دعا زعيم تحالف (الفتح) هادي العامري، اليوم (الإثنين) التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وقوى الإطار التنسيقي إلى ضبط النفس والدخول في حوار جاد للتوصل إلى حلول للأزمة الراهنة، في ظل دعوات مضادة للتظاهر. وقال العامري في بيان اليوم "أكرر ندائي مخلصا إلى الإخوة في التيار الصدري وإلى الإخوة في الإطار التنسيقي أن يغلبوا منطق العقل والحكمة وضبط النفس والتأني وتقديم مصلحة البلاد والعباد من خلال الحوار الجاد والبناء للتوصل إلى حلول لنقاط الاختلافات فيما بينهما". وجاءت دعوة العامري على خلفية تصعيد إعلامي عبر بيانات وبيانات مضادة تدعو إلى الحشد الجماهيري "قد تخرج عن السيطرة وتفضي إلى العنف"، وفق البيان. وأضاف العامري الذي ينضوي تحالفه تحت لواء الإطار التنسيقي الشيعي، الذي يضم معظم الأحزاب والقوى الشيعية، أن "الدماء العراقية عزيزة على الجميع (..) فكفى دما، ورفقا بالدم العراقي فهو أمانة في أعناق الجميع ومسؤولية سفكه يتحملها الجميع". وتأتي دعوة العامري بعد إعلان اللجنة التنظيمية لدعم الشرعية التابعة للإطار التنسيقي الشيعي في ساعة متأخرة من الليلة الماضية عن تنظيم تظاهرة لأنصاره عصر اليوم على أسوار المنطقة الخضراء. وقالت اللجنة في بيان "ندعو أبناء شعبنا العراقي بكافة أطيافهم وفعالياتهم العشائرية والأكاديمية والثقافية إلى أن يهبوا للتظاهر سلميا للدفاع عن دولتهم (..) بعد التطورات الأخيرة التي تنذر بالتخطيط لانقلاب مشبوه واختطاف للدولة وإلغاء شرعيتها وإهانة مؤسساتها الدستورية وإلغاء العملية الديمقراطية". وأوضح البيان أن موعد المظاهرات سيكون في الساعة الخامسة من عصر اليوم بالتوقيت المحلي على أسوار المنطقة الخضراء وسط بغداد. في المقابل، دعا زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، في تغريدة أمس جميع العراقيين إلى مناصرة من وصفهم بـ"الثائرين للإصلاح (..) لا تحت لوائي وقيادتي بل تحت لواء العراق وقرار الشعب". في هذه الأثناء، عززت القوات الأمنية العراقية إجراءاتها في العاصمة بغداد، خاصة في المنطقة الخضراء والمناطق المحيطة بها تحسبا لوقوع أي خروقات خلال التظاهرات. وقال المقدم محمد الربيعي من قيادة عمليات بغداد، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه تم نشر أعداد إضافية من قوات الجيش ومكافحة الشغب معززة بالآليات المدرعة في الشوارع والتقاطعات المهمة في بغداد، وإغلاق معظم الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء ونشر دوريات من القوات الأمنية في الشوارع والأماكن المهمة. وأوضح أن هذه الإجراءات تأتي بالتزامن مع وجود تظاهرتين الأولى لأتباع التيار الصدري المتواجدين داخل البرلمان، والثانية لأنصار الإطار التنسيقي الشيعي المقررة عصر اليوم أمام بوابة المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق وسط بغداد. وأضاف الربيعي أن القوات الأمنية اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لمنع حدوث احتكاك بين المتظاهرين من التيار الصدري والإطار التنسيقي. ويعتصم مئات المتظاهرين من أنصار التيار الصدري لليوم الثالث على التوالي داخل مبنى مجلس النواب العراقي، للمطالبة بمحاكمة الفاسدين وإسقاط محمد شياع السوداني مرشح الإطار التنسيقي الشيعي للحكومة المقبلة وتشكيل حكومة أغلبية وطنية وإسقاط المحاصصة الطائفية. وعلى خلفية هذه الأحداث، دعت الرئاسات العراقية الثلاث، الجمهورية والحكومة والبرلمان، والعديد من الأحزاب والقوى السياسية إلى ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار لمنع انزلاق البلاد إلى ما لاتحمد عقباه. وكان مئات المتظاهرين من أتباع مقتدى الصدر اقتحموا يوم الأربعاء الماضي، مقر البرلمان احتجاجا على ترشيح الإطار التنسيقي لمحمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة الجديدة. ودخل العراق في انسداد سياسي منذ عدة أشهر بعد انتخابات برلمانية جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، وفازت بالمركز الأول فيها الكتلة الصدرية التي أعلن زعيمها مقتدى الصدر عزمه على تشكيل حكومة "أغلبية وطنية". وتحالف الصدر مع تحالف (السيادة) السني والحزب الديمقراطي الكردستاني وشكل تحالف (إنقاذ وطن)، لكنه فشل في تحقيق نصاب ثلثي أعضاء البرلمان (220 عضوا) لانتخاب رئيس الجمهورية نتيجة معارضة (الإطار التنسيقي) للصدر وإصراره على تشكيل "حكومة توافقية" يشارك فيها الجميع.
مشاركة :