وُضعت القوات الأمنية في العراق أمس في حالة تأهب بعد تظاهرات المئات من مناصري الإطار التنسيقي، المنافس لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي يسيطر أنصاره منذ السبت على مبنى البرلمان، في حين عرض ائتلاف الوطنية العراقي، بزعامة إياد علاوي، استضافة حوار وطني لتفكيك الأزمة في العراق. وبعد خروج تظاهرة جديدة دعا لها تحالف «الإطار التنسيقي»، اتخذت القوات الأمنية إجراءات بينها نشر عناصرها خصوصاً حول المنطقة الخضراء، وإغلاق طرق مهمة ما أدى لأزمات مرور شديدة في العاصمة. وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، في تصريح أمس: «نشرنا قوات أمنية في المنطقة الخضراء لحفظ الأمن». وأضاف: «لا توجد حالة طوارئ في ساحة التحرير وتم فتح بوابة خاصة لدخول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء». وأصدر رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة، تعليمات صارمة للقوات العسكرية الأمنية العراقية بمنع استخدام الرصاص الحي والعيارات النارية والعتاد المطاطي وقنابل الغاز. وأكد أنه سيتم محاسبة القادة والآمرين الذين يثبت استخدامهم الذخيرة الحية في قاطع مسؤوليتهم. وشدد على ضرورة تأمين الحماية لساحات التظاهر. ووفقاً لتعليمات تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي صدرت عن مناصري الإطار التنسيقي، تم تحديد موعد التجمع على شارع يؤدي إلى أحد مداخل المنطقة الخضراء المحصنة، حيث مقر الحكومة والبعثات الدبلوماسية ومقر مجلس النواب الذي يسيطر عليه التيار الصدري لليوم الثالث على التوالي. وتشمل التعليمات منع «الدخول إلى المنطقة الخضراء» وتؤكد بأن الاحتجاجات «ليست موجهة ضد شخص أو فئة» و«تهدف للدفاع عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها». ودعا المنظمون إلى «التعاون التام مع الأجهزة الأمنية وعدم الاحتكاك بهم، فنحن خرجنا لنعيد لهم هيبتهم التي أسقطها الآخرون». كما دعوا إلى الاقتصار على حمل العلم العراقي، وعدم الانجرار وراء الشائعات، ورفض الشعارات الاستفزازية. وأكد مصدر في مكتب نوري المالكي، صحة الدعوات للتظاهر والتعليمات المتداولة بهذا الخصوص. في غضون ذلك، ذكر مصدر بارز في التيار الصدري أن أنصار التيار سيخرجون للاحتجاج في عموم محافظات البلاد. وحث صالح محمد العراقي المقرب من الصدر في بيان صحافي أتباع الصدر على الخروج في تظاهرات لدعم مطالب المعتصمين في مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء. واستثنى الصدر جماهير محافظة النجف من الخروج في هذه التظاهرات. ويأتي ذلك إثر دعوة الصدر الأحد، إلى مواصلة الاحتجاج معتبراً ذلك «فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي». ويرفض التيار الصدري، الذي يسيطر منذ السبت على مبنى مجلس النواب (البرلمان)، ترشيح محمد شياع السوداني (52 عاماً) الذي قدمه «الإطار التنسيقي». من جهته، دعا ائتلاف الوطنية العراقي، بزعامة إياد علاوي، أمس إلى العمل على تفكيك الأزمة ونزع أسباب الاحتقان السياسي من خلال خيارات مقبولة. وأشار الائتلاف، في بيان أمس، إلى أن «تفكيك الأزمة ونزع أسباب الاحتقان السياسي يتطلب عقد مؤتمر للحوار الوطني بين الأطراف كافة، للاتفاق على خيارات مشتركة مقبولة، إما بالمضي في عقد جلسة للبرلمان لاختيار رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل الحكومة، أو الاتجاه إلى حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة». وأعرب الائتلاف عن الاستعداد لاستضافة الحوار، وقال: «نظراً لاحتفاظ ائتلاف الوطنية بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف، فإنه يبدي استعداده الكامل لاستضافة جلسات الحوار الوطني ورعايته ودعمه في أي مكان يتم الاتفاق عليه». ودعا البيان «الأطراف كافة إلى التهدئة وتغليب لغة العقل والحوار، والحرص على المصلحة العامة للمواطنين وسيادة واستقلال العراق». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :