التدريب المهني في الهند خذل قطاع الطاقة الشمسية

  • 8/2/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما شارك سوكويندر سينغ وميتالي سينه ورامان سوراوت في تدريب في مجال الطاقة الشمسية، كانوا يأملون في العثور على وظائف في هذا القطاع الطاقي المتنامي في الهند، لكن آمالهم لم تتحقق. وتدربوا في إطار برنامج سورياميترا، وهو مشروع رائد لمجلس المهارات الهندي للوظائف الخضراء، وأمضوا ثلاثة أشهر في البحث عن عمل في صناعة الطاقة الشمسية ولكنهم لم يجدوا شيئا. وهدف البرنامج إلى تدريب خريجي المدارس الثانوية وحاملي الشهادات المهنية ليصبحوا فنيين ميدانيين قادرين على العمل في مشاريع الطاقة الشمسية وحتى إدارتها. وتعد هذه المشاريع أساسية لتحقيق هدف الطاقة المتجددة في الهند البالغ 500 جيغاوات بحلول سنة 2030. ونجح برنامج المهارات، منذ إنشائه قبل ست سنوات، في تدريب 78 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد على تركيب الألواح الشمسية وربطها بالشبكات وصيانة البطاريات. لكن البيانات الحكومية تظهر أن أقل من ثلث المشاركين وجدوا وظائف في قطاع الطاقة الشمسية. 500 جيغاوات من الطاقة المتجددة هو الهدف الذي تطمح الحكومة إلى تحقيقه بحلول سنة 2030 وارتفع إنتاج الطاقة الشمسية من 2632 ميغاوات في 2014 إلى ما يقارب 51 جيغاوات بحلول فبراير من هذا العام، وهو ما يكفي لتشغيل أكثر من 1.5 مليون منزل، إلى جانب إنارة الشوارع وتشغيل مضخات المياه. ومع ذلك، كان الإقبال بطيئا على أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح في المدن، في حين أن العديد من المتنزهات الشمسية الكبيرة لم تنطلق بعد، وتأخرت بسبب التحديات في الحصول على مساحات كبيرة من الأرض. ويقول خبراء الطاقة إنه يصعب الحصول على وظائف في هذا القطاع. وقال شيتان سينغ سولانكي باعث مؤسسة الطاقة سواراج غير الربحية التي تعمل على إيجاد طرق للحد من الانبعاثات المضرة بالمناخ، إن “لدى فنيي الطاقة الشمسية القدرة على أن يصبحوا أفرادا لا يمكن الاستغناء عنهم، تماما مثل ميكانيكيي السيارات. لكن السياسات تعيقهم، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو في القطاع وتقليل فرص العمل للآلاف الذين تدربوا”. وتُظهر بيانات 2019 – 2020 أنه من بين 16.074 شخص تدربوا وحصلوا على شهادات حكومية، لم ينل أكثر من ثلثيهم بقليل (11025) وظائف في قطاع الطاقة الشمسية. وذكر المدربون أن النجاح تباين حسب موقع مشاريع الطاقة الشمسية الكبيرة، والعلاقات بين بعض مراكز التدريب والشركات الخاصة، واستعداد الطلاب للانتقال إلى المناطق النائية للعمل، حيث شهدت ولايات البنغال الغربية وتيلانجانا وماديا براديش أعلى نسبة في التوظيف. ولم يكن سينغ وسينه وسوراوت من بين المحظوظين، حيث يعمل سينغ الآن في قطاع البستنة بينما تعمل سينه مساعدة لحارس غابات وبقي سوراوت عاطلا عن العمل. وقال سوراوت، البالغ من العمر 23 عاما، الذي يعيش في بالوال بولاية هاريانا الشمالية مع والديه “سمعت عن التدريب من صديق وكنت متحمسا للغاية لأنني أعرف عن الارتفاع في استخدام الطاقة الشمسية. وتستخدم المزارع من حولنا المضخات الشمسية للري. اعتقدت أنه بعد الانتهاء من الدورة التدريبية، سأجد وظيفة لصيانة الوحدات الشمسية بسهولة، لكن مر عامان وكل ما أفعله هو المساعدة في الأعمال المنزلية”. مشاكل الوباء أمضى الناشط سولانكي أكثر من 600 يوم في حافلة تعمل بالطاقة الشمسية، بعيدا عن حياته المهنية كأكاديمي، وسافر عبر الهند لزيادة الوعي وخلق حركة عامة للضغط من أجل الطاقة الشمسية. ويشدد على حقيقة أن عدد الوظائف التي ستظهر في قطاع الطاقة المتجددة ستعتمد بشكل كبير على نمو الشبكات الصغيرة اللامركزية وأنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح، حيث يكون التوظيف أعلى. لكن الوباء أوقف مشاريع الطاقة المتجددة الجديدة. ووجد تقرير صادر عن مجلس الطاقة والبيئة والمياه أن جائحة كوفيد – 19 سببت انخفاضا حادا في التوظيف في قطاع الطاقة المتجددة، مع توفّر عدد أقل من الوظائف بنسبة 48 في المئة في 2021 مقارنة بسنة 2019. وفي السنة المالية 2021 توسعت القوى العاملة في مجال الطاقة النظيفة بمقدار 6400 فقط، مقارنة بأكثر من 12 ألفا في 2019. ويجد فنيو الطاقة الشمسية المدربون أنفسهم في سوق عمل لم ينتعش منذ الوباء، حيث تفضل العديد من الشركات الخاصة توظيف كهربائيين محليين بأجور منخفضة وتدريبهم على الوظيفة. وقال ديباك راي مدير المعايير والبحوث في مجلس المهارات للوظائف الخضراء، إن “كوفيد أدى إلى إبطاء تقديم التدريب والتوظيف في الصناعة. توجد حاجة ماسة إلى تنفيذ برامج تدريبية تعاونية مع الصناعة للتأكد من أن المتدربين المعتمدين جاهزون للعمل”. 51 جيغاوات إنتاج الطاقة الشمسية لغاية شهر فبراير يكفي لتشغيل وإنارة أكثر من 1.5 مليون منزل وشدد راي على أن المجلس يرسم خرائط لمراكز التدريب التابعة له وفقا لمتطلبات القوى العاملة والصناعة اليوم، مضيفا أن الجهود جارية لتلبية المتطلبات المتطورة لصناعة الطاقة الشمسية. مهمة صعبة دخل أنكوش جيندال سوق الطاقة الشمسية من خلال شركة ناشئة تسمى ريكويب، وقد تركها مؤخرا، بهدف سد هذه الفجوة وإنشاء شبكة من المهندسين والفنيين وعمال النظافة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية وصيانتها. وأشار إلى نقص التدريب الجيد وضعف الطلب على المهنيين المهرة باعتباره حالة “الدجاجة والبيضة”. وقال إن محطة الطاقة الشمسية على نطاق المرافق تتطلب ما معدله 30 زيارة سنويا من موظفين مدربين للتنظيف والصيانة والإصلاحات، مضيفا أنه إذا روّج لقطاع الطاقة الشمسية على الأسطح بشكل أفضل، فسيخلق المزيد من الوظائف على المدى الطويل. وأضاف “في حين أن مشاريع الطاقة الشمسية الكبيرة يمكن أن توظف بعض العمال الدائمين، فإن ذلك غير ممكن للأفراد في قطاع الأسطح. ولا تُناقش فكرة الصيانة السنوية في أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح، مما يؤدي إلى قلة الوظائف وعدم رضا الزبائن”. وكان متوسط ​​راتب الفنيين المعتمدين من سورياميترا 15 ألف روبية (188 دولارا) شهريا، لكن وكالات التوظيف تشير إلى أن الشركات الخاصة غالبا ما تجد عمالة أرخص وغير ماهرة لأداء نفس الوظيفة. فنيو الطاقة الشمسية المدربون يجدون أنفسهم في سوق عمل لم ينتعش منذ الوباء، حيث تفضل العديد من الشركات الخاصة توظيف كهربائيين محليين بأجور منخفضة وقال يوغيش بوردي رئيس العمليات في شركة كيوات سولوشنز، التي تدير مراكز المهارات في خمس محافظات “تكون المواضع في كثير من الحالات في مواقع نائية مع القليل من وسائل الراحة، ويطلب من الفنيين العمل في ظروف قاسية. إن الطاقة الشمسية مهمة صعبة”. ولم تبدأ العديد من مراكز التدريب هذا العام حتى البرنامج الذي مدته ثلاثة أشهر، مما يبقي المتقدمين قيد الانتظار أثناء عملهم على نماذج مالية جديدة للحفاظ على المبادرة. وشهدت مراكز المهارات التي مولتها الحكومة الفيدرالية وقدمت تدريبا مجانيا تخفيضات في الميزانية، مما أدى إلى توقف الدورات، وفقا لرئيس العمليات في أحد المراكز. وأشار راي إلى أن نموذج تمويل برنامج سورياميترا يتطور تدريجيا من مخطط الحكومة المركزية إلى نظام يُتوقع من مراكز التدريب فيه جمع الأموال أو فرض رسوم على الطلاب، مع بعض الدعم من المحافظات. كانت سينه، البالغة من العمر 24 عاما، والتي تعمل الآن في قسم الغابات في شرقي ولاية البنغال الغربية واحدة من أربع فتيات في مجموعة تدريب سورياميترا سمعن عن البرنامج من زملاء في كلية الفنون التطبيقية. وقالت “كنت متحمسة للغاية لأن الطاقة الشمسية هي طاقة جيدة. أشعر أن ما تعلمته في التدريب كان ذا قيمة. مع صعوبة الحصول على وظائف في هذه الأيام، كنت أعتقد أن الطاقة الشمسية فرصة جيدة، لكنني كنت مخطئة”. أحلام كاذبة التدريب يبيع حلما كاذبا القطاع يسوق حلما كاذبا وفي حين يفوض البرنامج المؤسسات لتشجيع النساء وسكان الريف على التسجيل في الدورة، فإن جل من يحضرون التدريب هم الرجال في العشرينات من العمر. ومع اعتماد معظم مراكز المهارات في المدن للغة الإنجليزية أو الهندية، يقول الباحثون إن البرنامج يستثني الكثيرين، لاسيما أولئك الذين يعيشون بالقرب من الحدائق الشمسية. وقالت بهاغافي راو، وهي باحثة في مركز المساءلة المالية وزميلة أولى في مجموعة دعم البيئة غير الربحية “في المناطق الريفية، حيث ظهرت مشاريع مرافق الطاقة الشمسية على نطاق واسع أو في طور الإعداد، ليست لدى الشباب أي معلومات أو إمكانية الوصول إلى برنامج المهارات”. وذكرت أن القطاع نادرا ما يوفر فرص عمل بدوام كامل، ولا يمنح سوى القليل من الأمن الوظيفي ولا يسمح بالمفاوضة الجماعية من أجل بيئة عمل أفضل. وترى أن “التدريب يبيع حلما كاذبا”.

مشاركة :