبنانيون يوميا على الأفران، حيث ينتظرون في طوابير طويلة للحصول على أكياس الخبز العربي المدعوم من الحكومة. ولا تخلو ساعات الانتظار من إشكالات تتطلب أحيانا تدخلا أمنيا، فيما تقنن الأفران الكميات التي توزعها مكتفية بربطة أو اثنتين للشخص. ويبلغ سعر ربطة الخبز المدعوم، التي تحتوي على ستة أرغفة، 13 ألف ليرة لبنانية أي أقل من دولار، فيما دخلت السوق السوداء إلى المشهد، وبات سعر الربطة فيها يتخطى أحيانا 30 ألفا. يعمل منصور في محل حلويات، ولا يتجاوز معاشه مليونا ونصف المليون ليرة لبنانية أي نحو 50 دولارا فقط بحسب سعر الصرف في السوق السوداء في بلد ارتفعت فيه الأسعار بشكل هائل. ويقول منصور بعد مرور أكثر من ساعتين على انتظاره "ماذا أفعل غير ذلك .. لا أستطيع أن أشتري الخبز بـ30 ألفا". وعلى وقع الأزمة الاقتصادية التي صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850، خسرت العملة المحلية أكثر من 90 في المائة من قيمتها أمام الدولار. وتضاءلت قدرة البنك المركزي على دعم استيراد سلع حيوية، بينها القمح والمحروقات والأدوية. رفعت وزارة الاقتصاد مرات خلال العامين الماضيين أسعار أكياس الخبز العربي. وفاقمت الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير الوضع مع صعوبة تصدير القمح، خصوصا أن لبنان يستورد 80 في المائة من حاجته من أوكرانيا. ويخشى اللبنانيون، اليوم، أن تتجه الحكومة أيضا إلى رفع الدعم عن القمح، ما يهدد بارتفاع سعر ربطة الخبز، وهو أمر لا يستطيع كثر تحمله، خصوصا أن 80 في المائة من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر. على وقع أزمة الخبز، يتهم أصحاب المطاحن السلطات المعنية بعدم توفير الكميات اللازمة من الطحين المدعوم، نتيجة تأخر مصرف لبنان في فتح الاعتمادات المالية وصعوبة الاستيراد، الأمر الذي تنفيه وزارة الاقتصاد، متهمة بعض الأفران بتخزين الطحين أو استخدامه في صناعة منتجات غير مدعومة كالحلويات.

مشاركة :